الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل بدأ العد التنازلي لانهيار العلاقات التركية الأمريكية؟.. موسكو تبدأ تسليم منظومة صواريخ إس 400 لأنقرة في تحد لحلف الأطلسي.. وارتباك في أسواق المال ومخاوف المستثمرين تتزايد

صواريخ إس 400
صواريخ إس 400

  • وصول أول أجزاء منظومة إس-400 إلى قاعدة على مشارف أنقرة
  • تركيا تواجه احتمال الطرد من برنامج المقاتلة إف-35
  • الليرة التركية تتراجع 1.6 % أمام الدولار
  • الولايات المتحدة عرضت على تركيا شراء صواريخ باتريوت بديلًا عن إس 400

بدأت روسيا أمس الجمعة، تسليم تركيا نظاما دفاعيا صاروخيا متطورا في خطوة من المتوقع أن تدفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات على تركيا، التي تشاركها عضوية حلف شمال الأطلسي وأن تزرع الشقاق في قلب التحالف العسكري الغربي.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن الأجزاء الأولى من نظام الدفاع الجوي إس-400 نقلت جوا إلى قاعدة جوية قرب العاصمة أنقرة تنفيذا للصفقة التي أبرمتها تركيا مع روسيا والتي حاولت الولايات المتحدة منعها على مدى شهور دون جدوى.

وتقول الولايات المتحدة إن هذه المعدات العسكرية الروسية لا تتوافق مع نظم حلف شمال الأطلسي وإن الحصول عليها يمكن أن يؤدي إلى إبعاد تركيا من برنامج لإنتاج الطائرة المقاتلة إف-35.

ويشعر المستثمرون في تركيا بالقلق بسبب الصفقة. وتراجعت الليرة التركية 1.6 % إلى 5.7780 أمام الدولار بعد إعلان وزارة الدفاع عن وصول أجزاء من منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 إلى قاعدة مورتيد شمال غربي أنقرة. وانخفض مؤشر بورصة اسطنبول الرئيسي 2.13%.

وبثت قنوات تلفزيونية تركية لقطات لطائرات شحن ضخمة من طراز أنتونوف إيه.إن-124 تابعة لسلاح الجو الروسي وهي متوقفة لتفريغ معدات في القاعدة الجوية.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار "اليوم وصلت ثلاث طائرات شحن" مضيفا أن التسليم سيستمر في الأيام المقبلة.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مصدر دبلوماسي-عسكري قوله إن شحنة ثانية ستنقل جوا في وقت قريب مضيفا أن شحنة ثالثة، وتضم 120 صاروخا موجها، ستنقل بحرا في نهاية الصيف.

وفي واشنطن، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة لم تغير موقفها بشأن دور تركيا في برنامج الطائرة المقاتلة إف-35 إذا اشترت منظومة روسية للدفاع الصاروخي، وإنه سيتحدث مع نظيره التركي في وقت لاحق اليوم.

وكان إسبر قد أبلغ وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بشكل شخصي في بروكسل في 26 يونيو حزيران بأنه لا يمكن أن تمتلك تركيا منظومة إس-400 الروسية والطائرة إف-35 المتطورة معا.

وقال إسبر في وزارة الدفاع (البنتاجون) "نحن على علم بتسلم تركيا أجزاء من منظومة إس-400، موقفنا بخصوص المقاتلة إف-35 لم يتغير وسوف أتحدث مع نظيري التركي الوزير أكار بعد ظهر اليوم".

وتقول تركيا إن النظام الدفاعي الصاروخي ضرورة دفاعية استراتيجية، خاصة لتأمين الحدود الجنوبية مع سوريا والعراق. وتقول أيضا إن الولايات المتحدة وأوروبا لم تقدما لها بديلا مناسبا عندما أبرمت صفقة النظام الصاروخي إس-400 مع روسيا.

وفي الشهر الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اجتماعه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في قمة مجموعة العشرين إن الولايات المتحدة لا تعتزم فرض عقوبات على أنقرة لشرائها نظام إس-400. 

وطبقا لتشريع يعرف بقانون التصدي لخصوم أمريكا من خلال العقوبات، وهو معني بشراء معدات عسكرية من روسيا، ينبغي أن يختار ترامب خمسة إجراءات من بين 12 إجراء محتملا.

وتتراوح هذه الإجراءات بين حظر إصدار تأشيرات الدخول والحرمان من التعامل مع بنك الصادرات والواردات الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له وتتمثل الاختيارات الأشد في وقف التعامل من خلال النظام المالي الأمريكي والحرمان من رخص التصدير.

وتقول الولايات المتحدة إن نظام إس-400 قد يعرض المقاتلات الشبح من طراز إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن للخطر وهي الطائرات التي تساعد تركيا في تصنيعها وتعتزم شراءها.

وفي ظل العقوبات الأمريكية المحتملة، ربما تواجه تركيا استبعادها من برنامج المقاتلات إف-35 وهي خطوة رفضها أردوغان. لكن واشنطن بدأت بالفعل إجراءات لإخراج أنقرة من البرنامج وأوقفت تدريب طيارين أتراك على المقاتلة في الولايات المتحدة.

وفي محاولتها لإقناع تركيا بالتخلي عن الصواريخ الروسية، عرضت الولايات المتحدة أن تبيع لها نظام باتريوت للدفاع الصاروخي الذي تصنعه شركة ريثيون الأمريكية.

وقال وزير الدفاع التركي إن مسؤولين أتراكا وأمريكيين دخلوا في مناقشات حول قضايا السعر ونقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك في العرض الأمريكي الذي تلقته أنقرة في أواخر مارس، غير أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

وقدمت أيضا عدة دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي بطاريات صواريخ باتريوت لحماية حدود تركيا الجنوبية خلال الصراع في سوريا.

ويخشى المستثمرون في تركيا من تأثير العقوبات الأمريكية المحتملة على الاقتصاد الذي أصابه الركود بعد أزمة العملة في العام الماضي.

وتراجعت السندات الدولارية التركية لأقل مستوى في ثلاثة أسابيع عقب الإعلان عن وصول المنظومة، وارتفعت أيضا تكلفة التأمين على الانكشاف على الدين السيادي التركي.

وشراء النظام إس-400 واحدة من قضايا عدة تسببت في توتر العلاقات بين البلدين منها خلاف على الاستراتيجية المتبعة في سوريا شرقي نهر الفرات حيث تتحالف واشنطن مع قوات كردية تعتبرها أنقرة خصما لها.

كما تسبب احتجاز موظفين بالقنصلية الأمريكية في تركيا في توتر العلاقات فضلا عن الخلافات بشأن السياسة تجاه إيران وفنزويلا والشرق الأوسط.

وتطالب أنقرة واشنطن منذ وقت طويل بتسليمها رجل الدين التركي فتح الله جولن الذي تعتبره الرأس المدبر لانقلاب فاشل وقع في عام 2016.