الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرحة ضحية زواج السنة.. تطلق صرخة لتحذير الفتيات: تجربتى قاسية.. حصلت على حكم بثبوت نسب طفلتى.. وأنصح كل بنت بتوثيق عقد قرانها مهما كانت المغريات..صور

صدى البلد

فرحة:
ظروفى المادية دفعتنى لقبول أول عريس قبل ما أكمل السن القانونى للزواج
طليقى وقع وثيقة الطلاق مع عقد الزواج ورفض الإعتراف بنسب طفلتنا
عانيت حتى حصلت على حكم قضائى "الأول بقنا" بثبوت نسب طفلتى لأبيها
"زواج السنه" يجعل الفتاة سلعة رخيصة و أنصحهن بالرفض مهما كانت المغريات

فرحتها بالفستان الأبيض مثل الكثير من الفتيات والظروف المادية السيئة التى تعيشها مع أسرتها، دفعها دون وعى أو تفكير لقبول الزواج بالسنة وهى بنت السابعة عشر من عمرها دون أوراق تثبت وتوثق هذه العلاقة المقدسة، ظنًا منها أنها سوف تنتقل إلى عالم آخر بلا معاناة.

الفرحة التى حلمت بها " فرحه" لم تكتمل، فبعد أيام بدأت المشاكل تطرق أبواب غرفتها الصغيرة التى تجمعها بزوجها الذى لا يكبرها إلا بأعوام قليلة، فعدم وجود وثيقة رسمية تضمن حقها، جعلها صغيرة ضعيفه فى نظر زوجها، وبدلًا من احترام الوعد الذى قطعه على نفسه على أعين الناس تعمد إهانتها وجرح كرامتها وهو يعلم أنها الطرف الأضعف والخاسر الأول حال الاعتراض على تصرفاته.

المعاناة التى لا تتوقف دفعتها ببراءة الأطفال أن تطلب من زوجها توثيق الزواج رسميًا، خاصة بعدما بدأت تشعر بارهاصات جنين يتحرك فى بطنها لكن دون أن تخبره بذلك خشية أمور كثيرة حدثت بالفعل بعد أن وضعت طفلتها.

كلمات الزوجة بطلب توثيق الزواج رسميًا، وقعت على الزوج وكأنها صاعقة من السماء أو كلمات محرمة لا يجوز النطق بها، رغم أن الإتفاق أمام الجميع كان يقضى بتوثيق الزواج حال بلوغ الزوجه"الطفله" السن القانونى للزواج، وهو ما جعله يتوعد ويزداد إصرارًا على عدم التوثيق عقابًا لها على ما تفوهت بها من كلمات مشروعة، انتهت بالعودة إلى بيت أبيها، لكنها عادت وهى تحمل جنينًا لا تعرف مصيره.

بعد فترة من تدخل الوسطاء وأهل الخير وافق الزوج على توثيق الزواج وظنت فرحة للمرة الثانية أن الفرحة سوف تطرق بابها، لكن وثيقة الزواج كانت معها وثيقة الطلاق، لتحصل على لقب مطلقة قبل أن تكمل فى زواجها عامًا، وانتهى الأمر بالإنفصال دون التطرق إلى مصير الجنين الذى يتحرك فى أحشائها.

وضعت فرحه طفلتها "إيمان" وهى لا تدرك أنها فرطت في حق نجلتها مثلما ضاع حقها عندما وافقت على زواج بدون توثيق، وبدأت المعاناة الحقيقية برفض الزوج الاعتراف بنسب طفلته وتوثيقها كما هو المعتاد فى قريتهم، لتبدأ مرحلة أخرى من الاستعطاف والاستجداء من الزوجه والوسطاء لتسجيل الطفلة حتى تتمكن من الحصول على تطعيماتها اللازمه وحقها كطفلة أن تعيش باسم والدها، لكن كل المحاولات باءت بالفشل أمام عناد زوج لم يحترم كلمته من البداية.

المحكمة كانت الطريق الأخير والوحيد أمام "فرحة" للحصول على حقها بالقانون، وبعد فترة من اجراءات التقاضى بمعاونة محامية متطوعة حصلت على حكم قضائى يُعد الأول بمحافظة قنا بإثبات نسب طفلتها لأبيها الذى يصر على عدم تسجيل طفلته باسمه رغم اعترافه أمام الجميع بأنها نجلته.

قالت فرحه نصر برعى" 19 عامًا": "مثل كل الفتيات فرحت بأول عريس يطرق بابى خاصة أننى غير "متعلمة" وهو ما يجعل فرصتى فى الزواج ضعيفه، إضافة إلى أن من تقدم لخطبتى تربطنا به صلة قرابه، ونظرًا لصغر سنى وقت الزواج تم عقد القران بنظام معروف فى قريتنا باسم زواج السنة، ويتم توثيق العقد حال بلوغ السن القانونية للزواج، حيث كان عمرى وقتها 17 عامًا ولم أدر عواقب ما ارتكبت فى حق نفسى و طفلتى، فعدم حصولى على قسط من التعليم جعلنى عمياء عن رؤية الواقع والمستقبل، بجانب الظروف المادية الصعبة التى نعيشها، وظننت أن الزواج سوف يكون الحل الأمثل لانتشالى من الفقر.

واستطردت فرحة: لكن بعد فترة اكتشفت أننى على خطأ بعدما ذقت العذاب والإهانة على يد زوجى، فطلبت منه توثيق الزواج لوضع إطار رسمى لعلاقتنا وخاصة أن كل المؤشرات تؤكد بأنها على حافة الهاوية، فتعمد إهانتى وتعذيبى وساومنى على التنازل عن كل مستحقاتى حتى يوثق عقد الزواج وفى سبيل ذلك تنازلت لأننى لا أملك أى وثيقة تدعم موقفى، حتى حصلت على وثيقة الزواج و معها وثيقة الطلاق، وبعدها بدأت المشاكل تتفاقم مع أسرة زوجى حتى تركنا منزلنا فى قرية دندره و سكنا فى شقة بالايجار بمدينة قنا.

تابعت: "بعدما وضعت طفلتى إيمان بدأت سلسلة من المعاناة لوثيق الطفلة باسم أبيها لكنه رفض و توجهت للمحامية مروة عبدالرحيم التى وقفت بجانبى حتى حصلت على حكم بثبوت نسب طفلتى لأبيها، و نظرًا لإصراره على موقفه طلب المحكمة إجراء تحليل DNA حتى يتم إصدار شهادة ميلاد لطفلتى".

وطالبت فرحة، الفتيات بعدم الانسياق وراء حلم الزواج إلا بعد بلوغ السن القانونية وتوثيق العقود بشكل رسمى حتى لا يصبحن ضحايا لما يعرف بـ زواج السنه أو القاصرات، كما تطالب كل أم و أب بأن يتقى الله فى بناته ولا يجعل منهن سلعة لمن يدفع الثمن، مضيفة أنها نادمة أشد الندم على قبولها الزواج بهذا الشكل المهين الذى ضاعف من معاناتها، فالكلمة لم تعد مثلما كانت قديمًا وعد وشرف يلتزم به الرجل مهما كانت الظروف.