آخر ملوك أفغانستان.. حكم البلاد فى سن الـ 19 وانقلب عليه ابن عمه

«أب الأمة الأفغانية»، و«صاحب العصر الذهبي لأفغانستان» كلها ألقاب حاز عليها آخر ملوك أفغانستان محمد ظاهر شاه، الذي يوافق اليوم 23 يوليو ذكرى وفاته الثانية عشرة، كانت فترة حكمه مزدهرة بالإنجازات، مر بكل شيء في سن صغيرة، توليه الحكم، والزواج، واغتيال أقرب شخص إليه أمام عينيه، ولكن كل هذه لتجارب لم تؤثر على ثباته وقوته.

ولد محمد ظاهر شاه في 16 أكتوبر 1914، بمدينة كابل عاصمة أفغانستان، وبعد إتمام أعوامه العشر الأولى سافر إلى فرنسا برفقة أسرته لظروف عمل والده، الذى تم تعيينه حينها سفير الأفغانستان في فرنسا، فتلقى محمد ظاهر شاه تعليمه هناك لمدة خمسة أعوام.

عادوا مجددا إلى أفغانستان في أكتوبر عام 1929، ولكن العودة كانت تليق بهم فقد عاد والده ملكا على أفغانستان، وبعد تنصيبه بعدة أشهر قرر الملك أن يتزوج ابنه محمد ظاهر شاه.

في حفل زفاف مهيب، تزوج ظاهر شاه في عام 1930 بالملكة حميراء بنت السردار أحمد شاه الذي كان أحد الوزراء بأفغانستان، وأنجب منها 8 أبناء التحق البنين منهم لتلقي تعليمهم بالأكاديمية العسكرية الأفغانية.

اغتيل الملك محمد نادر شاه أمام عين ابنه الذي نصب من بعده ملكا لأفغانستان في 8 نوفمبر 1933، وكان حينها بعمر التاسعة عشر.

شهدت فترة حكمه الكثير من الإنجازات، خاصة في الخمسينات والستينات، وازدهر اقتصاد أفغانستان حينها بطريقة لم تحدث من قبل، عمل ظاهر شاه على تطوير البلد، حيث دعم التعليم وتم بناء العديد من المدارس في البلد بأكملها.

اهتم آخر ملك لأفغانستان بتطوير طرق السفر، وتطوير المطارات كمطار العاصمة، ومطار قندهار، حتى لقب فترة حكمه بـ "العصر الذهبي".

كانت نهاية حكمه مأساوية، فخلال سفره عام 1973 للعلاج في فرنسا وإجراء عملية جراحية، نظم ابن عمه انقلابا عليه وكان يشغل حينها منصب رئيس الوزراء، وتم عزل محمد ظاهر شاه ليصبح آخر ملوك أفغانستان، وتوفي في 23 يوليو عام 2007 عن عمر ناهز 93 عاما.

وبانتهاء حكم ظاهر شاه، كان قد انتهى عصر الدولة البركزاية، والدولة البركزاية هي سلالة أفغانية من الأمراء والملوك في أفغانستان وبدأت منذ تولي دوست محمد خان الحكم في عام 1826، وانتهت بالانقلاب على محمد ظاهر شاه في عام 1973.