EN 
قالت بنبرة حزينة: "هذا المكان كان مكتظ بكثير من الأشخاص في البدايات، ومع التعامل ومرور الوقت اعتدت على وجودهم ،فقد استطاعوا سد فجوة الوحدة التى لطالما تقوقعت فيها كثيرا، شعرت بسعادة غامرة ،وبدأت علاقتى بهم تأخذ مسار آخر مغاير لبدايتها تماما: المحبة.
تغيرت معاملتي من دافع العمل إلي الحميمية، أقنعت نفسي أنها علاقة أبدية غير قابلة لترك أو نسيان، اقتلعت جذور الخوف التى كانت تزورنى من حين لآخر، اخرست الصوت الذي كان ينذر بالرحيل، تركت لعقلي الباطن العنان، ورسمت خيالات عندما كانت تنتابني أحلام اليقظة وكأنها واقع معاش.
وعندما وصلت العلاقة إلي المنتصف، أصابها الهزال والضعف حتى تدهورت، وشيعت إلي مثواها الأخير. شرع الحاضرون يغادرون أماكنهم واحدًا تلو الآخر ،لم أنطق بكلمة، ولم أجبر أحد علي البقاء، فقط كنت أشاهد في صدمة ،وأتذكر أن هؤلاء الراحلون كانوا يتهافتون من أجل الجلوس، واليوم يتركون أماكنهم بمحض إرادتهم، ها أنا اليوم وحدي في عالمي الذي لطالما سعوا جاهدين اختراقه، وعندما أتيحت لهم الفرصة استغلوها أسوأ استغلال ،فقد كانت لهذه الفرصة عواقب وخيمة لم يدفع أحد ثمنها غيري سوايّ.
العلاقات السطحية أكثر قدرة علي الاستمرار من العلاقات العميقة وأقل خسارة وأخف وجعا وأهون هزيمة.
