الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يحيى ياسين يكتب: صراع الكلبوبة والكيكة‎

صدى البلد


كنّا قد ظننا أننا فرغنا من الأمراض المجتمعية التي تصيب المقتل، حتى كثُرت الظواهر العجيبة فيما يُسمى بـ"التريند" التي تعتلي منصات التواصل الاجتماعي، فنحن بين الفتيات المدعوات بالكلبوبات وأخريات بالكيكات بتنا في حيرة من أمورنا عليم الله.
"من الكلبوبات إلى الكيكات يا قلبي لا تحزن"، صارت الأمور التي اختُص بها المسكن فُرجة للفخر بها أمام العامة ويكأنها إنجاز تغتاظ به الفتيات بعضهن، بل ويفخرن به دون استحياء وتغزل تحول من عفيف إلى قبيح، فتجد أحدهن إذا ما خطبت تتحول لكائن مريع لقوة هذا النصر الشنيع الذي أحدثه بين نظيراتها الكلبوبات التي باتت تدعوهن بـ"العانسات".
لم تعد زوجات العصر يُحببن ذاك اللفظ من مطلقه، وما باتت المرأة لتسكنوا إليها، بل غاب مفهوم "السكن" عند صغار الجيل الصاعد الذي نشأ على منصات التواصل أكثر من والديه وبيته، فلا أدري أي فخر تحقق بالخطبة أو بالزيجة؟، وأي فخر بالهدايا والمرح في الخروج المصحوب بعبارات الغيظ لأحدهن؟
"كلبوبة"، لفظ ابتدعه معتلي التريند بات يُطلق على الفتيات المدللات اللاتي يُظهر دلالهن للعامة كي تصطاد أحدهم أو توقعه في غرامها، كأن مطلقي هذا اللفظ أرادوا أن يُشبهوا أفعال هؤلاء النسوة بدلال "أنثى الكلب" حينما تكون في وضعية التزاوج، وإن كان ذلك لا يروقني ولا أظنه يصح إلا أنّه يصف كارثة الوضع وإضمحلال عقليات فاعليه بما يليق بهن.
أنكتفي بذلك؟ بلى عزيزي القاريء، تخطينا الأمر فابتعناه رغم أنه توقع في نحورنا حتى أقبل علينا التريند الجديد "الكيكات"، نعم جمع مؤنث للفظ "الكيكة" ذاك المسمى الذي أطلقه ذكر أسس شركة لمستحضرات التجميل فبات يُروج لها بتجريبها على نفسه، والعامة قد اختلط عليهم أمره، إلا أنه لا يكترث لناقديه إنما فقط متابعاته المعجبات.
"قومي سوّي ماسك يا كيكة"، تريند أطلقه رواد مواقع التواصل بين مازح وآخر جاد في دعوته للإهتمام بالبشرة ونضافة الوجه وتجميله للذكور قبل الإناث، والقوم بين مصدق ومكذب لما يرون من دلال فاحش أمام العامة يُحدثه ذكر نفى عنه صفة الرجولة، فهو متراقص ويتمايل متحدثا بما توصل إليه من خلطات لمعالجة البشرات لدى الإناث.
الأمر تكمن خطورته يا عزيزي ليس في الإسفاف وأنه مجرد "تريند" وسينتهي كسابقيه، بلى والله فإن هذه المنصات الإجتماعية يستخدمها القاصي والداني والصغير أكثر من الكبير، هل تذكر معي كم طفل سيتأثر بأفعال ذلك الذكر؟ وكم أنثى ستظن أنها ليست كذلك من هول ما ترى من دلال في الرجال؟ كم من شاب مراهق سيقلده بداعي التحرر حتى يصبح ظاهرة جماعية وفصيل يضرب المجتمع من الجديد علاوة على أمراضه الحديثة؟ كنت أود أن أتبع مقولة أميتوا الباطل بالسكوت عنه، إلا أنه تفاقم الباطل فاختلط علينا الحق