الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. يوسف إدريس تشيخوف العرب.. الثوري المناضل في مصر والجزائر

صدى البلد

غزير الثقافة واسع الإطلاع بالشكل الذي يصعب معه تحديد مصادر ثقافته، اطلع على الأدب العالمي وخاصة الروسي وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز، كما كان له قراءاته في الأدب الآسيوي وقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين، وإن كان مما سجله النقاد عليه أنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي وإن كان قد اطلع على بعض منه، إنه الأديب الكبير يوسف إدريس الذي تحل اليوم ذكرى رحيله. 

استطاع الكاتب يوسف إدريس الملقب بـ«تشيخوف العرب» أن يسحر الجمهور بتعبيراته اللاذعة وسخريته القاتلة والختام الخطير الذي وضعه لمسرحيته.

ولد يوسف إدريس في 19 مايو 1927 وكان والده متخصصًا في استصلاح الأراضي ولذا كان متأثرًا بكثرة تنقل والده وعاش بعيدًا عن المدينة، وبعد ذلك أرسله والده ليعيش مع جدته في القرية.

ونظرا لأن الكيمياء والعلوم اجتذبت يوسف فقد أراد أن يكون طبيبًا، وفي سنوات دراسته بكلية الطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق، وفي 1951 صار السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيرًا للجنة الطلبة، وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر. وكان أثناء دراسته للطب قد حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، التي لاقت شهرة كبيرة بين زملائه.

عمل كطبيب بالقصر العيني 1951-1960، وحاول ممارسة الطب النفساني سنة 1956، ثم أصبح مفتش صحة، ثم صحفي محرر بالجمهورية، 1960، وكاتب بجريدة الأهرام، 1973 حتى عام 1982.

سافر عدة مرات إلى العالم العربي وزار (بين 1953 و1980) كلًا من فرنسا، إنجلترا، أمريكا واليابان وتايلندا وسنغافورة وبلاد جنوب شرق آسيا. وأصبح عضوا في كل من نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادي القلم الدولي.

في 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب معهم ستة أشهر وأصيب بجرح وأهداه الجزائريون وسامًا إعرابًا عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم وعاد إلى مصر، وقد صار صحفيًا معترفًا به حيث نشر روايات قصصية، وقصصًا قصيرة، ومسرحيات.

وفي 1963 حصل على وسام الجمهورية واعترف به ككاتب من أهم كتّاب عصره. إلا أن النجاح والتقدير أو الاعتراف لم يخلّصه من انشغاله بالقضايا السياسية، وظل مثابرًا على التعبير عن رأيه بصراحة، ونشر في عام 1969 مسرحية المخططين منتقدًا فيها نظام عبد الناصر ومنعت المسرحية، وفي 1972، اختفى من الساحة العامة، على أثر تعليقات له علنية ضد الوضع السياسي في عصر السادات ولم يعد للظهور إلا بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أصبح من كبار كتّاب جريدة الأهرام.

وهناك أفلام مأخوذة عن أعمال يوسف إدريس ومنها "لا وقت للحب" و"الحرام" و"العيب" و"حادثة شرف" و"النداهة" و""ورق سيلوفان، وتوفي في 1 أغسطس 1991.