الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البامبو ينافس الحرف التقليدية.. وتسويق المنتجات بالأماكن السياحية في قنا

صناعة  البامبو
صناعة " البامبو"

انتشرت صناعة " البامبو" فى محافظات الوجه البحرى، ولم يعرف عنها مجتمع الصعيد إلا منتجات قادمة من القاهرة أو خارج مصر تتزين بها المنتجعات السياحية والفنادق، لانشغال أبنائه في امتهان حرف وصناعات يدوية توارثوها عبر الأجيال، لكن جمعية تنمية البيئة و المجتمع كان لها رأى آخر، فبدأت بجلب كميات من خام البامبو واستقدمت مدربين محترفين لتدريب الفتيات على هذه الحرفة الجديدة، والتى لم يمض وقت كبير حتى أتقنتها فتيات قرية دندرة لتبدأ رحلة جديدة لـ " البامبو" فى صعيد مصر.

وتخلت فتيات قنا عن الحرف التي توارثنها عن جداتهن و أجدادهن لم يكن أمرًا يسيرًا فى البداية، لكن جمال وروعة منتجات البامبو ساهم فى اقتناع الكثير منهن لتجربة هذه الحرفة الجديدة أملًا فى تقبل السوق المحلى و بما يساهم فى تحقيق عائد مادى يساعدهم على مواجهة أعباء المعيشة.

وقال ياسر عبد الموجود عضو مجلس إدارة تنمية البيئة والمجتمع بدندرة "، إن فكرة صناعة البامبو جاءت نتيجة الاحتياج المجتمعي لحرف ومنتجات يدوية مبتكرة، للحد من ارتفاع معدلات البطالة، فى إطار مبادرات الدولة للحد من معدلات البطالة وتشغيل الشباب، وفكرنا فى أنشطة غير تقليدية تساعد فى تمكين اجتماعى اقتصادى حقيقى لأفراد المجتمع و خاصة الفتيات، فكان لابد من إدخال صناعات جديدة ليست موجودة فى مجتمعنا الصعيدى، مثل البامبو و الراتان، وبدأنا طرحها للبنات، ووجدنا نوع من الاستجابة، و نظرًا للقاعدة الشعبية التي تتمتع بها الجمعية والأنشطة السابقة التى تم تنفيذها و ساهمت في تشغيل عدد كبير من الشباب والفتيات، ساعد ذلك فى وجود ثقة من المجتمع.

وتابع عبدالموجود، بعدها تواصلنا مع أحد المدربين من القاهرة و قضى هنا شهرا كاملا للتدريب على صناعة منتجات البامبو، وبدأنا بصناعة المنتجات والأشكال البسيطة و نعمل حاليًا على تطوير أنفسنا كل فترة حتى نصل لأعلى معدل فى صنع منتجات من البامبو، وقمنا بتدريب 15 فتاة على صناعة منتجات البامبو ووصلنا لصناعة منتجات شبيهة بما ينتجه أمهر الصنايعية فى هذا المجال.

وأضاف عبدالموجود، نؤسس حاليًا وحدة انتاجية للبنات لكى يعملوا بتوسع أكثر، لكن نحتاج إلى منافذ تسويقية بمدينة قنا والمدن المختلفة لتسويق منتجات البامبو و كذلك الراتان الذى تم إدخاله مع صناعة البامبو وهو عبارة عن صناعة محلية تعطى منظرا جماليا بسيطا، أتاحت فرص عمل للبنات.

وأشار عبد الموجود، إلى أن البامبو مستورد لكنه خامة طبيعية، و باعتبارنا قرية سياحية لوجود معبد دندرة بها، إضافة لقربنا من محافظة الأقصر وأسوان، يساهم ذلك فى تسويق هذه المنتجات، خاصة أن هناك إقبالا  كبيرا من السياح على هذه المنتجات، لعدم دخول الماكينات فى أى مرحلة من مراحل صناعة منتجاتها وهو ما يعطيها لمسات جمالية رائعة.

و قال محمد هلال"مدير مشروع التمكين الاقتصادى بجمعية تنمية البيئة والمجتمع بدندرة"، لدينا فى القرى طاقات معطلة سواء بين الشباب أو الفتيات، ونحاول من خلال الجمعية عمل مشروعات تستفيد من هذه الطاقات بما يساهم فى توفير عائد مادى ودخل مناسب و الحد من البطالة بكل عام، إضافة إلى أننا نبحث دائمًا على حرف غير تقليدية وجديدة على المكان لكن شريطة أن تكون مرغوبة وسهلة التسويق، بعدها نقوم بتدريب الفتيات على هذه الحرف من خلال مدربين محترفين بالقرب من أماكن إقامتهم وعدم تحميلهم أعباء الانتقال خارج المحافظة لإتقان هذه الحرف.

وأضاف هلال، العمل فى تصنيع منتجات البامبو لا يحتاج لتدخل الماكينات، وكل ما نقوم به هو إحضار هذه الخامة من القاهرة وتركها للبنات المتدربات لتقوم كل واحدة منهن بصنع منتجات مختلفة ومتنوعة من هذه الخامة والتى تتنوع ما بين " فازات- طفايات- سلات خبز- سلة مهملات"، بعدها يتم تسويق هذه المنتجات من خلال الجمعية سواء هنا أو فى الأماكن السياحية القريبة.