الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: متى تستعيد الصحافة قوتها

صدى البلد

تاريخ تطوير وسائل الاتصال والاعلام لم يثبت يوما من الايام بان ظهور وسيلة اعلامية قضي علي الوسيلة التي ظهرت قبلها بسنوات او ربما عقود طويلة متتالية .وهذا ما حدث مع الصحف المطبوعة والاذاعة ثم التليفزيون وبعدهم شبكة المعلومات الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا حتي الان.

فظهور هذه الوسائل ساهم بحجم كبير في تطوير تقنيات ومحتويات وسائل التقليديه . فوجود الصحافة الالكترونية في حياة الصحف المطبوعة قد يدفع هذه الاخيرة الي التطور احسن علي مستوي الاخراج والمضامين التي توجه للرأي العام ، وهة ما تحاول المؤسسات الصحفية القومية والحزبية والخاصة القيام به بالرغم من الازمات والتحديات التي تمر بها هذه الصحف مجتمعة ، بداية من ارتفاع اثمان الورق والاحبار وتكاليف تجهيز الصحف وزيادة اعداد الصحفيين والاداريين بهذه المؤسسات عن الحاجة الفعلية ،ناهيك عن اغراءات وجاذبية الصحافة الالكترونية التي يمكن الاطلاع عليها بواسطة جهاز المحمول او الموبايل الشخصي، وقلة الاعلانات بشكل غير طبيعي وتحولها الي عالم اخر وهو يوتيوب والسوشيال ميديا التي نجحت في استقطاب جماهير كبيرة جدا وفي وسائل التواصل الاجتماعي ،ولكن هناك خصوصيات للصحافة الورقية لا يمكن أن تجدها عبر النسخة الالكترونية.

ربما كان السؤال الاكثر منطقية هل ممكن أن يكون التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال والاعلام سببا في اختفاء الصحف الورقية مستقبلا ؟
ام أن الصحف الورقية سوف تشهد تطورا كبيرا مستقبلا مما يجعل منها وسيلة اعلامية لها دور كبير في مختلف مجالات الحياة ، رغم التطور الكبير الذي شهدته الصحافة الإلكترونية علي مستوي الشكل والمضمون، اذ فتحت بشكل كبير امام المتصفح او المتلقي الذي اصبح عنصرا نشيطا في العملية الإعلامية من خلال تفاعله مع ما يقدم من اخبار واحداث يومية عبر المواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من روابط تفاعلية جعلت من الصحافة الالكترونية وشبكات التواصل فضاء لتبادل الافكار والاراء والرؤي ربما غير متوافرة في الصحف المطبوعة ، وفينفس الوقت غير مكلفة !
هذا يحدث اطار التحولات في صناعة مهنة الصحافة التي تحولت بالفعل الي صناعة محتوي مدمج من الاخبار والترفيه ،يقوم فيه الجمهور بدور المستهلك النشط وصانع المحتوي في أن واحد.

وهذا يتطلب من العاملين في بلاط صاحبة الجلالة أن يطوروا من ادواتهم الصحفية ويكتسبون مهارات جديدة ، تمكنهم من انتاج المحتوي والتفاعل مع الجمهور بشكل دائم من خلال رؤية واستراتيجية للتعامل مع الهواتف الذكيه التي توحشت في الانتشار مؤخرا بسبب سرعة الانترنت وظهور برامج وتطبيقات كثيرة ، تجعل من الهواتف الذكيه منصات متحركة للاخبار والتفاعل مع الجمهور ، وتشكو الكثير من المؤسسات الصحفية من الدور المتعاظم لجوجل والفيس بوك وشركة ابل علي سبيل المثال في صناعة المضمون الصحفي والاعلامي والحصول علي النصيب الاعظم من الاعلانات الرقمية والتي اثرت بالطبع علي الاعلانات بالصحف المطبوعة.

علي اي حال فانني - رغن كل ما سبق- لا اتوقع موت تام للصحافة الورقية في المستقبل القريب واعتقد بانه لابد من الدمج والتداخل بين التحرير والاعلان والادارى والدخل والانفاق بحيث يعمل رئيس التحرير والمحررون مع مسئولي الاعلانات والتوزيع والادارة جنبا الي جنب في تطوير المحتوي وتنوعه وتوزيعه وليس برفع سعر الجريدة فقط حتي نحافظ علي جمهور الصحافة الورقية وهم كثيرون.