الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المخدرات خطر العصر.. الإفتاء: تحريم الإسلام لها ليس اعتداءً على الحرية الشخصية ومرصد الأزهر يثبت تورط الجماعات في الإتجار بها بهدف التمويل.. و23 مركزا علاجيا لأكثر من 100 ألف مدمن

المخدرات
المخدرات

المخدرات.. المرض الذي يدمر عقول الشباب ويهدر طاقاتهم
23 مركزا علاجيا بصندوق مكافحة الإدمان لعلاج 100 ألف في العام
جامعة الأزهر: 
تحليل مخدرات يطبق على الطلاب المقبولين بالكليات
تحريم الإسلام للخمر والمخدرات ليس اعتداءً على الحرية الشخصية
الإسلام حرم على الإنسان كل ما يُذهِب عقله أو يضر نفسه
مرصد الأزهر يثبت تورط الجماعات الإرهابية في الإتجار بالمخدرات للتمويل


لا يختلف اثنان على أن الشباب هم القوة التي تعتمد عليها الدول في صناعة حضارتها وفي بناء قوتها، ومن ثم كان التركيز على بنائهم وتربيتهم وتعليمهم وحمايتهم من كل ما يهدد مستقبلهم، وإذا أردت أن تحكم على أمة فانظر إلى حقيقة تعاملها مع الشباب، فمنذ فجر التاريخ قام الشباب بجهود كبيرة في بناء أوطانهم، حتى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فإن الشباب تحملوا مسئوليات إبلاغ تعاليم الإسلام؟ فقد شكل الشباب البنية الأساسية في بناء الحضارة الإسلامية التي شهد لها العالم.

وتعتبر المخدرات، من أكثر الوسائل المدمرة للشباب وإهدار طاقاتهم ومحو إمكانياتهم.

ونسلط في هذا التقرير الضوء على المخدرات من الناحية الشرعية وكيفية مواجهتها.

في البداية، قال عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إن نسبة تواصل الشباب على الخط الساخن بعد حملة محمد صلاح " أنت أقوى من المخدرات " ارتفعت بشكل ملحوظ.

وأضاف " عثمان " في حواره مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج " صالة التحرير " المذاع على قناة " صدى البلد":" في العام الماضي تواصل معنا 116 ألف مريض إدمان، ولدينا خط ساخن لعلاج الإدمان" 16023" وكل من يتقدم طواعية لتلقي العلاج من العاملين في الحكومة أو من أي مكان يكون العلاج بشكل سري للغاية وبالمجان".

وتابع:" صندوق مكافحة الإدمان لديه 23 مركزا علاجيا ونمتلك شراكة مع مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والقوات المسلحة ويتم تقديم الخدمة على أعلى مستوى لكل الراغبين في العلاج".

وقال:" لدينا في السنة أكثر من 100 ألف مريض إدمان وذلك دليل على أنه هناك تفاعلا على أعلى مستوى، وبموجب القانون نكفل سرية بيانات أي فرد راغب في العلاج من الإدمان".

من ناحية أخرى، قال الدكتور أحمد سليم، عميد طب الأزهر، إن هناك تحليل مخدرات يطبق على الطلاب المقبولين بجامعة الأزهر.

وأكد "سليم"، خلال لقائه ببرنامج "صباح البلد" المُذاع عبر فضائية "صدى البلد" أن الطلاب المقبولين في المدينة الجامعية يخضعون أيضًا لتحليل مخدرات، منوها إلى أنه لم تظهر حالة تعاطٍ للمخدرات، مشيرًا إلى أن هذا أمر يضاف إلى السجل الحافل للأزهر الشريف.

ومن الناحية الشرعية، قالت دار الإفتاء المصرية، إن تحريم الإسلام للخمر والمخدرات، ليس اعتداءً على الحرية الشخصية، فللحرية ضوابط وحدود، يحمي بها الإنسان نفسه وصحته وعقله وماله وأسرته، فإذا كنت تعتبر نفسك حرًّا في تعاطي هذه السموم فغدًا هي التي ستتحكم فيك.

واستشهدت الإفتاء عبر صفحتها بـ«فيسبوك» بالأدلة الشرعية على حرمة تناول وتعاطي المخدرات؛ منها قوله تعالى: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» [البقرة: 195]، وقوله تعالى: «وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» [النساء: 29].

وأوضحت: فنصت الآيتان على النهي عن الإضرار بالنفس والإلقاء بها في المهالك، والأمر بالمحافظة عليها من المخاطر؛ لأن المحافظة عليها من المقاصد الخمس، ولذلك حرم على الإنسان كل ما يُذهِب عقله أو يضر نفسه، ومعلوم أن في تعاطي المخدِّرات هلاكًا ظاهرًا، وإلقاءً بالنفس في المخاطر.

