الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالتدمير والتشويه.. هكذا انتقم حور محب من أخناتون وآمون

قاعة أثار العمارنة
قاعة أثار العمارنة بالمتحف المصري

كشفت هند الشربيني، مدير عام البحث العلمي بمنطقة آثار أبو رواش بوزارة الآثار، أن فترة العمارنة تعتبر من أهم الفترات التاريخية في مصر القديمة، حيث قام الملك أخناتون بتغيير الكثير من الثوابت في نظام الحكم ومفهوم الملكية في مصر القديمة.

جاء ذلك في دراسة أعدتها بعنوان "تغيير هوية الآثار الملكية في النصف الثاني من الأسرة الثامنة عشرة"، وحصلت بها على درجة الدكتوراه في الآثار المصرية القديمة بمرتبة الشرف الأولى، مع التوصية بطبعها وتبادلها مع الجامعات الأخرى، من كلية الآداب بجامعة المنصورة.

وطبقا للباحثة، فقد كان من بين أهم ما قام به أخناتون محو كل أسماء وآثار الآلهة الأخرى، خصوصًا اسم وآثار الإله آمون، وكانت هذه الخطوة من بين الخطوات التي أثارت ثورة عارمة ضد أخناتون وخلفائه وعجلت بنهاية حكمه.

وقالت الدراسة: "كان لها أكبر الأثر في تعرض آثار أخناتون لحملة كبيرة من التدمير والتشويه، كرد فعل على ما قام به ضد آثار الآلهة الأخرى، ولعل من الجديد في الأمر أنه تم تدمير آثار أخناتون وعدم استخدامها في آثار الملوك اللاحقين، ونظرًا لأنه اعتبروه ملكًا مهرطقًا، واعتبروا آثاره آثارًا مدنسة لا تليق بها، كما أنها كانت تخص وحده ولا يمكن أن يتم تعديلها كي تناسب أي ملك آخر".

وأوضحت أنه بدأ ظاهرة محو آثار الآخرين وعانى هو نفسه وآثاره من نفس الظاهرة، وكان من بين العواقب التي طالت خلفاءه تدمير آثارهم أيضًا نظرًا لارتباطهم به، على الرغم من أنهم أقلعوا عن اتباعه وتركوا سياسات أخناتون وعادوا إلى أعراف الملكية المصرية التقليدية.

وكشفت أن الملك حور محب قام بدور كبير في تدمير آثار أخناتون بشكل منهجي، على عكس توقير حور محب لأبيه أمنحتب الثالث وزوجته الملكة تي، واغتصب آثار خلفاء أخناتون خصوصًا توت عنخ آمون وآي، وقام بأخذ عدد من آثار سمنخ كارع وتعديلها للملك توت عنخ آمون كي تناسب الملك وتوضع معه في مقبرته نظرًا لوفاته المبكرة في سن صغيرة.

وقام الملك حور محب بأخذ العديد من آثار توت لنفسه، وقدس ملوك الأسرة التاسعة عشرة حور محب،بداية من رمسيس الأول وسيتي الأول إلى رمسيس الثاني، باعتباره الملك العسكري القوي الذي أعاد مصر إلى الاستقرار وإلى مجدها القديم،خصوصًا أن جد الأسرة القائد العسكري كان يخدم في عهد حور محب الذي لم يكن له وريث ذكر وانتقل العرش إلى قائده العسكري رمسيس الأول الذي أسّس الأسرة التاسعة عشرة.

ومما لا شك فيه أن النصف الثانى من عصر الأسرة الثامنة عشرة يعد من أكثر الفترات إثارة للنقاش والجدل بين العلماء، نتيجة لما قام به الملك أمنحتب الرابع/أخناتون من تغييرات عديدة فى العقيدة المصرية القديمة وفى مفهوم الملكية فى مصر القديمة فى تلك الفترة وما نتج عن ذلك فى الفن واللغة المصرية القديمة بالتبعية.

وتظل ظاهرة تعديل الآثار الملكية فى تلك الفترة من أبرز الظواهر الأثرية المميزة لذلك العصر المليء بالتجديدات والتغيرات على مستويات عدة، وعلى الرغم من غياب أخناتون وخلفائه عن المشهد بعد ذلك، ظلت تأثيرات فترة العمارنة واضحة فى الفترات التالية خصوصا فى عصر الرعامسة.