الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كادت تفقد حياتها بسبب زوجة الأب.. صدى البلد يلتقي الطفلة ضحية التعذيب بدمياط وتروى مأساتها

صدى البلد

  • طفلة التعذيب: زوجة أبي تتفنن بتعذيبي بحجة تعليمى أعمال المنزل
  • جد الطفلة: جاءت إليَّ هاربة من التعذيب ولا تقوى على الحركة
  • محامى الدفاع عن الطفلة: كل من ارتكب الجريمة سيعاقب

وجه شاحب حزين منكسر الخاطر تملؤه الحسرة والوجع، ترقد هبة، الطفلة ذات الثمانى سنوات، على فراش المرض بمستشفى التخصصى بدمياط، وبالرغم من لون وجهها البريء الذى تحول إلى اللون الأزرق بسبب الكدمات، إلا أنه بمجرد النظر إليه نجد أروع مثال لبراءة الأطفال، وبرغم الكدمات التى غيرت ملامح الوجه، إلا أنه مازالت ترتسم عليه ابتسامة الأطفال البريئة وجمال الخلقة الطفولية.

إنها الطفلة "هبة السعدنى"، ابنة قرية الشعراء بمحافظة دمياط، وطالبة بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة الشعراء الابتدائية، والتي نال جسدها أشد أنواع التعدي الجسدي والتعذيب من قبل زوجة أبيها، التي أنهكت جسدها الواهن بالكسور والجروح الغائرة في سلسلة من التعذيب منذ أن تزوجت والدها.

القصة بدأت بفيديو متداول للطفلة على صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وهي راقدة على سرير المستشفى تتألم من أوجاع تعذيبها من قبل زوجة أبيها، التي لم ترحمها وتركت جروحا وكسورا بجميع أنحاء جسدها.

روت هبة بكل أسى وذل ما حدث لها عبر الفيديو قائلة إنها أتت إلى المستشفى وهي بهذه الحالة بعد أن قامت زوجة أبيها بضربها بكل عنف وجبروت لأنها لم تطع أوامرها وتقوم بتنظيف المطبخ وغسل الأواني.

ثلاثة أيام متواصلة نالت فيها هبة قسطًا كبيرا من التعذيب بجميع أشكاله وأنواعه أدى لكسور وكدمات وحروق في كل أنحاء جسدها الضعيف الواهن، أدى إلى كسر بـ 4 ضلوع وحروق بجميع أنحاء جسدها بما في ذلك رأسها، علاوة على عضها من قبل زوجة أبيها.

فيما ناشد جد الطفلة كل الجهات المعنية، بمن فيهم مدير أمن دمياط، التحرك لمعاقبة زوجة والد هبة بعد تعرضها للتعذيب من قبلها وعلى مرأى ومسمع من والدها الذى لم يتحرك لنجدتها من زوجته.

وبمجرد نشر الفيديو على صفحات "فيس بوك"، انتشر الفيديو كالنار في الهشيم وأصبح تعذيب هبة الحديث الأهم في دمياط، وتعاطف معها الكثير من المنظمات الحقوقية والمحامين ومنظمات المجتمع المدنى بدمياط.

التقى "صدى البلد" الطفلة هبة التي روت مأساتها قائلة إنها تعيش مع والدها وزوجته بعد أن انفصل عن أمها، وبدأت زوجة أبيها في ضربها يوميا بشكل قاسٍ وتتفنن في تعذيبها لأتفه الأسباب، منها عدم التزامها بالأعمال المنزلية بالرغم من صغر سنها.

وكان رد زوجة الأب لوالدها عند سؤاله عن سبب ضربها لها، أنها "لا تسمع الكلام"، وأنها فى منزلة الأم ويجب تربيتها ومعاقبتها ويجب أن تعلمها منذ الصغر الأعمال المنزلية، ولم يبال الأب بما حدث لها من تعذيب جسدى بشكل يومى بل كان ما يشغله هو إرضاء زوجته على حساب ابنته.

وأضافت الطفلة بأنها تعرضت للضرب المبرح والتعذيب لمدة ثلاثة أيام متتالية، وكان زوجة أبيها تعذبها حتى الموت، فاستطاعت الهرب والذهاب لجدها والدة أمها لشكوى إليه ونجدتها ووجدها لا تقوى على المشي والحركة فنقلها إلى المستشفى.

ويقول ناصر العمرى، المحامى وأحد المحامين المتطوعين للدفاع عن طفلة التعذيب لـ"صدى البلد"، إنه تطوع للدفاع عن حق الطفلة هبة، وهي أمانة في رقبة وضمير المجتمع ممثلا في النيابة العامة، التي أشاد بسرعة استجابتها للنداءات الحق والواجب، حيث انتهى منذ قليل المستشار أحمد بك عجينة، وكيل النائب العام، وأمانة سر مصطفى عبد الحق البيه، من مباشرة التحقيقات مع دنيا محمد الدسوقي، زوجة الأب المتهمة بتعذيب الطفلة، وكذلك مع الأب محمد رضا محمود، واستمعت النيابة لأقوال الجد رضا محمود السيد، الذي وجه اتهاما مباشرا لهما بممارسة أعمال التعذيب لإجبار حفيدته على الأعمال المنزلية الشاقة.

وكان وكيل النائب العام قرر الانتقال إلى مستشفى دمياط التخصصي مساء الجمعة، واستمع إلى أقوال الطفلة وأثبت ما بها من إصابات عبارة عن كسور في أربعة ضلوع وآثار حروق وضرب بأنحاء متفرقة من جسد الطفلة، والتي قررت أنها تعرضت لأبشع أنواع التعذيب، وأنكرت زوجة الأب الاتهامات وادعت أن الطفلة كانت تكتم فم وليدها البالغ من العمر شهرين، وأقر الأب أنه تعدى على ابنته بالضرب بـ"قلمين" فقط، بينما قررت النيابة انتداب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على الطفلة هبة المجني عليها وبيان ما بها من إصابات وتاريخها وكيفيه حدوثها والأداة المستخدمة على أن يحرر تقريرا طبيا مفصلا، وأمرت النيابة بإرفاق تحريات مباحث مركز شرطة دمياط برئاسة المقدم محمد سمير كامل حول الواقعة، وأمر المستشار أحمد عجينة بحجز المتهمين وتكليف المختصين بإعداد بحت اجتماعي وتقرير نفسي حول حالة الطفلة يعرض على النيابة.

وأكد ناصر العمرى أنه لن يفلت المجرم بجريمته وسيلقي جزاء فعلته ليكون ردعا لكل من سولت له نفسه ارتكاب أبشع الجرائم، خاصة لو كانت المجنى عليها طفلة لا حول لها ولا قوة.