واستدلت بما روي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ» رواه أحمد وأبو داود، وهو نص في تحريم المخدرات باعتبارها من جملة المفترات.

وتابعت: كما أن القواعد الشرعية تقتضي القول بحرمة المخدِّرات؛ حيث ثبت ضررها حسيًّا ومعنويًّا، وما كان ضارًّا فهو حرام؛ لحديث: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» راوه أحمد، وذلك ما لم يتعيَّن شيء منها طريقًا للدواء بتقرير أهل الطب المتخصصين.

ونبهت على أنه لا تقتصر حرمة المخدِّرات على تناولها فقط، بل يشمل ذلك زراعتها والاتجار فيها؛ فالشرع لَمَّا حرَّم الخمر حرَّم أيضًا كل الأسباب المؤدية إلى تداولها، لكن لا يُحَدُّ صاحبها، بل يعزَّر بحسب ما يراه القاضي محققًا للمصلحة المجتمعية.

بدوره، حاول مرصد الأزهر فتح ملف الجماعات الإرهابية وعلاقتها الوطيدة بعصابات المخدرات والمافيا فى أمريكا اللاتينية، في الوقت الذي حذّرت فيه الأمم المتحدة من قيام الجماعات الإرهابية باللجوء إلى الاتجار بالمخدرات لتمويل أنشطتها الإجرامية، مثل تنظيم داعش الإرهابى وطالبان فى أفغانستان وبوكو حرام فى نيجيريا، أو من خلال تسهيل عبور تجارة المخدرات عبر الأماكن التى يسيطرون عليها.

واستعرض مرصد الأزهر، التقرير العالمى حول المخدرات الذى نشرته الأمم المتحدة، والذي يفيد بأن تنظيم طالبان يحصل على مبالغ مالية كبيرة تتراوح ما بين 150 و200 مليون دولار بفضل الإتاوات التى تفرضها على زراعة وتجارة الأفيون فى أفغانستان، بما يشكل على الأقل نصف دخل هذه الجماعات الإرهابية.

كما يُقدر معدل دخل تنظيم داعش السنوى بما يقارب 400 مليون دولار، ويمثل 50% من هذا الرقم هو حصيلة الاتجار بالمخدرات. جدير بالذكر أن جماعة بوكو حرام تساعد على تهريب المخدرات من الهيروين والكوكايين عبر أفريقيا الغربية مقابل فرض إتاوات، وهناك مؤشرات تشير إلى ضلوع القاعدة فى بلاد المغرب العربى فى الاتجار بالمخدرات أو تسهيلها لهذه التجارة من خلال تقديم الحماية اللازمة لتلك التجارة عبر الأماكن التى يسيطرون عليها، أو تلك التى يقطنون فيها.

وفى هذا السياق، أشارت تقارير عديدة إلى وجود صلة وثيقة بين الجماعات الإسلامية الإرهابية المتطرفة مع تجار السلاح والاتجار بالمخدرات فى العديد من دول أمريكا اللاتينية، حيث تبين أن كلاهما يشكلان وجهين لعملة واحدة.

وأكد أحد الخبراء الأمنيين فى أمريكا اللاتينية أن العلاقة الوطيدة بين الجماعات الإرهابية وعصابات المخدرات تكمن فى أنهم يستخدمون نفس الوسائل للحصول على السلاح، مثل غسيل الأموال، وتهريب منتجات غير شرعية بين الحدود من خلال شبكات إرهابية إجرامية شديدة الخطورة.

وفى الوقت ذاته تشير التقارير إلى أنه على الرغم من وجود علاقات وطيدة بين الجماعات الإرهابية وعصابات الاتجار بالمخدرات فى المكسيك وكولومبيا وفنزويلا إلا أن المثلث الحدودى بين باراجواى والبرازيل والأرجنتين يعتبر هو مركز الدعم للجماعات الإرهابية المتطرفة.

وبالفعل فإن هذه المنطقة تُعد أرضًا خصبة لأنشطة الخلايا النائمة، كما أنه يمكن الإشارة إلى أن ضَعف القوانين التى تسنها الحكومات فى تلك المناطق تساعد على تهريب ونقل المخدرات والبضائع المزورة الأمر الذى يُعد بمثابة أرض خصبة لجذب المنظمات الإجرامية.

وأصبح الاتجار بالمخدرات هو المصدر الرئيسى لتمويل الجماعات الإرهابية، وبذلك فإن هذا الخليط من الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن العام لبلدان أمريكا اللاتينية التى تعانى ويلات تلك التنظيمات حتى يومنا هذا.