الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد فوز بوريس جونسون على جيرمي هانت.. وزير الخارجية يفشل في اثبات قدراته القيادية إزاء الأزمة الإيرانية.. ترامب يهاتف جونسون سرا.. وتوقعات بأن يسلك رئيس الوزراء البريطاني الجديد موقفا أكثر تشددا

بوريس جونسون
بوريس جونسون

جونسون يحقق فوزا ساحقا على هانت في زعامة حزب المحافظين
علاقة الرئيس الأمريكي بـ جونسون أقوى من علاقته بحكومة تيريزا ماي المستقيلة
بريطانيا لا تزال حذرة من التكتيكات التصعيدية لإيران وقد تتجه بسهولة إلى حرب


نشرت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية، أمس الثلاثاء، تقريرا مطولا حول موقف بوريس جونسون وزير خارجية بريطانيا السابق، الذي فاز بزعامة حزب المحافظين الحاكم والذي أصبح رئيسا للوزراء خلفا لتيريزا ماي، اليوم الأربعاء، من الأزمة الإيرانية والي من المتوقع أن تكون سياسته أكثر تشددا.

وقالت المجلة الامريكية إن وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، قد أعلن عن سلسلة من التدابير التي تهدف إلى مواجهة إيران في الخليج العربي، وذلك خلال خطاب ألقاه بعد ظهر الاثنين أمام البرلمان. كما رفض تقديم أي تنازلات لإطلاق سراح الناقلة "ستينا إمبيرو"، وهي ناقلة بريطانية استولت عليها القوات الإيرانية يوم الجمعة. وفي آخر إجراء رئيسي له قبل انتخابات قيادة حزب المحافظين، حاول هانت إثبات قدراته القيادية مع تجنب الصراع الذي لا تستطيع بلاده تحمل عواقبه - لكنه فشل في اليوم التالي عندما تم إعلان فوز منافسه المتشدد، بوريس جونسون، والذي أصبح رئيسا للوزراء اليوم، الأربعاء.

وكان وزير الخارجية واحدا ضمن اثنين من المرشحين لخلافة رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي كزعيم لحزب المحافظين، وهو سباق سياسي حدث وسط جهود بريطانيا لاستكمال "البريكسيت" وترك الاتحاد الأوروبي قبل الموعد النهائي في 21 أكتوبر. وقد تمكن جونسون من الفوز على هانت في انتخابات حزبية داخلية أمس، الثلاثاء، لكن الاتحاد الأوروبي أسقط على الفور اقتراح جونسون بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تاركا السياسة الخارجية لبريطانيا في حالة من عدم اليقين.

وكانت القوات الإيرانية قد استولت على ستينا إمبيرو التي ترفع العلم البريطاني في عملية مصورة بثتها على التلفزيون، مما أحرج الحكومة البريطانية بعد أكثر من أسبوعين من استيلاء القوات البريطانية في جبل طارق على جريس 1، وهي ناقلة يزعم أنها كانت تحمل النفط الإيراني إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على دمشق. وتزعم إيران أنها احتجزت الناقلة البريطانية بسبب 'خرقها للقانون البحري الدولي' ، لكن هذا العملية تبدو لائقة فيما يتعلق بالتهديدات السابقة للرد على احتجاز الناقلة جريس 1.

ورفض هانت الربط بين جريس 1 وستينا أمبيرو، قائلا: "لا توجد مقارنة بين مصادرة إيران غير القانونية لسفينة داخل ممر شحن معترف به، وأخرى انتهكت عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا".

وذكرت الصحيفة أنه عندما تعلق الأمر بانتقادات لفشل الجيش في الدفاع عن ستينا إمبيرو، بدأ هانت في التعثر وقال، مستشهدًا بالتعليمات: 'بالطبع، لا يمكن للبحرية الملكية توفير مرافقين لكل سفينة، أو في الواقع القضاء على جميع مخاطر القرصنة، ولكن يمكن الحد من هذه المخاطر بشكل كبير إذا تعاونت شركات الشحن التجارية بشكل كامل مع التعليمات'.

وردا على تكهنات وسائل الإعلام البريطانية بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي المتشدد، جون بولتون، هو من دفع بريطانيا إلى تعطيل الشحن الإيراني كجزء من حملته 'أقصى قدر من الضغط' وأن السلطات في جبل طارق قامت باحتجاز جريس 1 بناء على نصيحة من واشنطن، قال هانت "أريد أن أكون واضحا تماما؛ المملكة المتحدة لم تجري هذا الاحتجاز من قبل سلطات جبل طارق بسبب طلب من الولايات المتحدة'.

وأضاف أنه 'إذا استمرت إيران في هذا المسار الخطير، فيجب عليها أن تقبل أن يكون الثمن وجودا عسكريا غربيا أكبر في المياه على طول ساحلها، ليس لأننا نرغب في زيادة التوترات، ولكن ببساطة لأن حرية الملاحة هي مبدأ تدافع عنه دائما بريطانيا وحلفاؤها".

وتابع: "لم يكن لإيران الحق في عرقلة مرور السفينة، ناهيك عن الصعود إليها. والأكثر إثارة للقلق، هو أن هذا الحادث كان خرقا صارخا لمبدأ حرية الملاحة، والذي يعتمد عليه نظام التجارة العالمي والاقتصاد العالمي في نهاية المطاف".

وجدير بالذكر أنه منذ مغادرة خطة العمل الشاملة المشتركة، جعلت إدارة ترامب هدفها هو خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.

وأضافت "ناشيونال انترست" أن قرار التصعيد، الآن، لم يكن في أيدي هانت، خاصة بعد فوز جونسون مشيرة إلى أنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من تلك التي كانت موجودة أثناء حكومة تيريزا ماي المستقيلة. ويذكر أن ترامب وجونسون قد تحدثوا سويا في مكالمة هاتفية سرية.

وكان الرئيس الأمريكي من أول المهنئين لجونسون بعد فوزه برئاسة حزب المحافظين، وقال عبر تغريدة له على "تويتر" اليوم: "تهانينا لـ بوريس جونسون الذي سيصبح رئيسا لوزراء المملكة المتحدة، وسيؤدى عملا عظيما".

ويتشارك ترامب وجونسون العديد من القواسم المشتركة ليس فقط على مستوى الشكل، فمواقفهما تكاد تتشابه على مستوى مواجهة الأقلية، وقد تتسم بالعنصرية، وفي ذلك وصف جونسون المسلمات المنتقبات بصناديق البريد ولصوص البنوك، والتي عاد ليعتذر عنها إبان حملته الانتخابية، فيما يجرى الكونجرس حاليا تحقيقا حول سياسة ترامب "المتهورة" خلال أول سنتين من رئاسته، لا سيما مهاجمته مؤخرا لعدد من نائبات الكونجرس المسلمات.

واختتمت المجلة الأمريكية، تقريرها بالقول بأن بريطانيا لا تزال حذرة من التكتيكات التصعيدية لإيران، والتي يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب.