الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: دى حكاية الجيش والشعب

صدى البلد

نحتفل هذه الأيام بذكرى ثورة يوليوالمجيدة ، هذه الثورة التى غيرت ملامح الحياة الإجتماعية فى مصر ، و السياسية فى أفريقيا و العالم ، ثورة قام بها ضباط صغار الرتب كبار الوطنية ، ضباط أعادوا مصر و أرضها المغتصبة إلى شعبها ، ذلك الشعب الذى خٌلق ليسود ، خلق للقوة لا للضعف ، خلق للعزة لا للذل ، ضباط حملوا أحلام وطموحات شعب على عاتقهم فعانقهم الشعب و ساندهم ، لأنهم أبناء جيش خرج من رحم هذا الشعب.

 سطر تاريخ حافل بالبطولات العسكرية ، و المواقف المشرفة التى تؤكد عمق الترابط بين هذا الجيش والشعب الذى يحميه ، و إستنادًا إلى أن الفعل منطق التفسير و معيار الحقيقة وصدق النوايا سنتوقف عند ثورتان سبقتا ثورة يوليو وتعثرت أهدافهما ، ففى الثورة العرابية 1882 م ، عندما وقف ضباط الجيش بقيادة أحمد عرابى كانت مطالبهم إقامة برلمان للشعب ، وتحسين الظروف الإقتصادية للشعب ، ثورة لم يعلم معظم طوائف الشعب عن موعدها و طلباتها نظرًا لعدم توافر البنية التحتية للإتصالات و التواصل بين القاهرة و الأقاليم بل بين أحياء القاهرة نفسها بسبب الإحتلال للأرض و للسلطة فى قصر عابدين ، وبعد أن تولت الثورة مقاليد السلطة فى مصر وشكل محمود سامى البارودى أول حكومة مصرية ، تحركت القوات الإنجليزية المرابطة فى مياة الأسكندرية لغزو مصر حتى لا تمنح حكومة البارودى و رفاقه فرصة لإعادة بناء الدولة المصرية ، وهنا تدخل الشعب لدعم ومساندة عرابى ضد الإحتلال بعد أن أصدر الخديوى قرارًا بإقالة عرابى لدعم المحتل وخرج الشعب برجاله وخيوله وما يملكه من سلاح للدفاع عن الوطن .

و الحكاية الثانية كانت فى ثورة 1919م ، عندما خرجت موجات من الشعب إلى شوارع القاهرة طلبًا للإستقلال والحرية ، عادوا مرة أخرى إلى منازلهم مرة أخرى دون أن يتحقق الحد الأدنى من مطالبهم وظل الإحتلال جاسم على صدورهم حتى ثورة يوليو ، عندما خرج الجيش و تقدم الصفوف ، وقدم الضابط أنور السادات الدعوة للشعب لدعم جيشه من خلال حديثه الإذاعى الخالد ، فخرج الشعب فى صفوف ليحيط رجال قواته المسلحة و يصلا بمصر إلى بر الأمان .

والحكاية الثالثة كانت تبادل للأدوار حيث خرج الشعب فى 30 يونيو ضد حكم الجماعة آرث الإحتلال البريطانى التى صنعت خصيصًا لتكون شوكة فى حلق أى حاكم لمصر ، وخرج الجيش ليحيط شعبه ويحول بينه وبين إرهاب الجماعات التى كشف الستار عن نواياها و مموليها ، وكل هذه الحكايات تؤكد حقيقة واحدة ، حقيقة لا تقبل الشك ، لهذا الشعب جيش يحميه.

و بالعودة إلى حكاية الجيش و الشعب سنتوقف عند أحد أهم ثمار ثورة يوليو التى منحت الفلاح الأرض بعد أن أغتصبت عام 1520م ، عندما أرسل السلطان العثمانى سليمان القانونى المساحين لحصر الأراضى المصرية وتقسيمها إلى إقطاعيات تؤول ملكيتها له شخصيًا وتوزع على رجالة ومنهم للفلاحين المصريين ، وعين أميرًا للخزانة مهمته الرئيسية حمل خيرات مصر ونقلها إلى الأستانة ، وظل الشعب المصرى صاحب الملك عاملًا فى أرضه ، حتى جاء ضباط جيشه ليعيدوا الأمور إلى نصابها و يعود الفلاح إلى أرضه ، لتبقى مصر و يبقى جيشها الوطنى صمام الأمان لشعبها ، وهى دى حكاية جيش و شعب.