الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصادفة غريبة.. 23 يوليو.. حكاية يوم انتهت فيه الملكية بمصر وأفغانستان وصربيا والبلقان

آخر ملك مصري وآخر
آخر ملك مصري وآخر ملك أفغاني

تشابه أرقام أم تشابه أقدار، «23 يوليو» هذا اليوم لم يشهد نهاية الحكم الملكي في مصر فقط، فكأنه ساعة كتب فيها أن يمحى كل آثار الملكية في أكثر من بلد حول العالم باختلاف الأعوام، فـ«التاريخ يكرر نفسه» جملة اعتدنا سمعناها مع تكرار أحداث متشابهة ولكن ماذا لو كان التاريخ يُعاد بنفس الأحداث وفي نفس التاريخ.

23 يوليو هذا التاريخ الذي سجله المصريون عيدا سنويا لذكرى ثورة يوليو، حيث أسقط الضباط الأحرار الملك فاروق عن عرشه، ولكن قبل 50 عاما وتحديدا في 23 يوليو 1902 أسقط الشعب أيضا حاكما فاسدا في شبه جزيرة البلقان وهي منطقة ثقافية وجغرافية تقع في الجزء الجنوبي من قارة أوروبا.

وفي شهر مايو سنة 1841، تحديدا في دير من أديرة باريس ماتت امرأة عظيمة عن عمر يناهز 82 عاما، هذه السيدة سجل لها تاريخ صربيا (يوغوسلافيا) صفحات خالدة، وكانت تدعى ناتالي أربرينوفيتش ملكة صربيا التي أمر قرينها بنفيها من البلاد فلجأت إلى باريس وعاشت في دير بعيدة عن العالم أكثر من خمسين سنة.

كان الملك الظالم يدعى ميلان أوبرينوفيتش وقد التقى بها في شبابه في إحدى حفلات البلاط الملكي وكانت هي أميرة رومانية، فما أن رآها حتى قرر أن تكون ملكة على بلاده وقد كان له ما أراد، عاش بمبدأ (امرأة واحدة لا تكفي) فما إن تحقق حلمه حتى أدرك أنه بحاجة إلى عشرات النساء في حياته، وازداد طغيانه حتى أمعن في الظلم، وأغلق كل الصحف، وقضى على الحريات، وملأ السجون بالأحرار، وأخذ يتصرف في أموال الدولة كأنها ميراثه حتى قرر الجيش إنقاذ البلاد من هذا الطاغية، وفقا لما ذكر في مجلة «القصة» في عددها النادر لعام 1952 عن الملوك المخلوعون.

للتاريخ مصادفات غريبة ففي يوم 23 يوليو عام 1902، تم الانقلاب العسكري في بلغراد ودخل الجيش القصر الملكي، وحاول الملك أن يقاوم فلقى حتفه هو والملكة.

أما في مصر فقد انطلقت «الحركة المباركة» كما لقبها أصحابها في 23 يوليو عام 1952، حيث قرر تنظيم الضباط الأحرار المكون من 13 ضابطا من الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب، وقيادة اليوزباشي جمال عبدالناصر التخلص من الحكم الملكي في مصر إلى الأبد.

وأجبرت هذه الحركة الثورية الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد وغادر مصر بعدها بثلاثة أيام، انسحب الملك فاروق في هدوء دون أن تراق نقطة دماء واحدة، ونجح الجيش في السيطرة على كل المرافق الحيوية في مصر، ليكتب نهاية الملكية فعليا في مصر في 18يونيو عام 1953.

لم يختلف الوضع كثيرا عن أفغانستان، والتي انتهى فيها أيضا الحكم الملكي في نفس اليوم 23 يوليو ولكن عام 1973، حيث انقلب محمد داوود خان رئيس وزراء أفغانستان حينها على ابن عمه الملك محمد ظاهر شاه خلال سفره إلى إيطاليا لإجراء عملية جراحية في عينه.

أنهى محمد داوود خان نظام الحكم الملكي في أفغانستان، وشكل بعدها نظام حكم جمهوريا للبلاد، وبانتهاء حكم ظاهر شاه كان قد انتهى عصر الدولة البركزاية، والدولة البركزاية هي سلالة أفغانية من الأمراء والملوك في أفغانستان وبدأت منذ تولي دوست محمد خان الحكم في عام 1826، وانتهت بالانقلاب على محمد ظاهر شاه في عام 1973.

23 يوليو هو نفس اليوم الذي توفي فيه آخر ملك أفغاني محمد ظاهر شاه، حيث توفي في 23 يوليو عام 1973 عن عمر يناهز 93 عاما.