الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. خالد رحومة يكتب: مسافة السكة

د خالد رحومة - مدرس
د خالد رحومة - مدرس الاقتصاد بجامعة دمنهور

من ظلام اليأس يولد الألم ومن قلب المحن تخرج العزيمة والإرادة.. هكذا تحدث الرئيس السيسي واصفًا ٣٠ يونيو، وفي ذكرى ٣٠ يونيو التي تتزامن مع تواجد مصر في قمة العشرين وتنظيم الأمم الإفريقية لا أجد أروع من وصف "بيتري" لشعب مصر حين يقول" شعب مجد قوي، يعتريه الضعف كل بضع مئات من السنين فتتعرض بلاده للغزاة من الجنوب والغرب والشرق، فيتعرض هو لمؤثرات مختلفة، لكنه بالرغم منها ظل يحتفظ بطابعه وصفاته القومية وبشخصيته المتميزة بارزة المعالم".

حقًا إن أبرز ما يجسد الشخصية المصرية تجده حين تبحث عن كلمة تلخص ٣٠ يونيو، فلا تجد أبلغ من شعار رفعه المصريون مرارًا وهو "الدين لله والوطن للجميع" ... فمن هنا بدأت ثورة التصحيح ثورة ٣٠ يونيو التي أثبت فيها الشعب المصري هويته و أعاد رسم خريطة مصر في المنطقه بعد أن عصف بعقائد سياسية لتجار الدين والتي كان مخططا لها ان تسود لعشرات السنين .

ففي الذكري السادسة من ثورة ٣٠ يونيو قام المصريون باستئصال ورم خبيث كاد أن يقضي علي مصر بل وعلي المنطقه بأكملها .. ففي هذا اليوم الشعب المصري أصدر القرار بكامل ارادته وهذا القرار من بعد مشيئة الله تعالي وقي العالم بأسره من مخاطر جماعه الاخوان الارهابيه، وأفشل مخططات تم دفع المليارات من أجل تنفيذها، وأنهى الأحلام الاردوغانيه الواهية مدفوعة الاجر ، والتي افاق الشعب التركي منها أخيرًا وهتف باسم السيسي بعد سقوط أردوغان في إسطنبول.

فبفضل هذه الثورة المجيدة تحولت الدولة المصرية من حالة الدفاع عن الارض ضد فاشية الإسلام السياسي، إلي دولة تصدر تجربتها السياسية والاقتصادية للمنطقة بالكامل، واليوم تستضيف بطولة الامم الافريقيه وتوجه رساله للعالم أجمع انها مازالت صامدة، مازالت بلد الأمن و الأمان.

فلا أحد كان يتوقع أن تقف مصر شامخة من جديد، لكن الشعب المصري وحده من آمن بعودتها، تحدى كل الظروف وتحمل الازمات الاقتصاديه والسياسية والاجتماعية التي كانت تمر بها، تحمل الشعب قرارات الرئيس الإصلاحية بكل قوة وعزيمة متأملًا في غد أفضل.

واليوم نجني ثمار آمالنا من خلال اكبر موازنة في تاريخ مصر والتي تبلغ ١.٦ تريليون جنيه. والمتأمل في مدلول الموازنة العامة للعام الجديد يجد أن مخصصات التعليم والصحة فيها تصل الي ٣٢٦,٨ مليار جنيه مقابل ٢٥٧,٧ مليار جنيه في موازنة العام الماضي وهو ما يعكس توجه الدولة المصرية لقضية التعليم لتضعها نصب أولوياتها.

أما مخصصات برامج الدعم السلعي التي بلغت ١٤٩ مليار جنيه منها: ٨٩ مليار جنيه لدعم السلع التموينية، و٥٢,٩ لدعم المواد البترولية بخفض قدره ٣٥ مليار جنيه عن العام الماضى، و٤ مليارات جنيه لدعم الكهرباء، ومليار جنيه لدعم شركات المياه، و٣,٥ مليار جنيه لتوصيل الغاز الطبيعى لـ ١,٣ مليون أسرة يعكس توجه الدولة لتحقيق عدالة التوزيع وهو البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة.

والذي يدعم ذلك مساهمات صناديق المعاشات، بزيادة ١٣,٢ مليار جنيه عن العام الماضي، و١٨,٥ مليار جنيه لمعاشات الضمان الاجتماعى، وبرنامج «تكافل وكرامة» .

إن مصر أصبحت حديث العالم أجمع بعد النجاح في زمن قياسي للنهوض بالاقتصاد مره اخري وتشييد مشروعات قوميه لم تنجز في عقود، وتطوير شبكة الطرق، وهو ما خلق توقعات بزيادة معدلات النمو الاقتصادي من ٦٪ إلى ٧٪ علي المدي المتوسط خلال العام المالي الجديد للسيطرة على معدلات التضخم وخفضها لأقل من ١٠٪ .

والآن بعدما كانت مصر تعاني من ازمة انقطاع الكهرباء أصبحت ستصدر الكهرباء والغاز بل ومركزًا إقليميًا للطاقة والكثير والكثير غير ذلك.

هذه هي التجربة المصرية وهذه هي مصر ارض الكنانة والتي مهما ضلت الطريق فلا تتأخر كثيرًا حتى تعود في مسافة السكة.