EN 
متحدث الخارجية العراقية لـ«صدى البلد»:
- العراق تحرر من داعش ويعيش واقعا مغايرا تماما لما كان عليه قبل سنوات
- ننأى بأنفسنا عن صفقة القرن ونُقاطِع أيَّ اجتماع أو ورشة تتعلق ببحثها
- نلتزم الحياد الإيجابي تجاه التوتر الإيراني الأمريكي وندعو للحوار
- الحشد الشعبيّ إرادة وطنيَّة شعبيَّة وضرورة فرضتها مُعطيَات الميدان
- مصر قدَّمت وساهمت بدعم العراق في حربه الوُجُوديَّة ضدّ الإرهاب
لم يكن العراق في منأى عن الاضطراب السياسي والأمني الذي ضرب المنطقة العربية خلال السنوات القليلة الماضية، فقد عانى ويلات الإرهاب على يد عناصر داعش، وذاق مرارة الفرقة الشعبية بسبب هذه الاضطرابات، إلى أن استطاع أن يتخطي تلك المرحلة بتحقيق اللحمة الشعبية ودحر الإرهاب وطي صفحتها، والبدء في صفحة جديدة من تاريخ العراق نحو الازدهار والاستقرار والتنمية.
وحرصا منا على الاقتراب أكثر من الواقع العراقي والتعرف عن قرب على الأوضاع داخل العراق، خصوصا فيما يتعلق بالاقتراب اكثر من خطط الدولة العراقية لمحو آثار الإرهاب والطائفية الذي عانت منها طوال 4 سنوات ويزيد، فكان لقاء صدى البلد مع الدكتور أحمد الصحاف المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية.
الحوار الذي نقلنا إلى العراق وجعلنا نشعر بأننا نشاهد الحضارة العراقية الشامخة التي رفضت أن تخضع لسلطة الإرهاب والفرقة، فكشف لنا عن وضع الحشد الشعبي وأنه مكون رئيس من الجيش الوطني العراقي وهو أيضا جزء من لحمة الشعب العراقي؛ وعن التوتر القائم بين أمريكا وإيران أكد المتحدث باسم الخارجية العراقية التزام العراق لمبدأ الحياد الايجابي وضرورة أيجاد صيغ توافقية للتقاطع بين طهران وواشنطن، كما تطرق لخطط الدولة العراقية لإعمار العراق ودور مصر في هذه الخطة.. والى نص الحوار.
- نودّ أن تُطلِعونا أكثر على كواليس مقتل دبلوماسيّ تركيّ في أربيل، وما آخر تطوُّرات الموقف؟
لا يُوجَد أيُّ كواليس سوى المُعلَن عنه من تفاصيل الحادث، كما أنّ الموقف أعلنّا عنه فور وُقوع الحادث ببيان الخارجيّة، وقد جاء فيه: "تدين وزارة الخارجيَّة أشدَّ الإدانة مقتل دبلوماسيّ تركيّ يعمل في القنصليّة العامة التركيّة في أربيل ومواطن وجرح آخر بحادث اغتيال تعرَّضوا له بمحافظة أربيل، وتُعرِب عن مُتابَعتها من كثب مع الجهات الأمنيّة؛ لمعرفة مُلابَسات الحادث، والوقوف على أسبابه.
وترى الوزارة أنّ هذه الجريمة المُستنكَرة لن تنال من زخم العلاقات التاريخيّة، والستراتيجيّة المتينة بين بغداد وأنقرة، ولن تُبدِّد جُهُود البلدين الصديقين في الاستمرار بالتقارب المُطـَّرد، وتحقيق المصالح المُشترَكة التي طالما حرص العراق على الحفاظ عليها، والبناء على ما يتحقق من تصاعُد في مُستوياتها كافة".
ونحن ننتظر إعلان نتائج التحقيقات من قبل الجهات المعنيَّة.
- حول مُشارَكة مصر في عمليَّة إعمار العراق إلى أين وصل التنسيق بين البلدين في هذا الملفّ؟
في إطار انفتاح العراق على دول الجوار، وكذلك دول العالم، وخُصُوص إعادة ترتيب العراق لأولويَّاته، وعلاقاته في مرحلة ما بعد التحرير من الإرهاب فإنَّ الخارجيَّة العراقـيَّة تعتمد مبدأ الشراكات، وتنويع الدوائر الستراتيجيَّة التي تُطِلُّ منها على دول العالم لترسيم قواعد مصلحة جديدة تهدف إلى بناء عراق مُزدهِر؛ وهو ما ينسجم مع العلاقات العراقـيَّة-المصريَّة.
العلاقات بين بغداد والقاهرة ذات طابع تاريخيّ، كما أنّ مصر قدَّمت، وساهمت بدعم العراق في حربه الوُجُوديَّة التي خاضها ضدّ الإرهاب، واضطلعت بدور كبير ومؤثر على مدار السنوات الماضية في مُختلِف المجالات، وهو كما عهدنا المصريِّين دائمًا، ونُثمّنه، ونُقدِّره، ونُجدِّد اعتزازنا بهذا الدور عبر مِنصَّتكم الإعلاميّة (صدى البلد).
العلاقات المُميَّزة، والدعم المُتبادَل، والتشاور الدائم بين الدولتين يُؤشِّر إلى أنَّ مصر ستكون شريكًا في عمليَّة إعادة إعمار العراق بما يسمح للشركات المصريَّة بأن تُساهِم في هذه المرحلة وفق قواعد الاستثمار، والضوابط المُتفَق عليها.
