الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات مصرية.. حين انتصر بطرس غالي للعرب في الأمم المتحدة فأطاحت به أمريكا وإسرائيل

بطرس غالي
بطرس غالي

كان الدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة، يعي حجم المنصب الذي تتطلع مصر للوصول إليه في الأمم المتحدة، وحجم الضغوط التي سيتعرض لها من الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، ولم يكن غالي ليصل إلا هذا المنصب إلا بعد جهود مضنية قام بها الوفد المصري بعد تردد أمريكا وإنجلترا في تقديم مرشح لهما على منصب الأمانة العامة للأمم المتحدة.

بذل الوفد المصري الغالي والنفيس في سبيل تقدم الدكتور بطرس غالي لهذا المنصب، وعقد الوفد ترتيبات مع القوى الكبرى لتقوية حظوظ غالي في الفوز بهذا المنصب، ويقول عن ذلك الدكتور نبيل العربي الدبلوماسي السابق وعضو الوفد المصري آنذاك إن " مصر فعلت كل شيء من منطلق كل شيء في الحب والحرب مباح، فكرست جهودها لفوز غالي بهذا المنصب، واجتمعت مع المبعوث الفرنسي في الأمم المتحدة، وأقنعته بانعدام فرصة أي أفريقي للفوز بهذا المنصب إذا لم يقع الاختيار على الدكتور بطرس غالي".

وجد غالي منافسة شرسة للفوز بهذا المنصب من قبل الرئيس النيجري الأسبق اللواء "أويسنجو"، ووزير خارجية زيمبابوي الدكتور "تشيدزيرو"، وكانت فرصة الرئيس النيجيري أكبر لكون أن بلاده هي رئيس منظمة الوحدة الأفريقية آنذاك، فضلًا عن العراقيل التي وضعتها الولايات المتحدة والصين لفوز أي مرشح أفريقي بهذا المنصب، ولكن كما يقول العربي " أقنعنا الأمم المتحدة أن رئيس نيجيريا السابق لا يمكن أن يكون أمينًا عامًا للأمم المتحدة كان عسكريًا سابقًا، والمرشح الآخر ماركسيًا، وبالتالي لا يحوز لها الفوز على المرشح المصري"، وحسب العربي فقد لاقت هذا استحسان الدول الأوروبية، وتوحدت جهود الدول الإفريقية، وقررت الاتفاق على دعم بطرس غالي الذي فاز بالمنصب بعد موافقة بـ 11 صوتًا، وامتناع دولة واحدة عن التصويت، وهي الولايات المتحدة الأمريكية حسبما قال العربي، وأصبح غالي أمينًا عامًا للأمم المتحدة في الفترة ما بين 1 يناير 1992 – 1 يناير 1997.

خاض غالي مواجهات صعبة في الأمم المتحدة، وواجه صعوبات من الولايات المتحدة الأمريكية اثناء عمله، وكان من جملة ما تأخذه الولايات المتحدة على غالي في عملة " أنه شخص عنيد وصعب المراس، والولايات المتحدة لا تتامل مع هؤلاء الأشخاص"، حسبما قالت السفيرة الأمريكية السابقة أولبرايت، وكانت هذه هي الأسباب التي مهدت لأمريكا عدم الموافقة على التجديد للدكتور بطرس غالي في منصبه أمينا عامًا للأمم المتحدة.

ويرجح الدكتور نبيل العربي في كتابه "صراع الدبلوماسية" أن تقرير قانا الذي أعده الدكتور بطرس غالي وفضح به جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال المجزرة التي شهدها جنوب لبنان وراح ضحيتها 106 من المدنيين، أحرج إسرائيل أمام الرأي العام، وأزعج الولايات المتحدة، وبالتالي اعترضت الولايات المتحدة على التجديد للدكتور بطرس غالي، وبعدها بأيام جرى اقتراع غير رسمي وفقًا للعرف داخل المجلس، وحصل كوفي عنان على 12 صوتًا مؤيدًا، ورفضت مصر المضي قدمًا في خطوات ترشيح غالي لولاية ثانية، حتى لا تخسر كوفي عنان الذي أجمعت القوى الدولية عليه.

ومجزرة قانا الأولى وقعت في 18 أبريل 1996، في مركز قيادة في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربًا من عملية "عناقيد الغضب" التي شنتها إسرائيل على لبنان، وأدى قصف المقر إلى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح. واجتمع أعضاء مجلس الأمن حينها للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض (الفيتو).