الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من العفريت إلى التكييف.. الترام منذ قرن وربع فُسحة وبهجة وتوصيلة

ترام الاسكندرية
ترام الاسكندرية

بلونه الأصفر الذي اعتاده أهالي الإسكندرية، سار بين شوارعها، لم يعهدوا من قبل مثل تلك العربات التي تسير في مسار الترام المخصص لها بهدوءها وصوتها الذي يكاد يسمع مقارنة بذي قبل التي تحدث ضجيجا بمجرد سيرها، حتى احتاروا في تسميته.

ليس كسابقه في الشكل والآلية.. بل نقلة نوعية في تاريخ الترام بمصر جعل الكثيرين يستقلونه اليوم للرفاهية حتى وليس كوصيلة مواصلات، فبعيدا عن شكله العصري الذي يشبه قطارات أوروبا، زود الترام بمكيف الهواء وخدمة الانترنت، بجانب الإذاعة الداخلية به، كما أنه ولأول مرة يتم تشغيل أتوبيس كهربائي بالبطاريات.

لم يختلف استغراب المصريين اليوم بالترام الجديد، برد فعلهم منذ أكثر من قرن، مع بداية ظهور الترام لأول مرة في شوارع مصر، لم يفهمه الشعب قديما فسموه بـ"العفريت"، وخشي المارة ركوبه واستخدامه، واكتفوا بمشاهدته والبحلقة به، في شعور مختلط بالانبهار والخوف من ذلك الدخيل الجديد على شوارعهم، لم يألفوه فظلوا في عرباتهم الخشبية "الكارو".


"شهدت العاصمة أمس مشهدا قلما يشهد مثله أهل المشرق، ولم يخطر على قلب بشر منذ أعوام قلائل، وهو أن تجري مركبات كبيرة تقل مئات الناس لا بقوة الخيل ولا بقوة البخار بل بقوة الطبيعة التي تسبب البروق، هذا هو الترامواي الكهربائي"، هكذا خرجت الصحف المصرية عقب تدشين الترام في القاهرة، واستقله حسين فخري باشا وزير الأشغال العامة حينها.

بمليمان فقط يمكنك استقلال الترام، الذي بدأ بمحطة العتبة، ثم شمل بعد ذلك محطات القلعة وبولاق والناصرية والعباسية ومصر القديمة والروضة، وامتد للجيزة، وكانت عرباته في البداية خشبية بالكامل، واعتاد عليها المصريون فكانت وسيلة المواصلات الآمنة والرخيصة التي لجأوا إليها، فتزاحموا داخل عرباتها.

ظهر الترام في القاهرة عام 1896، ولكن سبق ظهوره في الأسكندرية قبل ذلك التاريخ بأكثر من ثلاثون عاما، وكان قطار واحد وحيد يمتلكه يهودي مصري، وكان يسير بواسطة الخيول التي تجره، ومع مرور الوقت تم تطوره ليسير بالكهرباء، وتم الأحتفال بتسيير أول ترام كهربائي في الأسكندرية سنة 1896 بحضور الخديوي عباس ووزير الأشغال، لينتشر بعد ذلك في أنحاء الجمهورية.