كما أنّ الدولتين اتخذتا خطوات فاعلة، ومُؤثرة في ملفِّ التنسيق الثنائيّ، فالعراق يحرص دائمًا على استمرار التنسيق، والتواصُل مع مصر ودول العالم؛ للبدء بمرحلة حُضُور نموذجيّ للعراق في مُختلِف المحافل الدوليَّة.
بالطبع.. صورة العراق الآن تُغايِر، وتختلف تمامًا عمَّا كان عليه قبل 4 سنوات.. عندما كانت عناصر داعش الإرهابيّة تحارب على تخوم بغداد، وتُسيطِر على بعض مُدُن العراق، وتسبَّبت بنُزُوح سكانيٍّ، وهجرة، واستيلاء عصابات داعش على مدينة الموصل.
وبعد سنوات من الكفاح، والمُثابَرة، والإصرار من الجيش الوطنيِّ العراقيِّ، ووراءه الشعب العراقيُّ تحرَّرت تلك المُدُن من قبضة الإرهاب.
كلُّ هذا كان انعكاسًا إيجابيًّا لفتوى الجهاد الكفائيِّ الصادرة عن الإمام السستانيِّ؛ ممَّا أدَّى إلى تكاتف أبناء العراق على اختلاف المعتقد والعِرق؛ لتحقيق هدف واحد وهو دحر الإرهاب، فتمَّ تحطيم مشروع كبير كان يستهدف المنطقة كلها، إذ كانت أكثر من 100 جنسيّة تُقاتِل على أرض العراق، فكانت هذه الحرب بحقٍّ نيابة عن العالم.
وتلقّى العراق الدعم اللازم لمُسانَدته في حربه، واستطاع أن يُحقق النصر على هذه العصابات، ويُخلّص العالم من المخطط المُحاك ضد المنطقة على يد هذه العناصر.
وقد استطاع العراق أن يُحقق أربعة مكاسب وطنيّة في حربه تلك يبدأ بها صفحة جديدة في تاريخه نحو مستقبل أفضل تمثلت بالانتصار، والقضاء على عصابات داعش الإرهابيّة، واستعادة الأمن والسلم الأهليّ في العراق، وتجاوز الأزمة الاقتصاديّة، ونجاح الدبلوماسيّة العراقيّة في تحشيد الجهد الدوليّ، واستعادة دور العراق الدبلوماسيّ والسياسيّ بالمنطقة.
- بالحديث عن دور العراق الدبلوماسيِّ والسياسيِّ في المنطقة.. كيف تنظرون إلى التوتر القائم بين إيران وأمريكا؟ وما موقفكم منه؟
في ظلِّ مُتابَعتنا للتصعيد بين واشنطن وطهران فإنَّنا عبَّرنا عن موقفنا في العديد من المُناسَبات، ومازلنا نُؤكّد هذا الموقف، وهو أنَّ العراق يلتزم الحياد الإيجابيَّ، أي إنّنا نسعى إلى الحفاظ على جملة المُكتسَبات التي تحققت في الفترة الماضية؛ لذا لن ندَّخر أيَّ جهد في دعم أيِّ مُبادَرة تدعو إلى التهدئة، وخفض التصعيد؛ لأنّنا ندرك أنَّ قيام حرب في المنطقة سيكون له أثر تدميريّ على أمن العالم أجمع.
فالعراق كان، ولايزال، وسيبقى يدعو إلى جُهُود الحوار، والتنسيق مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع، وموقفنا نابع من التأكيد على ضرورة المُرُور بصِيَغ توافقيَّة لخفض التصعيد حفاظًا على أمن المنطقة، والعالم.
- الولايات المتحدة الأمريكيّة تسعى لفرض عقوبات على الحشد الشعبيّ.. نودّ أن تُطلِعونا على وضع الحشد الشعبيِّ في العراق، والدور المنوط به.
الحشد الشعبيّ انبثاق، وانعكاس لثقافة الأرض العراقيّة، وحضارتها. فكلُّ أفراده من العراقـيِّين توحَّدوا للدفاع عن مُقدَّسات العراق وحضارته. هم أبناؤنا وإخواننا، كما أنّهم انعكاس لأمر ديوانيّ صادر عن مجلس الوزراء العراقيِّ في عهد رئيس الوزراء السابق حيدر العباديّ، ومنحه الشرعيَّة عبر التصويت داخل مجلس النواب العراقيّ.
إن الحشد الشعبيّ هو قوات مسلحة نظاميَّة تأتمر بأوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما أنَّ تشكيلهم انبثق من فتوى الجهاد الكفائيّ، وتتمثل مهمَّتهم استعادة الأرض، وحماية العِرض، وهم مصدر فخر، واعتزاز للعراق وأبنائه.
- ما موقف العراق من صفقة القرن التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكيَّة لتمريرها؟
موقفنا من صفقة القرن هو موقفنا من القضيَّة الفلسطينيَّة الذي أكّدنا عليه مرارًا في مُختلِف المُناسَبات والمحافل الدوليَّة. وإنَّنا نُقاطِع أيَّ اجتماع، أو ورشة تتعلق ببحث مسألة صفقة القرن؛ لأنّنا لسنا معنيِّين بها.
إنَّ موقف العراق الدائم هو دعم حقِّ الشعب الفلسطينيِّ في دولة مُوحَّدة عاصمتها القدس.
