بعدما خذل لاعبو المنتخب جماهيرهم.. أبطال استحقوا التشجيع بعيدا عن كرة القدم

توديع المنتخب للبطولة التي تقام على أرضه، سببت حالة من الغضب، وصلت إلى ساحات مجلس النواب، حتى أن النائب سعيد حساسين عضو مجلس النواب ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام، قال «الدولة المصرية وفرت لاتحاد كرة القدم والجهاز الفني للمنتخب ولاعبيه جميع الإمكانات من أجل الظهور بمظهر مشرف، إلا المنتخب خيب الآمال وخرج مبكرا من البطولة».

وفي الوقت الذي تعرض فيه المنتخب الوطني لكرة القدم لتلك الهزيمة، والتي خيب بها آمال جماهيره، أعقبت تلك الهزيمة رسالة من من البطلة المصرية «سارة سمير» الرباعة المصرية في رفع الأثقال، والتي كتبت عبر صفحتها الرسمية على موقع «انستجرام» قائلة: «ما تشجعونا يا جماعة، إحنا بنجيب بطولات والله».

الرباعة المصرية التي استطاعت خلال مسيرتها الدولية في رفع الأثقال حصد أكثر من 23 ميدالية في المسابقات الدولية، أغلبها من الذهب، كانت رسالتها بمثابة دعوة لتسليط الضوء على الألعاب الفردية التي يحقق أصحابها نجاحات في مختلف المسابقات الدولية، في ظل الإخفاقات المتتالية للمنتخب المصري في المسابقات الدولية، والتي كان آخرها توديعه البطولة الأفريقية المقامة على أرضه، بعد أشهر معدودة من الفضائح ذاتها في كأس العالم الذي أقيم في روسيا 2018.

البطلة التي لم تتجاوز الـ 21 عاما من عمرها كونها من مواليد 1 يناير 1998، إلا أنها رغم صغر سنها حققت العديد من النجاحات وحصدت الكثير من الميداليات في المسابقات الدولية كان آخرها، صاحبة الميدالية البرونزية في وزن 69 كيلو جرام، ضمن منافسات رفع الأثقال في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016، والتي حققت في العام ذاته 6 ميداليات ذهب في البطولة العربية الأفروآسيوية التي أقيمت بمدينة شرم الشيخ، لم تجد أمامها غير أن تطلب من الجماهير الاهتمام بتشجيع أصحاب الألعاب الفردية في ظل ما يحققونه من نجاحات وما يحصدونه من ميداليات.

اللاعبة التي حققت 3 ميداليات ذهب في رفع الأثقال في بطولة العالم للشباب التي أقيمت في بولندا عام 2015، والتي حصدت في البطولة ذاتها على درع أحسن لاعبة في البطولة، لم يحالفها الحظ حتى اليوم أن تحظى من التشجيع رغم كل تلك البطولات والنجاحات، بقدر ما يحظاه لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم رغم إخفاقاتهم وخيبة آمال الجماهير في حصد البطولة المقامة على أرضهم أو الاستمرار إلى مراحلها النهائية كأضعف التوقعات. 

حال الرباعة المصرية سارة سمير لا يختلف كثيرا عن حال اللاعبة «نور الشربيني» التي تتربع على قمة التصنيف العالمي للاعبات الاسكواش، بعدما حصلت على البطولة ذاتها 3 مرات أعوام 2015، 2016، 2019، والتي رغم كل تلك البطولات تفاجأت أن البعض لا يعلم عنها شيئا.

بعد هزيمة المنتخب نشرت لاعبة الاسكواش العالمية، تدوينة لها على موقع «تويتر» لمشاركة متابعيها قائلة: «كام واحد نفسه يحضرلي ماتش ويشجعني»، وهو ما لقى تفاعلا كبيرا من متابعيها، إلا أن الصدمة كان من أحد الردود والتي تسأل صاحبها عن الرياضة التي تمارسها نور الشربيني، ليكشف بهذا الرد عن حالة غياب الوعي لدى كثير من المصريين بالألعاب الفردية وما يحققه أصحابها من بطولات ونجاحات في المسابقات الدولية.

الألعاب الفردية التي قدمت سارة سمير، ونور الشربيني، هى ذاتها التي كانت بوابة شهرة فراشة السباحة المصرية فريدة عثمان، والتي حطمت جميع الأرقام القياسية في مسابقات السباحة، ورفعت العلم المصري في كل البطولات الدولية التي شاركت فيها، والتي كان آخرها حصدها للميدالية الفضية ببطولة الأبطال العالمية للسباحة العام الجاري.

السباحة التي حصدت جميع ميداليات السباحة المحلية، لم تترك مسابقة دولية تشارك فيها وتحصد منها الميداليات حتى أطلق عليها «صائد الميداليات»، من بينها الميدالية الذهبية 50 متر فراشة خلال دورة ألعاب البحر المتوسط بإسبانيا 2018، وبرونزية بطولة العالم للألعاب المائية سباق 50 متر 2017، والمركز الثاني في بطولة العالم للسباحة الحرة عام 2016.

كل تلك الأسماء وغيرها الكثير من الأبطال المصريين الذين برعوا في الألعاب الرياضية الفردية، والذين أصبحوا في حاجة ماسة للتشجيع في ظل الإخفاقات المستمرة التي تعانيها كرة القدم باعتبارها أحد أشهر الألعاب الجماعية.