الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسماء جبريل تكتب.. إشارة المرور بتقولنا انتباه

صدى البلد

يصاب بعض الشباب بالإحباط منذ أول تجربة فاشلة يتعرضون لها, فتتوقّف الدنيا بعيونهم عند تلك التجربة ليجمدوا أعمالهم ومسيرتهم خشية تكرار الفشل, والصحيح أن الإخفاق في أمرٍلا يعني بالضرورة عدم مناسبته أو ملاءمته للفرد ذاته؛ إلا أنه إشارة لوجود خطأ معيّن في الطريقة أو الإستراتيجية أو الخطة, فإذا اجتاز المرء التجربة بخطئها اكتسب معرفةً خاصة بظروفها والطرق التي لا تناسبها في المرات القادمة, وتحققت لديه الخبرة نسبيًا في آليات تجاوز العقبات شيئًا فشيئًا, فيكون الخطأ في تجربته الأولي درسًا مهمًا وطريقًا مٌلهمًا للنجاح في التجارب اللاحقة, وقد يكونُ الخطأ مفتاحًا لشحذ الهمة وحفزِ العزيمة والإصرار على المتابعة, فيتأتى من خلاله النجاح مضاعفًا ليجني ثمرات الفوز والانتصار.


يٌعتبر الشباب المحرك الرئيسي للعمل والإنجاز في شتي أنواع المجتمعات الإنسانية, ففئة الشباب هي التي تمتلك الحماس المطلوب, والاندفاع الضرورى, والتفكير المستنير,والطاقة البدنية العالية التي تمكنهم من القيام بالأعمال التي قد تعجز عنها فئات أُخرى عديدة ,إلا أن دور الشباب يشهد تراجع يصل لمرحلة الإحساس بالعجز والضيق, مرورًا بمشاعر اليأس والركون إلى اللامبالاة, وتصل الأثار أحيانًا إلى ممارسة العدوان على الأخرين والتخريب أو توجيه العدوان على الذات وقد تصل إلى اللجوء إلى الانتحار كل ذلك بسبب شعور الشباب بالإحباط.


يرتبط مفهوم الإحباط نفسيًا بمفهوم الحاجة, بمعنى أن الشباب عندما يواجهون عائقًا أمام تلبية احتياجاتهم, فإنهم يمرون بمشاعر وأحاسيس سلبية تنتج عن إحباط مشاعرهم الإيجابية, فيما لو تحققت لهم إشباعتهم التي يسعون إلى تحقيقها مثل الحصول على وظيفة أو الزواج أو النجاح في الدراسة أو الالتحاق بالجامعات أو دراسة تخصص معين....الخ, والإنسان الناجح في حياته العامة يواجه العديد من الإحباطات الناتجة عن الإخفاق في تحقيق بعض أو كل احتياجاته, وكلما كان الفرد يحمل طموحات كبيرة لتحقيق العديد من الإنجازات,كلما كان عرضة للإحباط بشكل أكبر, والشباب في أي مجتمع يحملون النسبة الكبرى من تلك الطموحات لتحقيق احتياجاتهم وتأمين مستقبلهم وبالتالي يكونون أكثر عرضة لمشاعر الإحباط.

والنصيحة للشباب عدم الاستسلام لمشاعر الإحباط واليأس فالإنسان في سعي دائم لتحقيق الأفضل وفوات فرصة لا تعني سوى فرص أكثر وأفضل قادمة إذا ما اجتهد الإنسان وتحلى بالصبر والإرادة فكم من الأفراد استطاعوا أن يحولوا الفشل والإحباط والاكتئاب في حياتهم إلى نجاحات يشار لها بالبنان مثل: ونستون تشرشل, جورج بوش, إسحق نيوتن, ريتشارد نيكسون, لودفيج فان بيتهوفن, وكم من الأشخاص اكتفوا بالنجاحات الصغيرة في حياتهم حتى تحولت نجاحاتهم إلى فشل مقارنة بما حققه الآخرين, إرادة الإنسان بعد توفيق الله سبحانه وتعالى تصنع المعجزات, والفشل كما يقال هو وقود النجاح, فقط إذا توكلت على الله وتحليت بالصبر وكان أملك في الله كبيرًا,فلا تدع لمشاعر الإحباط إلى نفسك سبيلًا.

ويجب على الشباب أن يكون مدركًا لما يدور حوله, وملمًا بعواقب القرارات التي يتخذها وصولًا إلى تحقيق أهدافه, ويعمل على تحقيق أهدافه, وتقسيمها إلى مجموعتين مكونه من أهداف طويلة المدى وأهداف قصيرة المدى, ومن ثم تحديد الهدف الأهم من بينها مع محاولة الاستفادة من تجارب الآخرين, والتعلم من أخطائهم, وزيادة الثقة بالنفس والابتعاد عن الخوف من الفشل, والخوف من البدء في مشاريع بأفكار جديدة, فقد تحبط إذا فشلت لكنك ستندم إذا لم تحاول.

من أفلام ديزني اللي بحبها جدا فيلم قديم إسمه "الخارقون",فكرة الفيلم ببساطة هي عيلة من أب و أم و ثلاث أطفال, كل واحد فيهم عنده مهارة أو قدرة خارقة للعادة, الأب قوى جدًا وبيقدر يشيل قطارات ويهد عمارات, والأم مطاطية, بتقدر تمط إيديها ورجلها مسافات طويلة جدًا, والأطفال واحد سريع جدًا, والتانية بتقدر تختفي, والثالث مش فاكرة الصراحة:)

المهم, كل فرد في العيلة دى عارف قدراته الخارقة وبيستغلها في محاربة الأشرار والدفاع عن الضعفاء, وكل واحد ليه طريقة مختلفة في تحقيق الخير والعدل حسب قدرته الخارقة, الفيلم مفهوش فكرة جديدة, معظم أفلام الكارتون قايمة علي نفس القصة, سوبرمان أو باتمان أو نينجا أو أى بطل بقدرات خارقة للعادة, بيحل المشاكل وبينقذ العالم ويقوم بالليلة, وباقي الشعب يا بيسقف له وهو بيمصمص شفايفه عشان للأسف اتولد شخص عادى, يا بيحقد عليه عشان معندوش قدرات خارقه زيه, يا بيطبل له عشان هو البطل, يا ماشى كومبارس في الفيلم مش فاهم إيه اللي بيحصل أصلا,وهكذا...

في فيلم الكارتون ممكن أصدق إن الواحد طالع بس عشان يسقف للبطل!إنما في الحياه مفيش كومبارس! كلنا أبطال,كل واحد فينا له دوره في فيلم الحياة, وكل واحد عنده قدرته الخارقة,مفيش واحد مخلوق غبي ولا عادي كده مفهوش ميزة وملوش دور! وزى ما كل بطل في الفيلم كان عندة قدرة خارقة مختلفة وبالتالي كان دوره في الفيلم مختلف, إحنا كمان ألوان وشخصيات وأجناس مختلفة في الحياة!حتي الاتنين الإخوات التوأم اللي اتربوا في نفس الظروف بالظبط, كل واحد فيهم له بصمة صباع مختلفة, وله بصمة "حياة"مختلفة! أن تكون إنسانًا فإن هذا يعني ان تكون مطالبًا بمعني تنجزه وبقيم تحققها.