الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلعت القاضي يكتب: بدلاء بين الاحتياط والكومبارس

صدى البلد

دائمًا ما تلعب (دكة البدلاء ) دورًا رئيسيًا في تفوق العديد من الفرق ، وفي حسم الكثير من الألقاب والبطولات خاصة البطولات المجمعة والتي يكون فيها اللاعب البديل غير معروف المستوى ، وله رموز وقدرات يعلمها جيدًا مدربه الذي إختاره وقدم الرهان عليه ، وأحيانًا يولد من بينهم لاعبون يلمع نجمهم ويسطع عند أول ظهور ، خاصة أن تلك البطولات تحتاج لاعبين بدلاء على قدر من المستوى الأدائي لتنفيذ مهام وخطط وأدوار خاصة من المدرب في أوقات معينة من المباريات.

وكما أثبتت تلك النظرية نجاحها في السنوات الماضية في كثير من البطولات ، عادت لتثبت من خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية الحالية مع نهاية الجولة الأولى بعد أن نجح المدرب القدير لمنتخب الجزائر (جمال بلماضي ) صاحب الهمم والطموح والنظرة المستنيرة والذي قدم نموذجًا رائعًا كيفية توظيف اللاعب البديل ورفع سقف الطموح والمنافسة بين جميع اللاعبين في الفريق بعد أن قام بتغيير ( تسعة ) لاعبين من قوام الفريق الأساسي لمنتخب الجزائر المتصدر لمجموعته ، بل وإستطاع الفريق الإحتياطي الفوز بالمباراة حسمها بثلاثية نظيفة على منتخب تنزانيا في الشوط الأول .

الأمر الذي جعل من بلماضي حديث البطولة ومدرب صاحب فريقين ليس فيهم أو بينهم إحتياطٍ وأساسي ، بل وجه بذلك جرس إنذار قويا للجميع انهم أصحاب النفس الأطول في البطولة والمرشح للنهائي بقوة .

وفي الوقت ذاته يأتي الحديث عن سوء التوظيف والتدعيم الملحوظ للفريق من قبل مدرب المنتخب المصري (اجيري) ، والإستعانة ورفع روح ومعنويات لاعبين على دكة البدلاء جعل منهم (كومبارس ) وليس بدلاء للفريق الأساسي ، ولم يستغل فرصة التأهل المبكر للمنتخب بإعطاء أكبر قدر وفرصة للبدلاء في المباراة الأخيرة من الجولة الأولى امام أوغندا ، وجعل من اسلوبه وإعتماده على مجموعة من اللاعبين فقط كتاب مفتوح لكل مشاهد ، وطريقة لعب واضحة ومكشوفة لجميع المتنافسين على لقب الكان الإفريقي .

والجميع يتذكر جيدًا اللاعب (محمد ناجي جدو) افضل لاعب بديل في بطولة أمم افريقيا بأنجولا 2010، وصاحب لقب الهداف والذي كان من أفضل اسلحة ساهمت في التتويج باللقب ، والتي كان القائد والمدرب الوطني حسن شحاته هو المكتشف لمنجم البدلاء وقتها .

دكة البدلاء منجم النجوم ومصنع قدرات خاصة في اوقات الشدة والأزمات للمدرب الناجح إن أحسن التوظيف والإكتشاف .

ونأمل جميعًا بعد حالفنا التوفيق للصعود للجولة الثانية من البطولة أن يكون للبدلاء نصيب من المباريات المقبلة وان يخرجوا من دور الكومبارس الملازم لهم.

ويتبقى شيء مهم وعامل نفسي مساعد للإستمرار على المنافسة في ظل ما شاهدناه جميعًا من اسلوب وأداء للمنتخب ومدربه وهو رفع الهمة والعزيمة عند الفريق من قبل المحيطين به ، وتذكيرهم دومًا بروح البطولة والأرض والجمهور الذي ينتظر فرحة التتويج والتي يعيشها الجميع مصحوبة بتخوف شديد من اسلوب وأداء المنتخب الذي لا يليق بتاريخه وإسمه وسط القارة الإفريقية خاصة على أرضه وبين جماهيره.