الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مونيكا وليم تكتب: ليبيا.. معركة موازية بين طرفى الخيط

صدى البلد

بلغت الأزمة الليبية عامها التاسع، مع غياب تام لبوادر توحي بحل الأزمة أو بناء دولة وطنية، بل تحولت ليبيا لساحة صراع تخضع للموائمات السياسية الخارجية المتغيرة وفقًا للظروف و المعطيات الدولية، فأصبحت مرتعا للتدخلات الدولية والإقليمية، فقد تصدر الإنقسام المشهد الليبي بين قيادة الجيش الساعية إلى تطهير البلاد من الإرهابيين في مواجهة دعم تركيا وقطر للإرهابين و إمدادهم بالسلاح والمتفجرات، الأمر الذي أثار حفيظة قيادة الجيش الليبي مما دفعهم مؤخراََ بإطلاق تصريحات تتوعد بمهاجمة الطائرات والسفن التركية بالإضافة إلى حظر رحلات الطيران من اي مطار ليبي إلى تركيا.

قد تدرج التدخل التركي من الدعم اللوجستي للدعم العسكري لتكون في مواجهة السعودية والإمارات (خاصة وان ارتفاع أسعار النفط ستزيد من الضغوطات على الاقتصاد التركي).. إن هذا التصعيد ينذر بأن الحرب مفتوحة بين الجيش الليبي والجيش التركي خاصة انها اصبحت مباشرة وواضحة بعد الإجراءات المتخذة من قبل الجيش الليبي والذي صرح بها المتحدث الرسمي المسماري، وعليه فقد تم تعليق الرحلات الجوية من بنغازي إلى تركيا في شرق ليبيا الخاضع لحفتر، بينما في الغرب الليبي مازالت الرحلات الجوية بين تركيا ومصراتة و طرابلس تسير بشكل طبيعي.

تسعي تركيا إلى تغيير ميزان القوي علي الساحة الليبية، بحيث أعلنت السلطات الليبية مصادرة شحنة أسلحة قادمة من تركيا بعد أن أحبطت دخول شحنة تحتوي علي مسدسات تذهب بالأساس إلى كتائب مصراتة وقوات الردع المشترك.

ومع استعراض تحركات الجيش والنجاحات المتلاحقة والتي تعد بمثابة إعلان حالة وفاة للمشروع الاسلامي التي تتبناه حكومة الوفاق الليبية بدعم من قطر وتركيا وعلي الرغم من توافر مرتكزات تحرك الجيش الليبي والتي تسمح له بالسيطرة إلا أن الأمر لم يتم بالسهولة واليسر خاصة في ظل العراقيل المتمثلة في الدعم الخارجي ووجود مناوشات الميليشيات المسلحة المدعومة من قبل تركيا ,الأمر الذي يطيل فقط من أمد الصراع ,وقد ساهمت بعض التغيرات السياسية على المستوى الداخلي والاقليمي في تحقيق اهداف استراتيجية للجيش الليبي بشكل غير مباشر متمثلة في الأحداث الداخلية للجزائر والتي دفعتها إلى انكفاء علي التعاطي مع أمورها الداخلية , مما أدى إلى نجاح القيادة العسكرية الليبية بالتحرك غربا، فقد حاولت شغل الفراغ في المنطقة الغربية , وهو الأمر المتوقع مستقبلًا حيال تركيا التى تعاني من تخبط سياسي خصوصا بعد خسارة مرشح حزب العدالة والتنمية في إعادة انتخابات بلدية اسطنبول.

يعد الوجود التركي في ليبيا ليس بالأمر الجديد، فقد بدأت عام ٢٠١٥ حيث عثرت السلطات اليونانية علي سفينة تركية محملة بأسلحة متجهة نحو ليبيا ثم تنامي النفوذ التركي في يناير ٢٠١٨، فقد أبحرت سفينة تركية متجهة إلى ليبيا وتم الاستدلال عليها من قبل السلطات اليونانية وثبت أنها قادمة من مينائي الأسكندرونة ومرسين، إلى جانب ذلك ديسمبر من العام ذاته، وصلت تركيا ميناء الخمس محملة بالأسلحة والذخائر والتي تضمنت ٣ آلاف مسدس تركي الصنع وربما كثفت تركيا من تواجدها في ليبيا بعدما تقدم الجيش الليبي و سيطر علي معظم المدن والمناطق.

الإ أنه تتعدد الأسباب المعرقلة للمبادرات و التسويات:

ا-التدخلات الخارجية ساهم في دخول البلاد في دائرة مفرغة واختلاف الأولويات الدولية الأمر الذي ظهر جلياََ في تباين سياسة الإدارة الأمريكية ازاء القضايا الإقليمية بين أوباما وترامب والسماح بانخراط الفاعل الروسي عسكرياََ وسياسياََ.
٢- غياب الآليات الالزامية عن مبادرات التسوية المقترحة الأمر الذي جعلها ابرز المعوقات وذلك علي غرار اتفاق الصخيرات الذي لم ينجح في التعامل مع الانقسام الداخلي وانتشار الميليشيات المسلحة.

٣- الافتقار إلى أطروحات استراتيجية واسعة الامد حيث اقتصرت علي تسويات مرحلية لأ تعالج المشكلات بشكل جذري.
٤- غياب الإدارة السياسة و الانقسام الداخلي ادي إلى تصاعد الازمة.

الخلاصة: أن التوازن بين طرفي الصراع في معظم الأحيان لم يؤد الي حسم الازمة وانهاؤها حيث يلجأ كلا من الأطراف بالتصعيد لمجابهة الطرف الآخر و هذا التصعيد متمثل في الازمة الليبية في تدخلات القوي الخارجية التي تدعم اي من الجانبين وفقاََ لمصالحها الاستراتيجية