الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تفاصيل مثيرة عن رحلة أول مبعوث روسي للسعودية قبل 95 عاما

صدى البلد

نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، اليوم الخميس، مقتطفات من مذكرات أول مبعوث روسي للمملكة العربية السعودية، نظير تورياكولوف، والتي جاءت ضمن بحث شامل في كتاب المستشرق الروسي فيتالي ناؤمكين "الشراكة المتعثرة: الدبلوماسية السوفياتية في المملكة العربية السعودية بين الحربين العالميتين".

وجاء في الكتاب خطاب توريا كولوف إلى نائب وزير الخارجية في موسكو ليف كاراخانوف، حيث قال: "في 26 فبراير من العام الجاري، تَسلّم أوراق اعتمادي في مكة، والي الحجاز العام، الأمير فيصل باسم ملك الحجاز ونجد وملحقاتها. وفي اليوم التالي أرسلت إلى الممثليات الدبلوماسية للبلدان الصديقة تبليغًا بشأن تغيير تسمية هيئتنا إلى بعثة دبلوماسية وتعييني مبعوثًا كامل الصلاحيات للاتحاد السوفياتي لدى ملك الحجاز ونجد وملحقاتها. وبهذا ثبتت أقدميتنا في السلك الدبلوماسي، ذلك طبقًا للنظام المعمول به منذ فترة وجيزة في وزارة خارجية حكومة الحجاز".

وأضاف: "أنت ترى من تقريري أننا نبدأ في الوقت الحاضر مرحلة جديدة، تتميز بتحسن العلاقات الحجازية – السوفياتية. وآمل لدى عودة الملك عبد العزيز من نجد أن تتم بصورة تامة تسوية قضية إنهاء نظام المنع حيال تجارتنا. وأعتقد بأنني سأبدأ عندئذ مفاوضاتنا حول القضايا السياسية والتجارية. وفيما يخص مستقبل أمورنا، أسمح لنفسي بأن أعرض أمامكم مسألة الرفيق حكيموف، إذ هو يجب أن يأتي إلى هنا أولًا من أجل إجراء فريضة الحج (فقد أمضى هنا 4 أعوام ولم يحج ولو مرة واحدة، وهذا ما يتحدثون عنه هنا). ثانيًا، كي يبحث معنا قضايا المعاهدة التجارية (إذا ما كان ذلك ممكنًا)، وكذلك قضايا التجارة. وأخيرًا تحديد طرق معينة لعملنا التجاري وخط تكتيكي معين".

وقالت الصحيفة إن تورياكولوف حصيلة عمله في الأشهر الأولى في تقرير تحليلي مفصل بعث به إلى مفوضية الشعب للشئون الخارجية في فبراير، تناول فيه فترة 1928 - بداية 1929 حول الوضع في البلاد تحت عنوان "مملكة الحجاز – ونجد وملحقاتها".

وقد وصل التقرير إلى مفوضية الشعب في 21 مارس، وأكد فيه أن التحولات الجارية هي "نتيجة أن غالبية سكان البلاد تحولت من ممارسة الرعي إلى الزراعة.

وحسب رأي الدبلوماسي السوفياتي فإن نجد كانت حتى وقت قريب "بلادًا تحاول كسب المعيشة بعملها وليس بمصادر الدخل الأخرى المتيسرة بسهولة أكثر".

ولدى تحليل الانتقال إلى الزراعة أشار تورياكولوف إلى أن هذا الإقليم الصحراوي كان يقطن فيه أساسًا 30 ألف نسمة.

وانطلق رئيس البعثة من الطرح النظري السوفياتي السائد لمبدأ الحتمية الاقتصادية، أي أن الانتقال إلى أشكال أرقى في النشاط الإنتاجي يحدد الأشكال الأكثر كمالًا في تنظيم المجتمع. وحسب رؤيته فإن البدو الذين يستقرون في الأرض يمثلون بالذات العامل الاجتماعي الذي كان يكمن وراء نشاط ابن سعود في مجال بناء دولة مركزية في شبه الجزيرة العربية.