الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريحان يكشف تجربة رائدة في العرض المتحفي بدير سانت كاترين..صور

تجربة رائدة في العرض
تجربة رائدة في العرض المتحفي بدير سانت كاترين

كشف خبير الآثار د.عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء تجربة رائدة لإنشاء معارض ذاتية داخل الأديرة، عن طريق إحياء متحف قديم لعرض مقتنياته الأثرية.

حيث استغل رهبان دير سانت كاترين موقع تاريخى بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى وهو برج القديس جورج، ليكون معرضًا دائمًا لمقتنيات وأيقونات الدير يطلق عليه متحف الدير.

وأشار إلى أن برج القديس جورج الشهير بالدير سمى بذلك لوجود كنيسة القديس جورج بداخله،ويتكون من أربعة مستويات أولها به مدخل الحجاج المسيحيين،حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير،والمستوى الثانى وبه ما يسمى (سكيفو فيلاكيون) وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات – أوانى مقدسة – ثياب مقدسة ومخطوطات الدير،وهو بمثابة متحف الدير القديم.

والمستوى الثالث وبه الدوفارة وهو الونش الذى يتم عن طريقه سحب المؤن وأحيانًا الأشخاص للدير فى العصور الوسطى،والمستوى الرابع وبه كنيسة القديس جورج الذى أعيد بناؤها عام 1803م

وقال إن هذا البرج ما يزال يحتفظ بالتخطيط الأصلى منذ بناء الدير فى القرن السادس الميلادى،شاملًا الدراوى العلوية والممر الداخلى،وقد حدث زلزال فى القرن الثالث عشر والرابع عشر الميلادى أدى لتهدم جزء من البرج،وفى عام 1798م تهدم جزء آخر من البرج نتيجة سيول شديدة.

وقام كليبر الذى أرسله نابليون عام 1801م بترميم البرج،وفى هذا الترميم تم كساء البرج من الخارج بكسوة خارجية غيرت من شكل البرج الذى كان فى الأصل برجًا مربعًا،وفى عام 1971م تهدم الجزء العلوى من البرج شاملًا كنيسة القديس جورج نتيجة حريق،ولم تصل النار للمخطوطات الموجودة بالسكيفوفيلاكيون.

وتابع:وقد أجريت ترميمات سريعة بالبرج عام 1977 للجزء الجنوبى من كنيسة القديس جورج،بعمل أرضية أسمنتية وأعيد بناء السكيفو فيلاكيون باستخدام الأسمنت،واستعملت لوقت قصير عام 1988 كسكن مؤقت لمطران الدير،ومنذ عام 1988 حتى عام 2001 استخدمت مخزن.

وتم ترميم الواجهة عام 2001 وإعدادها كقاعة لعرض أيقونات الدير طبقًا لأساليب العرض العالمية،وهى الآن معرض لأيقونات وذخائر الدير يضم أشهر أيقونات الدير،كما يضم العهدة النبوية وهو كتاب العهد الذى كتب للدير فى عهد نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام.

وكان الأصل محفوظًا فى الدير إلى أن استولى عليه السلطان العثمانى سليم الأول عام 1517م فأخذ الأصل وأعطاهم نسخة معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية وقد تقدم الدكتور ريحان بمذكرة علمية للمجلس الأعلى للآثار طالبًا عودة هذا المخطوط من تركيا

وأوضح ريحان أن المعرض يضم عدة نسخ من صورة العهدة النبوية المعتمدة،وهو العهد الذى يؤمّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسيحيين على أموالهم وأنفسهم ومقدساتهم وممتلكاتهم،كما يحوى أشهر مخطوطات الدير والتحف الفنية المختلفة المهداة للدير عبر العصور من تحف معدنية وخشبية رائعة.

ويقع المتحف فى أجمل موقع بالدير مواجهًا كنيسة التجلى الكنيسة الرئيسية بالدير وشجرة العليقة الملتهبة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه،وتعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى داخل الدير لتتعانق الأديان فى بقعة واحدة لا مثيل لها فى العالم.

وطالب ريحان بتعميم تجربة العرض المتحفى لتشمل بقية الأديرة والكنائس التى تمتلك مقتنيات وذخائر نادرة،وكذلك فى المساجد الأثرية الكبرى والقصور التاريخية والوزارات والنقابات والنوادى العريقة والبنوك وغيرها،وتتمثل فى معرض دائم للمقتنيات التذكارية الخاصة بالموقع تحكى تاريخ المكان وتبرز وجهه الحضارى،على أن تكون تابعة للمكان نفسه أو الوزارة المعنية،أو خاضعة لإشراف وزارة الآثار فى حال وجود مقتنيات أثرية.

وتكون هذه القاعات مؤسسات تعليمية تثقيفية لا تهدف إلى أى عائد مادى،مما يسهم فى تحويل مصر بأكملها لمعارض ثقافية وتعليمية وعلمية وتاريخية وأثرية دائمة تعيد لمصر دورها الريادى كمركز عالمى لنشر الثقافة والمعرفة بما يتواءم مع حضارتها العظيمة التى علمت العالم الهندسة والطب والفلسفة والرياضة والأدب والفن.