الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: مكارم الأخلاق

صدى البلد

هل تعرفون ما هي مكارم الأخلاق . هي المرتبة الأعلي من الخلق . هي أحسن الخلق وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة إحاسنكم أخلاقا ) .  
بعض الناس حسن الخلق بطبعه . وبعض الناس يجعله الدين حسن الخلق أي يتمسك بما أمر به الدين حتي ولو لم يكن علي هواه . كان العرب في الجاهلية وقبل نزول الإسلام لديهم عادات جميلة جدا وراقية جدا . بالرغم من انهم كانوا يعبدون الأصنام وأحيانا يأكلون ما يعبدون . وبالرغم من أن العقل كان قاصرا عن التفكير في قدرة الخالق العظيم إلا أنهم كانت لديهم صفات للأسف لم يبق كثير منها موجود بيننا ونحن الذين دخل الاسلام قلوبنا وعرفنا الله وعرفنا تعاليم ديننا ولكننا لم نتمسك بمكارم الأخلاق . 

وقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم يدل هذا القول علي ان الاخلاق كانت موجودة وأن مكارم الأخلاق من صفات االعرب حتي عندما كانوا كفارا . كانت صفات الكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف والإحسان إلي الجار وبر الوالدين . والدفاع عن الوطن وعن الشرف كل هذه الصفات.
 
في عصرنا هذا الذي هو عصر التقدم والعلم أكثر تبدأ هذه الصفات في النقصان . وأكد الدين علي حسن المعاملة مع كل البشر وفي كل المواقف أكد علي حسن التعامل مع الجار قول الرسول (مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه ) .أكد علي الإحترام والرحمه ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا ) وحسن التعامل في أسوأ الحالات وهي حالة الحرب فقد نهي الرسول في الحروب عن قتل طفل أو امرأة أو عجوز أو قطع شجرة أو حرق زرع أو هدم دور عبادة .

 وأمر حتي في ذبح الطيور والبهائم أن نحسن الذبح .( إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ) أمرنا الدين بعدم التجسس وعدم الغيبة والنميمة .( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ) أمرنا بعدم الغش ( من غشنا فليس منا ) أي ليس مسلماالغش في كل شئ وفي أي شئ . أمرنا بالنظافة وإحترام حق الطريق . والأمانة وأداء الحقوق لأصحابها وبالشهادة أن طلبت وعدم كتمانها وعدم كتمان الحق أمرنا بالحفاظ علي شرفنا ومالنا وأرضنا ( من مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون أرضه فهو شهيد ) أمرنا بعدم سفك الدماء وعدم التقاتل ( إذا ألتقي المؤمنان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) فلماذ أصبحنا نبتعد عن الصفات الحسنة ونتمسك بالصفات الذميمة . الصفة الوحيدة الذميمة كانت موجوده بقوة هي الثأر والتي نجح الإسلام في القضاء عليها ونحن نأتي لنترك ما أمر به ونتمسك بما نهي عنه وهو الثأر .أين نحن من هذا الدين الجميل أين نحن من الإسلام ؟ 

لما أصبحنا نبرر لأنفسنا فعل الخطأ وفعل الحرام . ونقترح مسميات لنوهم أنفسنا بأننا علي حق .أتحدي لو ان منا 5% عندما يقدمون علي فعل أي شئ يتذكرون انهم قد يلاقوا ربهم وهو غير راض عنهم أو يتذكرون الموت فيحجمون عن فعل الخطأ .لقد أصبحنا نهتم بالقشور أكثر من الجوهر فأصبحنا علي حافة الهاوية . ولو ما تمسكنا بمكارم الأخلاق لسقطنا وسقط معنا كل شئ .