الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

29 عاما على قتل لاعب كولومبي رميا بالرصاص..

التاريخ يعيد نفسه.. لاعب جديد مهدد بالقتل لخروج منتخب كولومبيا من كوبا أمريكا

صدى البلد

مكالمة تلقتها الأسرة جعلتها ترتجف خوفا، الصلاة هي فقط ملاذهم الوحيد للاطمئنان والدعاء لابنهم المهدد بالموت في أي لحظة، تعيش الزوجة في قلق دائم يساورها بعد رسالة التهديد التي وصلتها عبر حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، تتوعدها بالانتقام، مشحونة برسائل غضب ووعيد لللاعب الكولومبي الذي أهدر هدفا مكان مستحقا للمنتخب في مباراته أمام منتخب تشيلي ضمن مباريات ربع نهائي كأس كوبا أمريكا 2019، مما تسبب في خروج المنتخب الكولومبي من البطولة.

مخاوف وقلق تساور اللاعب الكولومبي وليام تيسيو، بعدما أهدر ركلة ترجيح في المباراة الأخيرة، لتنهال عليه التهديدات والوعيد بالثأر منه، شك وارتياب جعله يفكر في نفس المصير الذي حل لمثيله منذ 29 عاما، فسبقه اندريس اسكوبار، في تسببه بخسارة المنتخب الكولومبي وخروجه من كأس العالم بعد تعطش الكولمبيين لتلك الساحة الخضراء ومنافسة أكبر المنتخبات، ليضيعها اسكوبار بركلته التي أخطأت مرماها ويحرز هدفا في منتخبه.


ومن المعروف تعطش الشعب الكولومبي للمنافسة في البطولات الدولية، فيصبح تشجيع منتخبهم هوسا وجنونا قد يصل للمراهنة بملايين الدولارات، الأمر الذي يدفع البعض للانتقام ممن يتسبب في خسارة المنتخب وخروجه من البطولة، فيكون الغضب والانتقام هو السبيل الوحيد إخماد النيران التي اشتعلت داخلهم.

وما أشبه الليلة بالبارحة، ففي مثل هذا اليوم قبل 29 عاما تحديدا في عام 1990، شهدت كولومبيا واحدة من أبشع حوادث القتل التي أحزنت شعبا بأكمله وتعاطف معه العالم أجمع، فكان هدف اندريس اسكوبار، الذي أحرزه خطًأ في مرمى منتخبته في المباراة التي جمعته مع منتخب الأرجنتين، والتي انتهت بفوز الأخيره على كولومبيا بهدفين مقابل هدف، لتكون تلك المباراة كالقشة التي قصمت ظهر البعير، بعد فوز المنتخب الكولومبي وأدائه الذي جعله يحجز مكانه في المنتخبات ضمن الدور الـ16، لتصفيات كأس العالم.


كانت خسارة المنتخب الكولومبي وقتها، بمثابة الطعنة التي سددها اندريس اسكوبار في شعبه، الذي تحمس لتلك البطولة وأدى فيها المنتخب الكولومبي أداءً غير مسبوق قبل ذلك، هزم فيه منتخب الأرجنتين في مباراته النارية بخماسية نظيفة لم تكن متوقعة، ليرتفع سقف طموحات كولومبيا في إحراز اللقب.


عاد المنتخب الكولومبي وقتها إلى بلاده مطأطئ الرأس خجلا من شعبه، وتشجع اندريس اسكوبار للتحدث مع الجماهير العريضة التي انتظرت تفسيرا للهزيمة من منتخبهم، وأثناء إلقائه كلماته، انهالت عليه طلقات الرصاص، التي عرفت طريقها إلى صدره، لترديه ميتا في الحال، وتنهي حياة اللاعب الذي قتله هدف بالخطأ.


وكشفت تحقيقات الشرطة عن المتسببين في الحدث، وهم أعضاء عصابة تراهنوا على فوز المنتخب الكولومبي وخسروا الرهان، فقتلوه بغدر بغتة، وشيعت كولومبيا لاعبها وخرجت جنازة مهيبة شارك فيها الرئيس الكولومبي سيزار غافاريا، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الرياضية والسياسية.