الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذعار الرشيدي يكتب : الهجرة المصرية الرابعة إلى الكويت

صدى البلد

باجتهاد شخصي مني أستطيع ان أصنف هجرات الأشقاء المصريين إلى دولة الكويت إلى أربع هجرات، والهجرة التي أقصدها هنا الهجرة التي تعقبها إقامة طويلة الأمد تأخذ من عمر المهاجر نصف عمره في العمل والعيش والحياة بشكل طبيعي بلد البلد المهاجر إليه.

الهجرة الأولى للمصريين كانت مع تأسيس دولة الكويت الحديثة في بداية الستينيات، وكانوا من بين موجات مهاجرين عرب وآسيويين شدوا رحالهم إلى أرض الأحلام الجديدة كلية، وكان غالبيتهم من الأطباء والمعلمين والطواقم الطبية وحملة الشهادات العليا بشكل عام ورجال دين ودعوة، وكان لهجرتهم اثرًا لا ينكر في المشاركة معنا نحن الكويتيين في بناء البلد والمساهمة في عدد من المجالات.

أما الهجرة الثانية فكانت قبل الاحتلال العراقي، ولا تختلف كثيرا عن الهجرة الأولى، بحيث كانت امتدادا متأخرا للهجرة الأولى، وبسبب ظروف الاحتلال العراقي ١٩٩٠ ومغادرة كثير ممن كانوا يقيمون في الكويت أثر الاحتلال لم يكن من حكم واضح على موجة الهجرة الثانية التي لم تستمر سوى ٨ أعوام.

أما الهجرة الثالثة، فحط أصحابها رحالهم بعد تحرير الكويت مباشرة وذلك بعد العام ١٩٩١، وأضيف إلى الأطباء والمعلمين، كما في الهجرة الأولى، المهاجرين الفنيين والحرفيين والبنائين، وكان لهم أيضا دور في بناء البلد والمشاركة في دوراته الاقتصادية كجزء من السكان شبه المقيمين.

الهجرة الرابعة، جاءت مع النصف الثاني من العقد الأول للألفية الجديدة، ولكن بأعداد أكبر، وبشكل ملحوظ، خاصة مع تنامي المشاريع التنموية الكبرى التي انطلقت في عهد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد والتي كانت تجذب العمالة من كافة الطبقات.

والمصريون بهذا العرض المبسط لما اعتقد أنه تصنيف أو تقسيم زمني بالاصح للهجرات المصرية التي كان أصحابها مقيمين شبه دائمين في البلد، فالكويت فيها سحر يجعلك تتعلق بها، وما أن تدخلها حتى تأسر شيئا بك، ولهذا مبحث آخر يطول شرحه.

الجالية المصرية كأبناء أي جالية أخرى قدموا إلى الكويت أغلبهم أقام فيها بشكل شبه دائم ( ١٠ سنوات فأكثر)، وساهموا معنا عبر العقود الماضية ومن خلال الهجرات المتعاقبة لهم في بناء البلد وهذا ما نراه ونعتقده ونؤمن به ككويتيين ولا نراهم إلا شركاء وجزء من نسيج السكان يؤثرون علينا بطبيعة الحال ونؤثر بهم، يأخذون من ثقافتنا ويعطونا من ثقافتهم، يسكنون ذاكرتنا كما نصبح جزءا من ذاكرتهم، يأخذون شيئا من كويتيتنا ويتركون لنا شيئا من مصريتهم.

وبعضهم يعود إلى مصر وقد تأثرت لهجته بشكل تجعله أقرب إلى السائح الخليجي منه إلى المصري ابن البلد.

لم أقصد من مقالتي هذه إلا إعادة تأكيد شيء مؤكد لدور أشقائنا المصريين معنا، فهكذا نراهم شركاء وأخوة وأهل بلد مثلهم مثل كل من جاء إلى بلدنا سواء لأي سبب كان.