الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد العيسوي يكتب: خوف 25 وأمان 30

صدى البلد

ست سنوات مضت كأنها الليلة الماضية، فكل يوم يمر أتذكر الأمس القريب كيف كنت شاهدًا على أحداث ثورتين ربما لم نشهدها من قبل وكنا نسمع عن مثل هذه الأحداث من الآباء أو الأجداد.. ولكننا كجيل في أربعينيات العمر كنا شاهدا على هذا العصر بما فيه من ثورات وأحداث بالفعل يشيب لها الشعر.

حينما أعلن عن قيام ثورة 25 يناير عام 2011 التي لا أعتبرها ثورة إلا حفاظًا فقط على الدستور الذي أوردها واعتبرها ثورة احتراما لإرادة جزء "قليل" من الشعب وشخصيات كانت تصف نفسها وقتها بـ"العامة" وهذا ليس تقليلا من أحد ولا انحيازا؛ لأحد فلم أكن من أصحاب سلطة وقت حكم الرئيس الأسبق مبارك ولم أكن من المستفيدين بأي شكل من الأشكال، بل كنت مواطنا عاديا أشعر بما يشعر به باقي الشعب المصري العظيم، ولكن الخوف الذي كان في أجواء 25 جعلني أكفر بالثورة ومن سعى لها بل وصل بي الأمر الخوف من الوطن نفسه، لأنني كنت وقتها أسير في شوارع القاهرة نهارا والخوف يملأني فما بالك من الليل وأنا أسير على الطريق الدائري وكل خطوة بها حسابات وربما يكون العمر كله كما حدث مع أصدقاء وأقرباء خلال هذه الفترة.

إلى جانب أنني كنت أرى في أحداث يناير "ثورة يناير" أنها ليس لها ظهير شعبي وليس لها قائد بل كانت رغبات مكبوتة لدى بعض الأشخاص خاصة أصحاب الرغبة في الشهرة حتى جاء وقت الفصل وركبها الإخوان الإرهابيون كما قال وقتها من لم يستطيعوا الحفاظ على ثورتهم ومن باعها للإخوان، كما أننا، وهذا رأيي الخاص، لم أكن مقتنعا بأسلوب التغيير خاصة أنني كنت حينما أسأل أحدًا سواء من المسئولين السابقين أو غيرهم ماذا بعد؟.. كانت الإجابات غير متوفرة بل إن شبح الخوف كان هو من يسيطر على الواقع خاصة حينما بدأنا نسمع عن جمعة الغضب وجمعة قندهار وجمعة هذا وذاك وظهور من كانوا في السجون بالشاشات التليفزيونية وغير ذلك من الأوضاع التي كانت تنذر بكارثة حقيقية في مصر ومن يتحدث عن مصر من الخارج كحماس وحزب الله والنصر المبين لأتباع الإخوان الإرهابيين وأشياء لم تكن إلا إنذارات باختطاف مصر وهذا ما حدث خلال 3 سنوات من 2011 حتى 30 يونيو 2013.

حالة من الخوف والرعب والتهديد والتدمير والإسقاط ومصطلحات غريبة ظهرت حتى في الصحافة والإعلام.. وقد كنت وقتها أعمل في مدينة الإنتاج الإعلامي وكنت شاهد عيان على إسقاط هيبة الدولة في إعلامها وقدرة شرطتها على التعامل مع هؤلاء الإرهابيين، ولكنني كنت على يقين بأن الوضع سيتغير وتبدل الخوف والرعب في 25 ليظهر الأمل واليقين في الأمن والأمان في 30 ، نعم 30 يونيو رغم محاولات التهديد والدعوات للسحل والقتل وتدمير الدولة والانفجارات والخطف إلا أنني كنت على يقين والشعب المصري العظيم بأننا قادرون على مواجهة هذه القلة المجرمة الإرهابية التي كانت ولا تزال وستستمر في خداع البشر بالدين والدين منهم بريء، بالفعل كانت القدرة والمقدرة من الله بأن أعطى الشعب المصري العظيم هذه النعمة وهي جيشه العظيم الذي تحرك في الوقت المناسب وساند تطلعات الشعب نحو عودة الدولة وإنهاء اختطافها من قبل هؤلاء الإرهابيين.. كانت بداية الطمأنة وقُبلة الحياة لملايين المصريين الرافضين لحكم المرشد.

لم يحكِ لي أحد ما يحدث بل كنت شاهدًا قريبًا من الأحداث بحكم العمل ولم يؤثر في أحد بحكم ما كنت أتوقعه من هذه الجماعة الإرهابية ومن يساندها ويؤيدها بل تعرضت للترغيب كثيرًا للانضمام لها والعرض مفتوح بأي طلب لكني كنت على المبدأ أن ما حدث في 25 كان مؤامرة على مصر ومن دفعها ونفذها هم الإخوان الإرهابيون حتى لو كانت تطلعات شباب 25 نزيهة ولكن كنت أعلم أنهم بدون قائد أو منقذ لهم وهذا ما حدث بالفعل.

وكان لي موقف مع أحد الأصدقاء من ذي الجنسيات العربية، ولن أذكرها، حينما كنا نتحدث عن الأوضاع العربية وما يحدث في مصر قبل أيام قليلة من يوم "العرس العربي" وعودة الحياة لمصر هو 30 يونيو، أنه كان يرفض ما يقدم عليه الشعب المصري وكان يتحدث بلغة أنه خائف على مصر وكنت وقتها أعلم أيضًا جيدًا توجهات وأفكاره ولكني لم أتخيل لحظة أنه يربط استمرار حكم المرشد باستمرار مصر ووقتها خرجت معه عن شعوري وقُلت له "مصر باقية والمرشد وأنصاره إلى زوال.. والشعب المصري وجيشه قادرون على المواجهة".. وكان رده "شوف بكرة هيحصل إيه".. والنهارده وبعد ست سنوات بقوله.. حصل أن إرادة الشعب المصري انتصرت على الإرهاب والمرشد.. وكان الأمن والأمان عنوان 30 يونيو.. ورجع الأمن ورجعت الدولة المصرية... وكنا متوقعين الإرهاب بس من غير خوف... علشان الظهير الشعبي والقائد.. وهو ده الفرق بين 25 و30.. الفرق بين السماء والأرض والجنة والنار...وتحيا مصر اللي هزمت الأشرار".