الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قنا بلا سينما..وأشهر دور عرض تتحول لمول تجاري‎ .. فيديو وصور

سينما عبدالوهاب في
سينما عبدالوهاب في قنا

رغم انتشار عدد كبير من دور السينما بمراكز محافظة قنا فى منتصف القرن الماضى، بجانب عاصمتها التى كانت تضم سينما عريقة بوسط المدينة، إلا أنها اختفت تدريجيًا حتى باتت قنا بلا دور سينما نهائيا، ليتحول روادها المثقفين وكبار السن إلى التليفزيون كبديل متاح ويبحث الشباب عن بديل لها فى محلات الانترنت و صالات البلايستيشن و المقاهى، ليتشكل فكر الشباب بعيدًا عن الرقابة والمتابعة.

سينما "فريال وفاروق" التي تعد أشهر وأكبر سينما بمحافظة قنا، تحولت إلى مول تجارى بعد أن تم بيع أرضها فى مزاد علنى، بعد أن توقفت لسنوات طويلة لأسباب كثيرة على رأسها الإهمال وعدم إيمان أصحاب الأرض، والمسئولين بالمحافظة بدور السينما فى تشكيل وعى الأسر والكثير من الشباب، لتختفى تمامًا من على خريطة قنا بعدما كانت منارة تتوسط ميدان الساعة.

سينما «فريال وفاروق» أنشئت فى ثلاثينات القرن الماضى على يد لوقا بسطا و أشقائه، الذى كان يديرها فى بعض السنوات والد الفنانة فاتن حمامة، حيث كان وقتها مدرسًا بمدرسة سيدى عمر بمدينة قنا، إلا أنها توقفت عن العرض فى فترة السبعينات وتم هدمها منذ عام وتحولت لمعرض كبير، بعد فشل محافظ قنا الأسبق عادل لبيب، فى إقناع ملاكها بتجديدها وبناء أدوار علوية فوقها كمحلات.

أما " سينما ومسرح قنا" التى تجاور ديوان عام محافظة قنا، فقد توقفت تدريجيًا عن العمل حتى أغلقت أبوابها تمامًا عام 2015 بعد أن تدهورت حالتها و أصاب جدرانها القديمة التلف، رغم أن المحافظة كانت توليها عناية خاصة لفترة قريبة باعتبارها دور العرض الوحيد والأخير المتبقية على قيد الحياة بالمحافظة، وتردد فى أروقة الديوان العام أن هناك مقترح لتطوير المبنى واستثماره فى عمل مشاريع تدر دخل على المحافظة.

وفى كورنيش النيل، ظلت سينما الكورنيش التى أنشأها اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية الأسبق، عندما كان محافظا لقنا، تستقبل زوار الكورنيش لسنوات معدودة للاستمتاع بالأفلام والعروض التى يتم تقديمها للجمهور تحت إشراف المحافظة و بأسعار زهيدة كخدمة من محافظة قنا لأبنائها، لكنها توقفت لأسباب غير معروفة رغم بقاء شاشة العرض الكبيرة التى تزين الكورنيش حتى الآن.

وفى مراكز المحافظة لم يكن الحال بأفضل من عاصمة المحافظة، فقد طال الإهمال دور العرض المنتشرة بمدن المحافظة حتى أغلقت أبوابها نهائيًا، ففى مركز دشنا تسببت الاشتباكات و المشكلات الثأرية الدائمة بين الأهالى فى سبعينيات القرن الماضى، فى توقف سينما" أمل" التى أنشأها فوكيه آر تى عام 1960 " من أعيان مركز دشنا" وقرررت المحافظة وقفها نهائيًا لكن المبنى مازال قائمًا مهجورًا حتى الآن، و لم يختلف الأمر كثيرًا فى سينما مصنع سكر دشا القريبة منها والتى توقفت فى تسعينيات القرن الماضى أيضًا بلا أسباب ودون رجعة.

ومدينة نجع حمادى لم تكن أفضل حظًا من غيرها، فقد ت كان لرأس المال الذى لا يقدر قيمة الثقافة و لا يعترف إلا بلغة الأرقام الدور الأكبر فى هدم سينما ومسرح النيل التى أنشئت عام 1960 لتختفى معالمها للأبد ويقام مكانها برج سكنى فى تسعينيات القرن الماضى.

فيما توقفت سينما «عبدالوهاب» بقوص والتى أنشأها عبدالوهاب الحاكم عام 1960، عن عرض الأفلام فى فترة الثمانينات، لتتوقف معها أى عروض سينمائية بمركز قوص، ويصبح الشارع الذى يحمل اسم السينما بوسط المدينة بلا سنما فعليه.

وقال أحمد سعد جريو- عضو المجلس الأعلى للثقافة، عدم وجود دور عرض تعتبر حرب صارخه على الثقافة، و أمر غير منطقى أن تكون محافظة بحجم قنا وتاريخها الثقافى بدون سينما ومسرح، فهى محافظة خرج منها العديد من الثقفين والأدباء.

فيما قال الباحث نور القفطى، أول عرض سينمائى فى مصر كان فى القاهرة عام 1896، لكن ظهور السينما فى قنا كان فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، على يد الراحل ثروت عكاشة و زير الثقافة آنذاك والملقب بفارس الثقافة، حيث كان صاحب فكرة إرسال شاشات عرض متنقلة للميادين والشواطىء و القرى، على غرار مشروع القراءة للجميع، لعرض أفلام وثائقية هادفة تحث الناس على العمل والإنتاج وتعرفهم بأهداف الثورة، أما أول دار عرض فى قنا فكانت سينما" فريال وفاروق" والتى حملت اسم الملك والملكة كدليل على اهتمامهم بالسينما ودورها التنويري.

و أضاف القفطى، بأن السينما فن رائع وجميل واختراع فنى وتكنولوجى طوعه الانسان ليصبح من أهم الوسائل الفنيه والثقافية للمتعه وتناول الحياة و المجتمع والإنسان، والتى تعكس رؤى العصر عندما تعرض نماذج من الأفلام الهادفه ثقافيًا واجتماعيًا،بعيدًا عن الأفلام الهابطة و التجارية.

و أشار محمد عبدالستار"مدرس" إلى أن غياب دور السينما دفع الشباب للبحث عن البديل، فكانت المقاهى المنتشرة فى كل ركن بالشوارع المصرية، ليقضى الشباب فيها كل أوقاتهم أمام أفلام هابطة لا رسائل من ورائها سوى إثارة الغرائز وتشويه القيم و العادات التى تربينا عليها صغارًا، وافتقاد رسائل وقيم كثيرة تعلمناها فى الماضى، لذلك لابد أن يكون للدولة دور قوى فى إعادة إحياء الدور التنويرى لدور السينما التى كانت تعمل وفقًا لمنهجية وطنية صحيحة.