الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيران تحذف 4 أصفار من العملة.. أسباب القرار وأثره على اقتصادها المنهار بسبب العقوبات

عملات
عملات

* ماذا يعني حذف أصفار من العملة؟
* الفارق بين التجربة التركية والإيرانية
* خبير مالي: القرار الإيراني سيكون له أثر نفسي فقط

أعلنت الحكومة الإيرانية أمس، الأربعاء، قرارها بحذف 4 أصفار من العملة المحلية، واعتماد التومان كعملة رسمية بدلا من الريال.

وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في مؤتمر صحفي إن "الحكومة أقرت اليوم مشروع قانون لحذف 4 أصفار من العملة، والتومان سيكون عملتنا الوطنية".

وأضاف أن "هذه الخطوة ستجعل العملة الوطنية أكثر فاعلية وستكون أكثر انسجاما مع ممارسة شائعة... الريال لا يستخدم كثيرا..والنقود المعدنية سيتم تداولها مجددا".

وتنتظر الحكومة موافقة البرلمان على القرار ولجنة صيانة الدستور ومن ثم الرئيس حسن روحاني ليصبح ساريا رسميا. 

أسباب القرار

فقدت العملة الإيرانية منذ بداية عام 2018، حوالي 200% من قيمتها، منذ بداية النزاع بين النظام والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب الخلاف حول الاتفاق النووي الإيراني.

ومع إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض العقوبات الاقتصادية على إيران، يواجه الاقتصاد الإيراني حالة من السقوط الحرن تسببت في انهيار العملة وارتفاع معدلات التضخم إلى مستوى تاريخي غير مسبوق.

حيث يبلغ سعر الدولار الواحد في السوق السوداء 120 الف ريال، أي 12 ألف تومان.

وكان سعر الدولار الواحد قبل 3 سنوات يعادل 37 ألف ريال إيراني، أي 3700 تومان.

فيما ويحدد البنك المركزي الإيراني سعر الصرف الرسمي بـ42 الف ريال مقابل الدولار الواحد، أي 42 تومان، ويبيع المركزي الدولار بهذا السعر للتجار بشروط خاصة تتعلق باستيراد السلع الأساسية والأدوية.

وصل معدل التضخم في إيران إلى 48%، بحسب احدث تقارير مركز الإحصاء الإيراني، فيما يقول خبراء بالاقتصاد الإيراني إنه لا يمكن الوثوق بالأرقام والإحصائيات الحكومية لأن الواقع الاقتصادي للبلاد والوضع المعيشي للمواطنين يثبت غير ذلك، ويقدرون نسبة التضخم بـ 75٪، بحسب "العربية.نت".

تسبب انهيار العملة وارتفاع التضخم في غلاء الأسعار بشكل صارخ، فبات المواطن يحتاج إلى حمل "رزمة" من المال لشراء أشياء بسيطة، كما تم إلغاء العملات المعدنية التي باتت بلا قيمة.

وتستهدف الحكومة بهذا القرار تسهيل التعاملات النقدية المحلية، والحد من تدفق السيولة ومساعدة العملة على استعادة قيمة العملة.

وتخفيض كلفة الطباعة ونشر العملة الورقية، واستمرارية جدوى النظام النقدي على مدى السنوات القادمة، إضافة إلى تسهيل صرف العملة الوطنية أمام العملات الدولية الأخرى.

ما هو حذف الأصفار؟

يصاحب حذف أصفار من العملة غالبا تغيير العملة، وهو تقريبا ما قامت به إيران، حيث أقرت التومان بدلا من الريال، وصارت الألف ريال تعادل 1 تومان.

آثار تلك الخطوة

يقول الخبير المالي والاقتصادي اللبنانية المهتم بالشأن الإيراني، الدكتور عماد عكوش لوكالة "سبوتنيك" إن خطوة شطب الأصفار تعطي دفعة نفسية للمواطنين، حيث يشعر بارتفاع قيمة عملته مقابل العملات الأخرى.

ويضيف أن:"حذف الأصفار يعمل على تبديل العملة بأخرى جديدة، ما يتيح فرصة القضاء على عمليات اكتناز الأموال، سواء في البيوت أو من قبل عصابات المافيا، أو المضاربين بالأسوق، إضافة إلى القضاء على تزوير العملة، فالدول التي تعرضت عملتها لعمليات كبيرة من التزوير تلجأ إلى تغييرها".

واوضح أن:"حذف الأصفار تجعل العملة قوية حين مقارنتها بالعملات الأخرى، وتسهل الحصول على الائتمان الدولي، وتصبح قوية تجاه المجتمع الدولي، وتزيد في فرص الحصول على ائتمانات وتسهيلات وقروض دولية، لكن مكن أن يحدث أضرار اقتصادية عديدة إذا لم تكن عمليات التغيير مصاحبة لخطة اقتصادية قوية وواضحة".

وشرح أنه "من المفترض أن أي دولة تلجأ إلى تغيير عملتها تكون مستندة إلى خطة اقتصادية، كما فعلت تركيا في عام 2005، عندما قامت بحذف 6 أصفار كانت هناك خطة واضحة، وتحسن في الوضع الاقتصادي، بغير هذه الخطة، تحدث ردة فعل سلبية تجاه العملة الجديد، ما يدفعها إلى خسارة قيمتها مجددًا" مشيرا إلى ان إيران اتخذت خطوة مماثلة في 2017، لكنها لم تحدث تأثيرا.

فيما أكد محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن تلك الخطوة لن تؤت ثمارها الاقتصادية بسبب العقوبات والأزمات المتلاحقة".