الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميداليات ذهبية وموهبة منسية..أول فريق سباحة للأطفال المكفوفين شعارهم:البطل ميقولش للسباق لا

فريق سباحة للأطفال
فريق سباحة للأطفال المكفوفين

فتحوا أعينهم على الدنيا ليجدوا أنفسهم يسبحون في بحر من الظلام الدامس، تحسسوا الأماكن من حولهم، وتحسسوا الوجوه، وأخيرًا وجدوا في الماء حياة لهم، ركضت أطرافهم الصغيرة لتحتضن المياه، فلم تمنعهم إعاقتهم البصرية عن الغوص في أحلامهم، حيث نافسوا في البطولات وأحرزوا الميداليات الذهبية في السباحة.

من داخل مركز شباب الجزيرة انطلق فريق من الأطفال المكفوفين بقيادة مدربهم د.«إسلام كراكيري» المدير الفني للفريق، وكابتن أحمد صلاح المدرب العام، ليحققوا أعلى الأرقام وأهم الميداليات في 7 بطولات منها 3 كأس مصر،2 بطولة الجمهورية، بطولة نادي الإعلاميين، وبطولة الجمهورية في الإسكندرية.

في معايشة صدى البلد لبطولة كأس مصر لسباحة المكفوفين رصدنا مثابرة وجهد الفريق من بداية خروجهم من مركز شباب الجزيرة الجزيرة وحتى نادي أكتوبر مقر انطلاق البطولة، بمرافقة أولياء أمورهم، "اعمل تصور عقلي في دماغك للي انت هتعمله جوا المياه" هكذا وجه كابتن إسلام النصيحة إلى فريقه قبل أن ينزلوا إلى الماء، كرر على مسامعهم عدد من التنبيهات وانطلق الأطفال ليشقوا الماء شقًا.

قفزت جوليا صاحبة الـ6 ميداليات ذهبية إلى الماء والتي صنفت في الدرجة اس11 من الرؤية، ارتعدت جوليا خوفًا لما أخبروها بمشاركتها في مسافة 400م حرة وهي أعلى رقم يمكن تحقيقه لكن والدتها وقفت لتزرع فيها الحماس "جوليا هتقدري تعملي كل حاجة".. كما أخبرها مدربها "البطل مايقلش لا على السباق بتاعه" .. لتحصد أخيرًا الميدالية الذهبية في 50م حرة، والفضية في 100 باك، وفضية أخرى في 100 حرة.

جاءت معه والدته لتدعمه، فلم تمنعه شقاوته طوال اليوم وضحكته البارزة من أن يحقق أفضل ما لديه، حصد معتز محمد ميداليتان فضيتان، كما حصل يوسف زُهير على البرونزية لـ400م حرة وتوج على عرش فريقه.

وتتابع الفريق في تسجيل أرقامه لمقارنتها بالبطولة الماضية حيث لم تجد الإعاقة البصرية تأثيرها أمام قوة عضلاتهم، حصل محمد هشام على 3 ميداليات، وحقق أدهم عادل ميداليتان وهو الذي لم تكف والدته عن تشجيعه و إشعال حماسه طوال البطولة، وحصل باقي الفريق على مراكز متفاوتة، أحمد طارق، محمد حسام ورامز ماجد، بينما رفضت المشاركة في البداية كابتن وفاء الباز التي تكبرهم سنًا والحاصلة على عدة ميداليات ذهبية من قبل وذلك لاعتراضها على التغييرات في بعض شروط الاتحاد لكن مدربها أقنعها أخيرًا ونزلت إلى الساحة.

يعاني المكفوفون من قلة حارات (ممرات) السباحة الخاصة بهم في النوادي مقارنة بالأسوياء، فمع ازدياد أعدادهم أصبح من الشاق على المدربين إعطائهم المساحة الكافية لهم وحصر أولياء أمورهم في توقيتات محددة ضيقة لا تناسبهم مرغمين لكي يسعدوا أبنائهم، فبرغم تقديم النوادي ما في وسعها لتمكينهم مازال هناك الكثير من حقوقهم لم يحصلوا عليها بعد، هؤلاء الأبطال الذين يسعون دائمًا إلى كسر الحواجز والأرقام، مصدر الفخر لبلدهم الحبيب رافعين شعار "ها أنا ذا!" ألا يستحقون أن نرفع لهم القبعة ونقول "وها نحن نراكم!".

وقف الفريق الإداري بــ م.ش الجزيرة إلى جانب فريقهم طوال البطولة، د. وائل مبارك رئيس جهاز القدرات الخاصة، ود. ابراهيم مكي المدير الإداري، حيث أشاد الفريق بدعمهم ومجهودهم لهم طوال الوقت، بينما نصح كابتن إسلام كراكيري -دكتوراه الفلسفة في العلوم النفسية والتربوية- المدربين الآخرين وأولياء الأمور بالعمل على الجانب النفسي أكثر من الفني للاعبين.

"لو اللاعب أداؤه الفني عالي لكن نفسيته مش مظبوطة مش هيأدي كويس".. هكذا اختتم مدرب الفريق كلامه، وشدد على ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي للاعبين في كل نادي وكل لعبة، يقول بالنسبة لفريقه فقد لاحظ مدى حساسيتهم وشعورهم الدائم بتعامل الناس معهم على أنهم ليسوا أسوياء "بقولهم دايمًا إنتو أحسن مني وتقدروا تعملوا اللي ناس كتير أسوياء مابيقدروش عليه.