الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوسف إدوارد يكتب: محمد فضل.. نصف الكوب المليان

صدى البلد

نجح محمد فضل مدير اللجنة المنظمة لبطولة أمم إفريقيا 2019 في التعبير عن قدرات الدولة المصرية خلال فترة زمنية وجيزة، والخروج ببطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم بهذا المشهد المميز والاستثنائي، في وجود هذه الجموع من الجماهير، ووسائل الإعلام العالمية.

ولا ننسى أن مكان تنظيم الدورة وتوقيتها قد تغيرا منذ تحديد مباريات التصفيات بداية 2017، إذ كان يفترض أن تُنَظَّم الدورة 2019 بداية يناير في الكاميرون هذا العام بمشاركة 16 فريقًا، لكن وبسبب التحضيرات البطيئة والقلق لدواعٍ أمنية سحبت الجامعة الإفريقية حق التنظيم من الكاميرون لتحتضن مصر الدورة، علمًا أن عدد الفرق المشاركة في الدورة قد ارتفع إلى 24 فريقًا.

بعد أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي من استاد القاهرة انطلاق بطولة الأمم الإفريقية 2019، وحفل الافتتاح الأسطوري الذي كان مبهرًا ويدعو إلى الفخر والسعادة، وخروجه بصورة تليق بمكانة مصر وتاريخها، ارتفعت آمال وطموحات المصريين وتوقعاتهم، ومع الدعم الذي قدمته الدولة والجمهور المصري إلى المنتخب والذي من المفترض أن يجعله قادرًا على الوصول إلى المراحل النهائية في البطولة، تعرض المنتخب المصري لهزيمة قاسية أمام منتخب جنوب إفريقيا في دور الـ16، ما تسبب في إحباط كبير لكل المصريين، لا سيما بعدما تزامن الإقصاء المبكر مع "فضائح" ارتبطت بعدد من لاعبي المنتخب، وبعد أن أعلن رئيس الاتحاد المصري وأعضاء الاتحاد كافة استقالتهم فور الهزيمة، فيما لم تهدأ الانتقادات الموجهة إلى أداء اللاعبين حتى الآن.

على الرغم من هذا الإحباط استطاع محمد فضل أن يحافظ على الوتيرة التي بدأ بها التنظيم منذ البداية، تلك الوتيرة التي اتسمت بالدقة في متابعة إتمام الاستعدادات والتجهيزات لكل المباريات حتى آخر لحظة، بما يمثل مشهدًا محترمًا ومسؤولًا. 

لكن الحرص على متابعة أدق التفاصيل والاهتمام بتنظيم البطولة بالقدر نفسه من التميز لم يمنعا محمد فضل من الاهتمام بالجوانب الإنسانية، فقد كانت إحدى السيدات قد كتبت رسالة عبر فيسبوك قائلة: "حفيدي إبراهيم حبيب قلبي عاشق الكورة وحضر بطولة روسيا. نفسه يدخل الملعب ماسك إيد بطل من منتخبنا القومي. هل فيه أمل؟" ولم يكذِّب محمد فضل خبرًا رغم انشغاله، وحرص على تحقيق أمنية الطفل المصاب بمتلازمة داون، ليدخل الطفل الملعب قبل انطلاق صافرة بداية المباراة بين مصر وجنوب إفريقيا، وليقف أمام لاعب المنتخب أحمد حجازي والابتسامة تعلو وجهه.

أستطيع أن أرى في الكابتن محمد فضل وجهًا شبابيًّا قياديًّا ناجحًا يستطيع أن يلعب دورًا مهمًّا ومؤثرًا في مجال الرياضة في المستقبل، وهذا سيكون له تأثير كبير في طبيعة الترشح للمناصب في المستقبل وتجاوز معضلة وثقافة أهل الثقة.