الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: المتاجرون بلحوم البشر

صدى البلد


حينما تريد أمة من الأمم أن يَبْزغ نجمها؛وتأخذ في صعود مقامات القوة والتحضر ... عليها بمدارج التأسيس والتكوين بسواعد أفرادها؛فتحتوي مواهبهم وتخرج أجمل ما لديهم من طاقات معرفية،وابتكارات علمية في كافة المجالات والأنشطة...فتبدأ المعرفة بفكرة تتطور حتى وإن كانت نسب نجاحها ضعيفة....فالتجربة العلمية تتحرك بواكرها من خلال فكرة(ما)توظف لها الدول المتقدمة عوامل الاحتواء والتجربة المعملية الرصينة مهما كانت ضآلتها

وبهذا نجد تلك الدول المتقدمة تشق طريقها بقوة وبسرعة على مسرح الحياة؛فتظهر قوية فتية تصارع غيرها حتى تصل إلى الصعود والريادة؛ وتبنى لذاتها مجدا وشموخا اقتصاديا وسياسيا ودوليا على كافة الأصعدة.

فحين نعلم أن هناك مئات الأبحاث في مصر حبيسة أدراج الروتين القاتل أو البيروقراطية المملة أو مافيا المصالح الشخصية ... فانه بالطبع لتثار علامات التعجب والاستفهام...في ذات الوقت الذي تنطلق مصرنا الحبيبة نحو الريادة لتغير خارطة المنطقة وتحول مسار السياسة اقليميا ودوليا ... وجب على كل ذوي الفكر والرأي المساندة واستلال الأقلام لكشف الستار عن أوجه الفساد وتعريته أمام الرأي العام وكذا الإشارة إلى مواطن النجاح والتفوق واظهارا لها من باب النقد البناء والإنصاف الخالص .

فكم يصارع مرض السرطان اللعين ملايين المرضى ليس في مصر وحسب بل في شتى أرجاء المعمورة وكم تنفق الدول مليارات الدولارات في استيراد أصناف من الأدوية تبين عدم جدواها في الغالب الأعم في شفاء جل المرضى والنتيجة موت محقق ودمار شامل لأسر المرضى معنويا وماديا وقهر ومعاناة بين أزقة معاهد الأورام الحكومية المظلومة بالتكدس ؛والتي لا تألو جهدا في تقديم يد العون وفق وفوق طاقتها وبين نيران المستشفيات الخاصة التي تأكل الأخضر واليابس وتبتز المرضى وأسرهم وهم لا حول لهم ولا قوة.

وبين هذا اليأس الحالك ورائحة الموت خرجت أبحاث إلى النور تسابق الزمن لتقدم يد العون وفق نظريات علمية بحته لعل أقربها بحث الدكتور مخلوف محمود مخلوف الباحث بجامعة الأزهر الشريف الذي بدأت فكرته بمعالجة الخلايا السرطانية بذرات الأوكسجين بالعمل كميائيا على إيصال الأوكسجين اللازم لتلك الخلايا فتعود لها الحياة مرة أخرى.

على قدر استيعابي ككاتب فهمت ذلك من البحث الذي حصل على براءة اختراع وسجل بأكاديمية البحث العلمي ورفضت الجهات المعنية رفضا تاما دخول هذا المنتج خط الإنتاج وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال؟

هل شكل المعهد القومي للأورام فريقا لمناقشة البحث وعقد التجارب المعملية قبل رفض وزارة الصحة للإنتاج؟

في حين أنه قد نما إلى علمي أن هذا العقار تم دخوله خط الإنتاج بسويسرا وهو في طور التجارب النهائية بمعامل الجامعة الأمريكية ببيروت.

حقيقة لست جهة بحثية كي أحكم بالقبول أو الرفض ولن أستطيع.... ولكن في ظل الطفرة العلمية الكبرى التي يشهدها العالم بأسره وجب علينا التحرك نحو أي فكرة علمية مهما كانت ضآلة نسب نجاحها ... فنحن مطالبون بالسير خلف أي بصيص من الأمل رحمة بالمكلومين من مرضى السرطان....ذلك المرض اللعين.

بالبحث العلمي تبنى الدول وتنهض البلاد وتتقدم الدول والشعوب.

يعتبر البحث العلمي بشكل عام من مهام رقي الأمَّة وتقدمها فتجد الأمَّة المتقدمة علميًا وصناعيًا وحضاريًا واجتماعيًا قد بات معيار التفوق والتقدم عندها بمقدار أبجديات الإبداع وتطوره عبر المؤسسات العلميَّة التي تسعى جاهدة بكافَّة وسائلها وأجهزتها المتاحة وفي عصرنا الحالي فقد أصبحت تلك الأمم سابقة الذكر.. تتسابق فيما بينها في كافَّة المجالات في الصِّناعية والبحث العلمي وفي علوم الفضاء وما ينطبق الحديث عنه ينطبق على الشركات العملاقة التي ترصد الأموال الطائلة وذلك من أجل تطوير وتحسين انتاجها وإذا لم تفعل ذلك فستجد نفسها في يوم من الأيَّام في أسفل القاع وقد سبقها منافسوها في الإنتاج فقد تجد الأمَّة نفسها متدهورة.

نريد أن نفكر ولو قليل من الوقت خارج الصندوق كي لا نعلق شماعتنا على عقدة الخواجة .... أما آن الأوان للتحرر علميا وفكريا لننهض أكاديميا ومعرفيا في ظل خطة الدولة برعاية البحث العلمي.....أم أنها القوى المضادة المعادية للنجاح والتقدم .... أم مافيا الأدوية والمتاجرون بلحوم البشر؟!