الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاء ثابت لـ طلاب الثانوية العامة: من لا يلحق بركاب التطور سيتركه قطار التنمية على الرصيف

الكاتب الصحفي علاء
الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام

قال الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، إن الجامعات هى الرافعة الأساسية لتقدم مصر، ولهذا علينا أن نمنحها ما تستحقه من رعاية واهتمام، وأن نتعاون معها لتقوم بدورها فى تخريج شباب قادر على النهوض بمصر، لتصبح فى مصاف الدول المتقدمة فى العلم والبحوث القادرة على التطوير السريع لمنتجاتنا، لخدمة المجتمع وتحسين حياة الشعب، وهى المهمة التى يجب أن نتكاتف جميعا من أجل تحقيقها.

وأضاف ثابت فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بجريدة "الأهرام" أن شبابنا الناجح فى الثانوية العامة هذا العام سيدخل سوق العمل بعد أقل من 5 سنوات، ليتحمل عبء المنافسة العالمية الشرسة بين المجتمعات، فى ظل التطور السريع للتكنولوجيا، ومن لا يلحق بركاب هذا التطور سيتركه قطار التنمية على الرصيف، يواجه مخاطر الانحدار، وحتى يمكننا أن نرتقى باقتصادنا وتنميتنا فإن علينا تمهيد الطريق أمام شبابنا فى أكثر من جهة، فى مقدمتها تطوير الجامعات لتكون مهيأة ومستعدة للمنافسة العملية السريعة بمناهج ومعامل وطرق تدريس ومستوى عال من الأساتذة النابهين والعارفين بآخر ما وصلت إليه العلوم فى مجالاتهم، وكذلك إدراك احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، وأن تكون جامعاتنا قادرة على تأهيل طلابنا بمستوى لا يقل عن نظرائهم فى دول العالم، خاصة بعد دخول تكنولوجيا الجيل الخامس الخدمة فعليا، لتشعل السباق على أشده بين دول العالم.


وبدأ ثابت مقالة بمقولة " شبابنا الناجح فى الثانوية العامة هذا العام سيدخل سوق العمل بعد أقل من 5 سنوات، ليتحمل عبء المنافسة العالمية الشرسة بين المجتمعات، فى ظل التطور السريع للتكنولوجيا، ومن لا يلحق بركاب هذا التطور سيتركه قطار التنمية على الرصيف، يواجه مخاطر الانحدار، وحتى يمكننا أن نرتقى باقتصادنا وتنميتنا فإن علينا تمهيد الطريق أمام شبابنا فى أكثر من جهة، فى مقدمتها تطوير الجامعات لتكون مهيأة ومستعدة للمنافسة العملية السريعة بمناهج ومعامل وطرق تدريس ومستوى عال من الأساتذة النابهين والعارفين بآخر ما وصلت إليه العلوم فى مجالاتهم، وكذلك إدراك احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، وأن تكون جامعاتنا قادرة على تأهيل طلابنا بمستوى لا يقل عن نظرائهم فى دول العالم، خاصة بعد دخول تكنولوجيا الجيل الخامس الخدمة فعليا، لتشعل السباق على أشده بين دول العالم" .

وأضاف " لدينا مشكلات ضخمة فى مجال التعليم علينا أن نتخلص منها، وفى مقدمتها تلك الأمطار العنيفة على كليات القمة، فمازلنا نفكر بعقلية بيروقراطية قديمة انتهى مفعولها، ومع ذلك فهناك من يتمسكون بفكرة الوجاهة الاجتماعية للشهادة العلمية التى أصبحت مثل الألقاب القديمة من الباشا والبك إلى الهانم وصاحب المعالي، وللأسف فإن الكثيرين من الآباء المتعلمين يتمسكون بتلك الفكرة البالية بل يفرضونها على أبنائهم، ويطلبون منهم أن يسيروا على دربهم أو يحققوا ما عجزوا هم عن تحقيقه ليعوضوا الأحلام القديمة الضائعة. ونتيجة استمرار الطلب على كليات القمة فقد تنافست الجامعات الخاصة مع الحكومية على استقطاب طالبى الشهادات الفخمة، وزادت من عدد مقاعد الدراسة لتلك الشهادات رغم أن سوق العمل لم تعد تحتمل كل تلك الأعداد، بينما تبحث عن خريجين فى تخصصات جديدة فلا تجدهم، ونجد الخريجين وقد بدأوا فى البحث عن دورات علمية لسد تلك الثغرة فانتشرت المعاهد والمراكز التى تعد الخريجين لسوق العمل بتدريس برامج غير موجودة فى الجامعات وتطلبها سوق العمل ليضيف ذلك أعباء مالية ووقتا إضافيا على عاتق الخريج.

