الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: أبو العروسة

صدى البلد

نظرا لضيق الوقت فأنني لا أتابع التلفزيون , أو عندما أريد مشاهده شيئا أبحث في القنوات ولا أدري لماذا أستقر علي فيلم أبيض وأسود أو فيلم أجنبي وذلك ما يحدث نادرا .

ولكن قبل رمضان شاهدت مسلسل رائع علي النت بعنوان أبو العروسة وأكملت مشاهدته في الاسبوع الأول من رمضان . وقد شدني جدا هذا المسلسل وودت أن أكتب عنه . لأسباب عدة .

منها أن القصة رغم بساطتها إلا أنها تنقلنا إلي جو الأسرة المصرية العادية والتي تمثل أغلب طبقات الشعب من متوسطي الدخل . ويوضح المسلسل أن القيم لازالت موجودة والأخلاق باقية والود والحب بين أفراد العائلة الواحدة متوفر .

وذلك علي غرار المسلسلات التي كانت تقدم قديما في السبعينات والثمانينات من وقتنا هذا .

فقلد طرح المسلسل العلاقة بين الأب وأولاده كما يجب أن تكون , وعلاقة الرجل بزوجته والتي يحكمها الإحترام والعطف والتعامل الحسن . وطرح أيضا وجود الأم بداخل الأسرة وإنشغالها بكل فرد في أسرتها بالرغم من أنها تعمل وموظفة , ومع ذلك كانت قريبة من الجميع .

كانت متجاوبة ومتفهمة مع الصغير والكبير . وطرح المسلسل جوانب العمل في الحكومة , وكيف تتوافر المحبة والتفاهم والوحدة الوطنية مثلما هي , وكما يجب أن تكون .

عرض المسلسل كيف أن الإنسان يتلائم مع ظروفه المالية ولا يورط نفسه في ديون من أجل أن يجاري الآخرين الذين هم أكثر ثراء منه . وأشار المسلسل بوضوح إلي أن الغني غني النفس وأن من يملكون المال الكثير ليسوا أفضل ممن هم يملكون الأقل , وأن قيمة الإنسان في شخصه .

طرح العديد من القضايا وناقش العديد من المشاكل داخل الأسر المصرية , وأسبابها وإن لم يقدم الحل لبعضها .

كان التصوير الخارجي للمسلسل في منتهي الروعة , حيث أنه أتي بالصور للقاهرة من أعلي فأوضح جمالها وإحتفاظها برونقها رغم الزمن , ولكن لم يظهر غيرها من البلدان , فكان يجب مثلا القيام برحلة لبعض أفراد المسلسل , ولو حتي طلاب الجامعة للأقصر وأسوان في مشهد او مشهدين .

تناول المسلسل العلاقات المختلفة بين البشر , ومنها ما بين الأقارب والصداقات وعلاقات النسب .
وحتي الجوانب السيئة في البشر أشار إليها في سوء علاقة الأبن مع رئيسته بالعمل ,. ولكن كانت الإشارة بطريقة غير مخجلة ولم يتضمن المسلسل ألفاظ سوقية ولا تصرفات غير مهذبة . ولا ملابس خليعة . لم تظهر مشاهد بها نساء تشرب الشيشة ولا بنات تلبس البنطلونات المقطعة .

كان المسلسل في مجمله جميل وأعاد لنا الدراما المفقودة حاليا في المسلسلات , بعد إنتشار مسلسلات بها القتل والسرقة والمخدرات والسلوكيات المشينة والتي تصور وكأن المجتمع المصري كله سئ .

وبالرغم من طول المسلسل إلا أنه كان محببا للنفس لا تشعر بالملل وأنت تشاهده .

نتمني مزيد من تلك الدراما وشكرا للمؤلف هاني كمال , والمخرج كمال منصور والإشراف العام وكل من شارك .
نتمني مزيدا من تلك المسلسلات والتي تهتم الدراما بصناعة الإنسان المصري وزرع القيم والأخلاق ,بعيدا عن العنف والإبتذال , وتحية لكل العاملين بالمسلسل .