الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكره الله 15 مرة في القرآن الكريم.. تعرف على تاريخ المسجد الحرام وأبرز توسعاته

 المسجد الحرام بمكـة
المسجد الحرام بمكـة المكرمـة

يعد المسجد الحرام أول مسجد وضع للناس على وجه الأرض، حيث قال تعالى في كتابه العزيز "إن أول بيت وضع للناس الذى ببكة مباركًا وهدى للعالمين"، وبعد ظهور الإسلام اكتسب المسجد صبغة فنية معمارية فضلا عن صبغته الدينية الروحانية الساحرة.

وفي تصريحات لموقع "صدى البلد"، قال الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، إن الله عز وجل ذكر المسجد الحرام فى القرآن الكريم فى خمسة عشر موضعا، وذلك تكريما من الله سبحانه وتعالى لأن هذا المسجد هو أعظم مسجد فى الإسلام.

وأضاف محمد عبد اللطيف أن المسجد الحرام يقع فى قلب مدينة مكة المكرمة فى غرب المملكة العربية السعودية وتتوسطه الكعبة المشرفة، التى هى أيضًا أول بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هى أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين، وسمي المسجد الحرام بذلك الاسم لحرمة القتال فيه منذ دخول النبى الكريم محمد منتصرًا بفتح مكة الذى تم فى شهر رمضان من العام الثامن للهجرة الذى وافق شهر يناير من عام 630 م.

ولفت محمد عبد اللطيف إلى أنه عقب الفتح مباشرة أمر الرسول بتطهير الكعبة مما فيها من تماثيل وأصنام، كما أمر بكسوتها وتطيبها بالعطور، مشيرا إلى أن المسجد الحرام فى عهد الرسول لم يكن له حدود وإنما كانت تحيط به الشوارع والمنازل الخاصة بأهل مكة وظل هكذا طوال عهد أبو بكر الصديق رضى الله عنه.

وأوضح أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة أنه فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه زاد عدد المسلمين بشكل كبير بعد انتشار الفتوحات الإسلامية، وزاد معه بالطبع عدد الحجاج من البلاد الإسلامية، فقرر عمر بن الخطاب إجراء أول توسعة فى المسجد الحرام، حيث اشترى عددا كبيرا من المنازل المجاورة وأحاطه بجدران تحميه.

وتابع محمد عبد اللطيف: "كما أنه قام بتحريك مقام سيدنا إبراهيم وأعاده قليلًا إلى الخلف حيث كان ملاصقًا لجدران الكعبة، وذلك للتسهيل على المسلمين الطواف حول الكعبة وحماية مقام إبراهيم عليه السلام، وكذلك أجرى سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه فى عام 26 هـ/ 646م توسعة أخرى للمسجد الحرام وبنى به أروقة، وأجرى عبد الله بن الزبير عام 65 هـ/ 684م توسعة أخرى للمسجد الحرام، وعمره بعد ذلك عبد الملك بن مروان ولم يزد فيه ولكنه رفع جدار المسجد وأحضر إليه أعمدة قوية من الرخام والحجارة وذلك من مصر وبلاد الشام".

وقال محمد عبد اللطيف إن عصر عبد الملك بن مروان يرتبط ببدء الصلاة فى المسجد الحرام بشكل دائرى حول الكعبة، حيث كان المصلون من قبل يقفون خلف الإمام فى مواجهة الكعبة، ولكن تغير ذلك بناءً على أوامر من خالد بن عبد الله العشرى الذى كان واليًا لمكة فى عصر عبد الملك بن مروان واستمر ذلك حتى الآن.

وأضاف محمد عبد اللطيف: "استمرت أعمال الإصلاح والزيادة فى عمران المسجد الحرام على مختلف العصور، ومن بين هذه الأعمال ما قام به السلطان المملوكى الناصر محمـد بـن قـلاوون عام 736 هـ/ 1335م، الذى عمر الأساطين حول المسجد الحرام ووضع بين كل أسطـوانـين عـارضـة مـن الخشـب لتعـلـق فيها القناديل للإضاءة، أما فى عام 882 هـ/ 1477م فقد رمم السلطان قايتباى بعض أجزاء المسجد الحرام، وأضاف إليه مئذنة وبابًا وأقام بجواره مدرسة كبيرة لتدريس علوم الدين، كما أنه كان للسلاطين والخلفاء العثمانين دور كبير فى تعمير المسجد الحرام، ومن أبرزهم السلطان سليمان عام 972 هـ/ 1564م والسلطان مراد الثالث عام 989 هـ/ 1581م".

وأوضح أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة أن "للمسجد الحرام حاليًا تسع منارات يبلغ ارتفاعها 89 مترا كما أنه له تسع وسبعون بابًا"، لافتا إلى أن ملوك السعودية كان لهم دور بارز فى تعمير المسجد الحرام، وأعظم هذه التوسعات هى التى تمت فى عام 1409 هـ/ 1988م فى عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، وأصبحت فى عهده مساحة المسجد تصل إلى (328000 مترًا) وتتسع لحوالى مليون مسلم.