استكمل " أما المشكلة الأكبر فهى أن الحاصلين على الثانوية العامة لا يعرفون كيف يختارون الكلية المناسبة لميولهم وقدراتهم، ويتقدمون لكلية على هوى آبائهم أو أصدقائهم أو مجموعهم ولا يعرفون إلا القليل عما سيدرسونه أو مدى استعدادهم لهذه الأنواع من الدراسات وقدرتهم على استيعابها والتفاعل معها، فليس كل متفوق قادرا على التفاعل مع مختلف أفرع العلم، ويجب أن تكون المواد متوافقة مع الميول والقدرات وإلا تعثر الطالب، ولهذا نجد نحو ثلث الطلاب يغيرون مسار دراستهم بعد العام الجامعى الأول، ويفقدون عاما من حياتهم لأنهم لم يختاروا الكلية المناسبة، وهناك من لا يتداركون هذا الخطأ ويواصلون بشق الأنفس، على أساس أنه تحد ولإثبات القدرة على النجاح، بينما كان عليه ادخار تلك الطاقة وتوجيهها فى مجال الدراسة الأنسب، ولهذا فإن اختيار مجال الدراسة المناسب للطالب ليس بالعملية السهلة، وعلى الجامعات والآباء أن يمنحوها الاهتمام المناسب بأن يفسحوا المجال لاختيار الابن على أساس ما يحبه وليس ما يريده الآباء، وأن توفر الكليات معلومات كافية عن موادها الدراسية وطرق التدريس وإصدار كتيبات بهذه المعلومات للراغبين فى الالتحاق بها، بشكل يجذب الطلاب ويسهل لهم المعلومات، لكى يتمكنوا من التعرف على الكلية المناسبة وتحريرهم من الخوف الناتج عن الغموض أو عدم القدرة على التكيف، ليتجنب الطالب الفشل ويصبح أكثر حماسا للدراسة وحتى لا يتغيب أو يبحث عن أعذار لفشله أو عدم تفوقه. فمعظم دول العالم توفر جامعاتها تلك المعلومات والزيارات الميدانية للراغبين فى الالتحاق بكلياتها، بما يجعل الطالب أكثر قدرة على الاختيار المناسب للمجال الذى سيظل قرينه طوال عمره، لأنه سيحدد له ماذا يعمل وكيف يعمل، وهذا مفتاح رئيسى للحياة العلمية والعملية.

وعن دور الدولة ووزارة التعليم العالى فقال ثابت إن متابعة العملية الدراسية وقياس مستوى التدريس والمناهج المواكبة للعصر فى كل الجامعات، وأن يكون القدر الأكبر من جهودها منصبا على متابعة كل ماهو جديد فى التدريس بأفضل جامعات العالم، وأن تكون الجامعات المصرية مؤهلة ومجهزة لتصبح فى المستوى العالمى أو قريبة منه. فالتعليم الجامعى هو الركيزة الأساسية لتطوير المجتمع ولا يمكن تركه للاجتهاد الشخصى، وعلى الوزارة أن تشكل لجنة متابعة دقيقة مهمتها المقارنة بين الجامعات المصرية ونظيراتها فى الخارج، خاصة الجامعات التى حققت تقدما كبيرا فى دول العالم الثالث، واستطاعت أن ترتقى إلى مصاف.