الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم احتلالها يوم استقلالها والفارق 132 سنة.. 5 يوليو ذكرى نكبة الجزائر ونجاح ثورة تطهيرها

احتلال الجزائر -
احتلال الجزائر - صورة أرشيفية

تلعب الصدفة لعبتها وبشدة للدولة خاصة اليوم 5 يوليو، الذي يحمل ذكرى أليمة في تاريخ الجزائر بأن وقعت تحت الإحتلال الفرنسي والذي ايضا يحمل الانتصار للشعب الذي ظل قابعا تحت هذا الاحتلال 132 عاما.

الدولة التي احتلتها فرنسا في 5 يوليو 1830، هي الدولة ذاتها التي حصلت على استقلالها في 5 يوليو 1962، أي بعد 132 عاما من الإحتلال، إلا أن كل تلك السنوات عانى فيها الشعب الجزائري ويلات الإحتلال الذي ارتكب في حق الجزائريين العديد من المجازر التي ضحيتها ألآف الشهداء حتى استحقت الجزائر لقب «بلد المليون شهيد».

قصة احتلال الجزائر التي كانت تابعة قبل استعمارها للدولة العثمانية، تكشف كيف كانت تتصيد دول الاحتلال للدول العربية، حيث كان للجزائر أسطول بحري قوي لكنه تحطم كليا في حرب نافارين 1827م، والتي عرفت باسم حرب الاستقلال اليونانية، بين الدولة العثمانية مدعومة بالأسطول البحري المصري والجزائري، وأساطيل بريطانيا وفرنسا وروسيا من جهة اخرى، والتي دمر فيها الأسطول الجزائري ولم يبقى منه غير 5 سفن فقط.

اغتنمت فرنسا فرصة ضعف الأسطول البحري الجزائري، وحالة الوهن التي كانت تعيشها الدولة العثمانية والتي كان يطلق عليها في تلك الفترة «رجل أوروبا المريض» حتى هاجمت فرنسا الجزائر من ميناء طولون بحملة بلغ قوامها أكثر من 37 ألف جندي، دمرت فيها العديد من القرى والمدن الجزائرية وسببت الخراب لشعبها.

تعرض الشعب الجزائري فترة وقوعه تحت الاستعمار الفرنسي لهجمة شرسة تسببت في نضوب ميزانية التعليم وغلق المدارس وانقطاع التلاميذ عن الدراسة وهجرة العلماء، حتى كشفت نوايا دولة الاستعمار التي كانت تسعى للتجهيل وليس للتعليم بهدف جعل الجزائر أسهل انقيادا.

لم يستسلم الشعب الجزائري طوال سنوات احتلال بلاده والتي وصلت إلى 132 سنة، إلى هذا الإحتلال لما شهدته البلاد من ثورات شعبية عديدة في كل إقليم من أقاليم الدولة الجزائرية، وقفت في وجهها وعرقلت تقدم الإحتلال منذ دخوله، حتى كان الشعب الجزائري رافضا الاستعمار الفرنسي جملة و تفصيلا.

وكان من بين ما واجهته فرنسا في الجزائر ثورات شعبية عديدة منها ثورة أحمد باي بن محمد الشريف في الشرق، ثورة الأمير عبد القادر في الغرب، و فاطمة نسومر في القبائل، وما كانت تخمد واحدة حتى تثور الأخرى إلى غاية القرن العشرين، حتى أتت ثورة التحرير الجزائرية في عام 1954 التي حررت الجزائر من الاستعمار .

ومنذ قيام ثورات الشعب الجزائري ضد الإحتلال الفرنسي و سقط في قمع سلطات الاستعمار الفرنسي الآلاف فمثلا مدينة سطيف وقالمة وخراطة خلال ثلاثة أيام سقط 45 ألف شهيد برصاص الشرطة والجيش ومليشيات المستوطنين، كما قتل فيها نحو مائة أوروبي بيد وطنيين جزائريين.

كل تلك السنوات التي قضاها الشعب الجزائري تحت الاحتلال الفرنسي ولم يستسلم، حتى استطاع الحصول على استقلاله بفضل ثورة التحرير الجزائرية عام 1945 حررت الجزائر وحصل على استقلاله في 54 يوليو 1962 ليكون يوم احتلال الجزائر يوم استقلاله.