الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دنيا طارق تكتب: متى ستأتي معجزتك؟‎

صدى البلد


الخيبات لا تتوقف؛ ما تريده يعبر أمامك ولا تلحق به، وما ترفضه يأتي ويفرض نفسه عليك، إناس يرحلون بعد تعلق بهم، عمل يفوتك لأسباب تراها واهية لكنها ليست هكذا، أصدقاء يغدرون ويخونون، أهل لا تتذكر وجوههم، حُلم لا يقترب رغم ركضك نحوه.
ومن بين كل هذا مازلت تبحث عن العوض الذي سيأتيك، وتحدث الكثيرون عن العوض أنه قد يأتي في شكل غير الذي كان عليه ما يعوضنا عنه، فالآلام كثيرة وإذا شُفي واحد منهم لن نكره!.
تجاوز كل هذا ليس سهلًا؛ وربما نحتاج لشخص يشاركنا في رحلتنا- رحلة التجاوز وليس الوصول- ، ولم نعد نريد المساعدة فقط بل تطلعنا لما هو أكثر.. أصبحنا نريد من يأتي أن يأتي بمعجزة لنا.. إذا كنت تريد أن تكون معي فستكون، لكن عليك أن تغير كل ما يحوط بي بمعجزة آراها في خيالي فقط لكن عليك أن تجعلها أنت حقيقة؛ تعوضني عن كل من رحلوا وتقوم بكل ما كانوا يقومون به، تأتي لي بعمل لا يرهقني وأحصل منه على ما يرضيني ليس ما يكفيني فقط، تكون لي عائلة بأكملها لتعوض عن احتواء الأب، طيبة الأم، سند الأخ، أنس الأخت، ألفة أقارب الدرجات كلها،وأن تقوم بدوري أنا أيضًا إذا لزم الأمر!، وتحقق لي حلمًا بعيدًا يؤلمني كل ليلة فتتألم معي بقدر ألمي ومعاناتي لنحقق حلمي أنا.
لم نعد نبحث عن مجرد مساعدة..نبحث عن معجزة؛ أن يأتي من ينتشلنا من كل هذا رغم أنه ليس له يد في أمر واحد منهم، أن يصلح ما فشلنا نحن في إصلاحه، وأن يهمش ذاته مقابل وجوده معنا، ورغم كل شعارات الاكتفاء الذاتي لكننا دومًا نبحث عن من يساعدنا لنعبر وحين نعبر نظن بكل أنانية أننا فعلناها بمفردنا؛ فنحن عبرنا لكن هم ساعدونا فقط لنعبر!
تتجاهل أنه يمكن أن تكون المعجزة التي أتى بها هي أنه لن يرحل، لن يغدر، ولن يخون.. لا يستطيع حملك لكن يمكنه دفعك، ربما لا يمكنه أن يمنع أحد أن يبكيك لكنه يجفف دمعك، لن يقدم لك حلمك لكنه يرى محاولاتك له عظيمة، وهذا كله عطاء كبير بالمناسبة، لكن إذا كنت تنتظر من يغير عالمك كله فمعجزتك لن تأتي أبدًا، وفكر أولًا إذا كنت تستحق العوض حقًا، وأي عوض تستحق.