الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المغرب يسابق الزمن.. طنجة المتوسط طفرة اقتصادية غير مسبوقة.. كيف غيرت الرؤية الملكية واقع المملكة

جولة صدى البلد داخل
جولة صدى البلد داخل ميناء طنجة -المغرب ا

يسير المغرب بخطى تسابق الزمن للحاق بالاقتصاديات الـ 30 الأولى فى العالم، خلال العقد المقبل، وفق الرؤية الملكية بتدشين ميناء طنجة المتوسط الذي أطلقه الملك محمد السادس ملك المغرب قبل 12 عامًا؛ بهدف تعزيز مكانة المملكة المغربية دوليًا وإقليميًا، وتحقيق التنافسية ورفع معدلات النمو.

نجح ميناء طنجة في تعزيز موقع المغرب في المنطقة الأورومتوسطية وداخل المحيط المغاربي والعربي، كقطب للمبادلات بين أوروبا وأفريقيا من جهة، والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من جهة أخرى، كما يعزز دور الميناء المركزي كشريك فاعل في المبادلات الدولية.


ساهم موقع المملكة المغربية المتميز على الساحة البحرية الدولية من خلال ميناء طنجة المتوسط، في ربطها بـ77 دولة و186 ميناء، والارتقاء بها من المركز الـ83 إلى المركز الـ17 في ترتيب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.



ويلعب ميناء طنجة المتوسط، دورًا رئيسيًا في تعزيز التنمية الاقتصادية لجهة الشمال، إذ يشكل المشروع منذ إنشائه محركًا لخلق الثروة، من خلال استراتيجية تتمحور حول خلق فرص عمل، وتعزيز الصادرات وإعادة التوازن لتنمية منطقة الشمال. 

وتأكد أثرها الاقتصادي والاجتماعي على المنطقة من خلال توفير 75  ألف فرصة عمل جديدة.

ويشتمل المشروع عددًا من مناطق الأنشطة التي شهدت تمركز أكثر من 912 شركة في مجالات الصناعة واللوجيستيات والخدمات ومثّل دفعة قوية لإنشاء عدة مشروعات منها ما تم إنجازه والبعض قيد التجهيز شبكة للقطار السريع بين طنجة والدار البيضاء، ومحطات للطاقة الشمسية والرياح لإنتاج نصف الحاجة من الكهرباء «النظيفة». 

وتم بناء ألفي كيلومتر من الطرق الحديثة السريعة والقناطر والجسور، وموانئ للصيد البحري وأخرى لتصدير الفوسفات، وميناء إقليمي لربط شمال أفريقيا بجنوب الصحراء في الداخلة على المحيط الأطلسي، وتوسيع 18 مطاراً دولياً وتحديثها لزيادة حركة النقل الجوي، وبناء مصانع لتجميع مليون سيارة سنويًا.


والتوقعات كلها تشير إلى أن المغرب سيشهد طفرة اقتصادية غير مسبوقة لاسيما بعد افتتاح الملك محمد السادس الميناء الجديد الجمعة الماضي، والذي يشتمل محطتين للحاويات بقدرة استيعابية إضافية تبلغ 6 ملايين حاوية، يجعل المملكة متصدرة أفريقيًا وعالميًا من حيث التدفقات اللوجستية والتجارية حيث تتجاوز قدرته الاستيعابية 9 ملايين حاوية.

رؤية ملكية استراتيجية بامتياز

كان اختيار الملك محمد السادس لموقع هذا المشروع صائبًا وفي محله؛ نظرًا لموقع الميناء على تقاطع الطرق البحرية، وجعل المملكة تحظى ببنية تحتية من المستوى العالمى على مضيق جبل طارق وجعل المغرب فاعلًا على المستوى المينائي والصناعى على مستوى القارة والمتوسط حيث تمر أكثر من 100 ألف سفينة سنويًا من مضيق جبل طارق.

يعد طنجة المتوسط جسرًا بحريًا يربط بين إفريقيا وأوروبا بمسافة 14 كيلومترًا بفضل ميناء الشاحنات والركاب المتخصصين لأنشطة الاستيراد والتصدير.


وبعد مرور 12 عامًا على توقيت إعلان إشارة البدء فى المشروع بات "طنجة المتوسط" أول قدرة مينائية على الصعيد المتوسطى بسعة إجمالية تعادل 8.5 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدمًا ويمتد على مساحة 1000 هيكتار ويضم 3 موانئ ميناء طنجة المتوسط 1، ميناء طنجة المتوسط للركاب والشاحنات، وميناء طنجة المتوسط 2.

ويمثل طنجة المتوسط منصة صناعية لـ 912  شركة عالمية ناشطة فى مجالات مختلفة من صناعات السيارات والطائرات والنسيج واللوجيستيك والخدمات والإلكترونيات والصناعات الغذائية بحجم تبادلات يفوق 6400 مليون يورو.


تحويل الحلم إلى الواقع 

نجح المغرب فى انخراطه كفاعل وشريك فى المبادلات الدولية وارتباطه بمناطق حرة تمكن الأقاليم الشمالية من تحقيق تنمية شاملة لها ما يؤكد مكانتها كثاني قطب اقتصادي مؤثر عالميًا للمملكة فى ضوء استمرارية دينامية العمل.



يشار إلى أن الملك محمد السادس عاهل المغرب، افتتح الجمعة الماضي، ميناء طنجة المتوسط 2، المنصة التي تحول الميناء كاملًا (طنجة المتوسط) إلى أكبر موانئ البحر الأبيض متفوقًا على مينائي ألخثيراس (الجزيرة الخضراء) وبلنسية الإسبانيين.

واستوفى ميناء طنجة المتوسط شروط استقبال السفن المستوعبة الضخمة، واستمالة أنشط شركات الملاحة وهو اليوم أحد أقطاب حوض المتوسط الدوليين، ويتولى خدمة مرور 9 ملايين حاوية و1 مليون سيارة و15 مليون طن من الهيدروكربونات و7 ملايين مسافر إضافة إلى 700 ألف شاحنة.

ويتم تشغيل المحطات وكذلك جميع أنشطة الميناء بموجب عقود الامتياز يتم إبرامها مع شركات معروفة على المستوى العالمى، يضم ميناء طنجة المتوسط فى صفوفه أكبر الترسانات العالمية لتجهيز السفن (Maersk- CGM CMA- MSC)، إضافة إلى شركات رائدة في مجال الموانئ مثل EuroGateو APM   Terminals ).

تجدر الإشارة إلى أن «طنجة المتوسط» هو أول ميناء أفريقي يمنح لقب «الميناء البيئي»، جنبا إلى جنب مع شهادة إدارة البيئة أيزو 14001 لأنشطة «استقبال السفن والخدمات المرتبطة بها».

ويصنف ميناء طنجة المتوسط أيضا ضمن مصاف 10 موانئ أوروبية حاصلة على شهادة أيزو - بيرس المزدوجة، من بين نحو 100 ميناء معتمد من قبل المنظمة الأوروبية للموانئ البحرية (إسبو).