الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. المازني صاحب الطابع الساخر.. ترك الطب بعد الإغماء في صالة التشريح.. وعشق الشعر والكتابة الأدبية

صدى البلد

عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر، واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل، حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكانًا بجوارهم، إنه الشاعر إبراهيم عبد القادر المازني الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.

ولد المازني في عام 1889 م في القاهرة في الخديوية المصرية، ويرجع نسبه إلى قرية "كوم مازن" التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، ولقد تطلع المازنى إلى دراسة الطب، وذلك بعد تخرجه في المدرسة الثانوية اقتداءً بأحد أقاربه، ولكنه ما إن دخل صالة التشريح أغمى عليه، فترك هذة المدرسة وذهب إلى مدرسة الحقوق ولكن مصروفاتها زيدت في ذلك العام من خمسة عشر جنيها إلى ثلاثين جنيها، فعدل عن مدرسة الحقوق إلى مدرسة المعلمين.

وعمل بعد تخرجه عام 1909 مدرسًا، ولكنه ضاق بقيود الوظيفة، وحدثت ضده بعض الوشايات فاعتزل التدريس وعمل بالصحافة حتى يكتب بحرية، كما عمل في البداية بجريدة الأخبار مع أمين الرافعي، ثم محرر بجريدة السياسة الأسبوعية، كما عمل بجريدة البلاغ مع عبد القادر حمزة وغيرهم الكثير من الصحف الأخرى.

وانتشرت كتاباته ومقالاته في العديد من المجلات والصحف الأسبوعية والشهرية، وعرف عن المازني براعته في اللغة الإنجليزية والترجمة منها إلى العربية فقام بترجمة العديد من الأشعار إلى اللغة العربية، وتم انتخابه عضوًا في كل من مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجمع العلمي العربي بمصر.

عمل المازني كثيرًا من أجل بناء ثقافة أدبية واسعة لنفسه، فقام بالاطلاع على العديد من الكتب الخاصة بالأدب العربي القديم ولم يكتف بهذا بل قام بالاطلاع على الأدب الإنجليزي أيضًا، وعمل على قراءة الكتب الفلسفية والاجتماعية، وقام بترجمة الكثير من الشعر والنثر إلى اللغة العربية، حتى قال العقاد عنه: "إنني لم أعرف فيما عرفت من ترجمات للنظم والنثر أديبًا واحدًا يفوق المازني في الترجمة من لغة إلى لغة شعرًا ونثرًا".

يعد المازني من رواد مدرسة الديوان وأحد مؤسسيها مع كل من عبد الرحمن شكري، وعباس محمود العقاد، ولقد عشق الشعر والكتابة الأدبية وعمل في شعره على التحرر من الأوزان والقوافي ودعا كغيره من مؤسسي مدرسة الديوان إلى الشعر المرسل، هذا على الرغم من أننا نجد أنه غلب على شعرهم وحدة القافية، واتجه للنثر وأدخل في أشعاره وكتاباته بعض المعاني المقتبسة من الأدب الغربي.

تميز المازني بأسلوبه الساخر والفكاهي، فأخذت كتاباته الطابع الساخر وعرض من خلال أعماله الواقع الذي كان يعيش فيه من أشخاص أو تجارب شخصية أو من خلال حياة المجتمع المصري في هذه الفترة، فعرض كل هذا بسلبياته وإيجابياته من خلال رؤيته الخاصة وبأسلوب مبسط بعيدًا عن التكلفات الشعرية والأدبية.

وتوقف المازني عن كتابة الشعر بعد صدور ديوانه الثاني في عام 1917م، واتجه إلى كتابة القصة والمقال الأخباري.

قدم المازني العديد من الأعمال الشعرية والنثرية المميزة، ونذكر من أعماله: إبراهيم الكاتب، وإبراهيم الثاني – روايتان، أحاديث المازني- مجموعة مقالات، حصاد الهشيم، خيوط العنكبوت، ديوان المازنى، رحلة الحجاز، صندوق الدنيا، عود على بدء، قبض الريح، الكتاب الأبيض، قصة حياة، من النافذة، الجديد في الأدب العربي بالاشتراك مع طه حسين وآخرين، حديث الإذاعة بالاشتراك مع عباس محمود العقاد وآخرين، كما نال كتاب الديوان في الأدب والنقد الذي أصدره مع العقاد في عام 1921 م شهرة كبيرة، وغيرها الكثير من القصائد الشعرية، هذا بالإضافة لمجموعات كبيرة من المقالات، كما قام بترجمة مختارات من القصص الإنجليزي.