الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبو الغيط: الطفل الفلسطيني الضحية الأكبر لجرائم الاحتلال الإسرائيلي

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي تتجاوز كل يوم مستويات جديدة في انتهاك حقوق الإنسان، بداية من حق الحياة وليس انتهاءً بحق التعليم والسكن والوصول إلى الخدمات الأساسية، فمنذ أيام هُدمت مائة شقة سكنية في صور باهر بجوار جدار العزل العنصري غير القانوني جنوبي القدس.

وقال الأمين العام للجامعة العربية إن "جرافات الاحتلال باشرت عملها المخزي في وضح النهار وأمام كاميرات التليفزيون، وترافق التوسع في هدم المنازل سياسةٌ ثابتة في توسيع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والواقع أننا صرنا الآن أمام نظامين منفصلين لحياة السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأول للمستوطنين اليهود، والثاني للفلسطينيين أصحاب الأرض، إن لم يكن هذا هو الفصل العنصري، فماذا يكون نظام الفصل إذًا؟ إنها جريمة العصر، وتجد للأسف من يبرر لها، ويدافع عنها، ويقدم لها الغطاء السياسي."

جاء ذلك خلال كلمته فى أعمال المؤتمر الإقليمي العربى الثالث حول حماية وتعزيز حقوق الإنسان، تحت عنوان "أثر الاحتلال والنزاعات المسلحة على حقوق الإنسان، لا سيما حقوق النساء والأطفال"، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والتى ألقتها السفيرة هيفاء أبو غزالة نيابة عن أبو الغيط.

وأضاف الأمين العام للجامعة العربية أن الطفل الفلسطيني لا يزال الضحية الأكبر لجريمة الاحتلال، ويكفي أن نعرف أن نحو 20% من ضحايا وجرحى مسيرات العودة الباسلة هم من الأطفال، ونسمع، مع هذا كله، من يريد أن يحرم نحو نصف مليون من الأطفال الفلسطينيين من اللاجئين من حقهم في التعليم الذي توفره لهم 700 من مدارس الأونروا، فيحاول النيل من هذه الوكالة الدولية التي تقوم بمهمة إنسانية نبيلة عبر التضييق عليها في التمويل، والإفتئات على ولايتها القانونية المنشأة بموجب قرار دولي.

وتابع الأمين العام للجامعة العربية :"لقد استقر خطاب حقوق الإنسان في وعي المواطن العربي خلال العقود الأخيرة، فصرنا نلمس تجلياته واضحة فيما يدور من نقاش سياسي وإعلامي وثقافي في الدول العربية، ومن المهم أن نُشير إلى أن تراثنا العربي، الأخلاقي والروحي والديني، لم يكن في أي وقت بعيدًا عن مفهوم حقوق الإنسان أو معاديًا له، بل نقول إن هذا التراث، بمعناه الواسع، هو أصل هذا المفهوم ومنبته الأول، إذ مثلت الأديان والنظم الأخلاقية والروحية التي نشأت في الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط أول إشراقة لمفهوم الكرامة البشرية، والحقوق الأصيلة للإنسان، في ألا يُستعبد أو يُنتهك في جسده أو يؤذى في ضميره أو يُقيد في حريته".

واستطرد الأمين العام للجامعة العربية: "وواقع الأمر أن الظرف الحالي الذي تمر به منطقتنا يُمثل تحديًا هائلًا أمام خطاب حقوق الإنسان، ذلك أن أول هذه الحقوق يتعلق بالحياة ذاتها، حق الإنسان في أن يُحافظ على حياته، آمنا من الخوف والتهديد، مطمئنًا إلى أن نفسه وعرضه وماله وكرامته مصونة ومحفوظة في إطار من القانون والأمن، لقد شهدت الفترة الماضية تصاعدًا غير مسبوق لحالات الاحتراب الأهلي والإرهاب الدموي، سواء داخل الدول أو العابر للحدود، وقد صاحبت هذه الصراعات انتهاكات -غير مسبوقة في مداها وحدتها ووحشيتها- لأبسط حقوق الإنسان في العيش الآمن".

وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أنه "تحمل النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات الفئات المستضعفة، من نساء وأطفال، فوجدنا جماعات الإجرام والضلال تبيع النساء في سوق النخاسة، وتُعرِّض طائفة كاملة –هي الطائفة الأيزيدية- لما يُشبه الإبادة الجماعية، وشاهدنا الأطفال يُشردون بين الملاجئ ومواطن النزوح يقضون زهرة أعمارهم تحت رحمة القصف الجوي والبراميل المتفجرة، من دون تعليم أو رعاية صحية أو تغذية طبيعية، وهي أبسط حقوق الطفل في هذا الزمن، ولا ننسى أن هناك اليوم ما يقرب من 3 مليون طفل سوري خارج التعليم، ويعيش مليون منهم لاجئين في دول الجوار.

وقال الأمين العام للجامعة العربية إن هذه الأوضاع لابد وأن تنعكس على خطاب حقوق الإنسان في المنطقة العربية، وأن تُسهم في إعادة ترتيب أولوياته وتوجيه اهتماماته الأساسية، فمن الحق في الحياة تتفرع جميع الحقوق الأخرى، وتشريد البشر، خاصة النساء والأطفال، لجوءًا ونزوحًا، وتعريضهم لجميع صنوف الخطر والمعاناة والحرمان، هو انتهاكٌ لحقوقهم الأصيلة في العيش الآمن الكريم.