الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هادي المهدي يكتب: البطل الوجودي

صدى البلد

ظهرت الوجودية كمذهب فلسفي في أوائل القرن العشرين وكان أعظم مفكري الوجودية هو الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي لم يكن فيلسوفا فحسب ولكن كان أيضا أديب وروائي وكاتب مسرحي .

اتسمت الوجودية بصفة متفردة بين المذاهب الفلسفية وهي الكتابة بحس روائي بل ووجود كتابات روائية كاملة ومسرحيات تعبر عن الأسئلة الوجودية الفلسفية .

لعل اهم صفات الأدب الوجودي هو العبث (ليس معنى سلبيا لدى الوجوديين) وظهر ذلك بوضوح مع أديب العبث "ألبير كامو" والذي كان صديقا لجان بول سارتر وحملت رواياته دائما فكرة وجود بطل واحد للرواية تدور حوله القصة كاملة وما ميز بطل الوجودية عن أبطال الأنماط الأخرى من الأدب أن بطل الوجودية ليس بطلا بالمعنى الشائع (خصوصا في المخيلة العربية )عن البطل بل هو بطل عبثي لا يستمد بطولته من خيريته أو تأثيره في الاحداث بشكل فاعل بل من رغبة الكاتب في التعبير عن نفسه او عن أزمة الانسان من خلال تسليط الضوء على شخصية ما تكون هي دور البطل وقد لا تكون لها أي تأثير في الأحداث.

 وهنا السؤال الذي يحمله العمل "ما قيمة كل ما يحدث لدى هذا الشخص القابع في الزاوية" ، وعليه عدسة الكاتب هي من تحدد البطل وليس عين القارئ والسر في ذلك أن الأدب الوجودي حمل معه أسئلة علي لسان أبطال رواياته تساءل حقائق كانت راسخة في الأذهان وتخرج عن منظومة الخير المطلق والشر المطلق السائدة.

 ومن هنا كانت إنسانية هذا النمط الفلسفي التي حدت بسارتر أن يكتب كتابه الأعظم "الوجودية مذهب إنساني" والذي عني بالدفاع عن الوجودية ضد كل ما قدم ضدها من انتقادات من منطلق أنها تعني أولا وأخيرا بالانسان وحياته وتطلعاته ومصيره .