الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريم كوكب يكتب: ويبقى صلاح

صدى البلد

ما يحدث الآن من هجوم شرس وحملات تشويه فى حق نجمنا العالمي محمد صلاح أمر محزن للغاية، وجميعنا نشارك فى هذه الحملات دون دراية، من حق أى شخص أن يوجه انتقاد أو عتاب لتصرف ما قام به صلاح؛ لكن ليس من حق أى أحد أن يهاجمه أو يقلل منه أو يشكك فى قدراته وإنجازاته التي قام بها مع فريقه ليفربول والمنتخب المصري.

خروج الفراعنة من كأس الأمم التي تقام على أرض مصر أمر غير متوقع ومخيب للآمال، لكن لماذا نحمل لاعب واحد بالفريق المسئولية؟ لماذا ننصب المشانق للاعب معين ونترك الجميع؟! نحن جميعا ندرك ما حدث بالمنتخب والأسباب التي أدت لهذه الفضيحة، وأهم هذه الأسباب هو فساد اتحاد الكرة واختيار المدرب من الأساس والمهازل التي حدثت بالمعسكر قبل وأثناء البطولة.

نحن شعب يتنفس كرة القدم، لكن رغم انتصاراتنا القارية العديدة وحصولنا على بطولة كأس الأمم 7 مرات أكثر فريق حقق البطولة، كنا نفشل في التأهل إلى كأس العالم لفترة طويلة، 28 سنة من الانتظار والترقب والأمل، حتى أتي محمد صلاح وأخذ الأمور على عاتقه وقطع وعدًا أمام الشعب المصري بالوصول لمونديال روسيا 2018 وهو ما أوفى به ووصلنا إلى كأس العالم بفضل مجهوده وركلة الجزاء التي سددها فى الدقائق الأخيرة بمباراة الكونغو، لتجتاح الجماهير المصرية الشوارع وتنتشر صور الفرعون المصري في كل حيّ وفي وجدان كل مصري يفتخر أن محمد صلاح ابن بلده.

أنا الآن أتعجب بهجوم مصريين على صلاح فهم من آمنوا بقدراته ودعموه وساندوه وكانوا خلفه دائما، وهو لم يخذلهم أبدا، فالفرعون المصري ختم موسمه بشكل جيد مع فريقه ليفربول، بعد أن أحرز لقب دوري أبطال أوروبا، وحافظ على لقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي.

وحصد لقب أفضل لاعب في البريميرليج، وفاز بجميع الجوائز مع فريقه والدوري الإنجليزي ويكفي أنه أسرع لاعب يحرز ٥٠ هدفا في تاريخ ليفربول، بجانب حصوله على لقب أفضل لاعب أفريقي لموسمين على التوالي.

إذا كنت تريد مقارنة محمد صلاح بساديو ماني أو الجزائري رياض محرز، ستجد أن إحصائيات ما قدمه أبطال أوروبا وبطل الدوري الإنجليزي مع منتخباتهم يتفوق بها صلاح ف الملك الكصري لعب 67 مُباراة سجل خلالها 41 جول وساهم 22 اسيست ، فيما لعب محرز 52 مُباراة سجل خلالها 13 جول وساهم ب 28 أسيست، وسجل السنغالى ساديو ماني 18 جول خلال 61 مُباراة وساهم ب 14 اسيست مع منتخب بلاده.


الفارق الحقيقي بين صلاح ومحرز وماني، أن السنغالي والجزائري، لديهم منتخبان يمتلكان لاعبين على أعلى مستوي بجانب مدربين على أعلى مستوى، فالجزائر فريق قدم بمستوي أوروبي يلعب فى بطولة أفريقيا والسنغال فريق يمتلك جميع المقاومات من لاعبين مميزين تؤهلهم للذهاب بعيدا فى أي بطولة.

انتقادي لمحمد صلاح فى أمور حدثت خارج الملعب وأظن أنها سبب غضب غالبية الجماهير منه، فتدخله فى أزمة عمرو وردة أغضبت الجميع، بجانب تغريدته أول أيام عيد الأضحي المبارك التي طالب الجماهير والصحفيين بالتعامل باحترافية، إلى جانب تدخله فى اختيارات المنتخب.


من وجهة نظري محمد صلاح هو أفضل لاعب عربي على مر العصور وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة في التاريخ، واللاعب المصري والعربي الوحيد القادر حاليا على منافسة اللاعبين الكبار بالقارة العجوز والمنافسة على جائزة أفضل لاعب فى العالم التي أحتل بها المركز الثالث العام الماضي خلف الكرواتي لوكا مودريتش، والبرتغالي كريستيانو رونالدو.


رسالة محمد صلاح لا تقتصر على نجاح احترافي لامع، بل تتعدّاها إلى رسالة سلام وتعايش وروح جماعيّة وانفتاح وغيرها من القيم التي تدافع عنها رياضة كرة القدم، واتضح هذا للجميع مما رأيناه من تغير وجهه نظر الغرب اتجاه المسلمين ودخول الكثير منهم الإسلام بسبب صلاح.

فى النهاية يجب علينا جميعا أن نتوقف على مهاجمه محمد صلاح وان نقف بجواره وندعمه ونسانده فهو من يصنع البهجة للجميع ويكون سبب فى سعاده ورسم الابتسامة على الشعب المصري، هو مثال للكفاح والاجتهاد، وأحيا الأمل فى كل شاب مصري، فتحول من طفل صغير في دوري بيبسي للمدارس بيسافر يوميا من بلده بالقطار لكي يذهب لمرانه بفريقه بالقاهرة المقاولون العرب، ويعود بنفس مشقة الرحلة والسفر آخر اليوم، والآن بعد كل هذا التعب أصبح من أفضل وأعلى اللاعبين سعرا على مستوي العالم، فصلاح هو وزير السعادة للشعب المصري والعرب جميعا.