الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احمد سلام يكتب : الحب والموت في ثري مصر

صدى البلد


في حب مصر تعجز الكلمات عن الوصف وقد ملكت قلوب محبيها ودائما هناك علاقة ازلية بين مصر وأبنائها علي نحو تفرد به المصريين خصوصا من ساقتهم الأقدار لمفارقتها زمنا لأجل العمل بحثًا عن سبل الرزق الواسعة وتأتي دوما الأمنية هي قضاء خريف العُمر في أرض مصر إلي أن يأتي الأجل المحتوم .
أجدني اتوقف عند قصة مثيرة شهدت مصر فصولها من البداية حتي النهاية وقد بدأت في القصر الملكي المصري سنة 1938 علي هامش دعوة ملكية لقضاء إحتفالات رأس السنة بمصر وقتها وفدت لمصر ملكة جمال فرنسا ضمن ضيوف أجانب وفدوا لهذا الغرض منهم الأمير "أغاخان" أمير الطائفة الإسماعيلية في بلاد الهند وما إن رأي الفتاة الفرنسية حتي هام بها حبا ليتم الزواج إسطوريا علي نحو يليق بأمير طائفة قوامها نحو خمسة وعشرين مليونا في ذلك الوقت .
.....وتعتنق الفتاة الفرنسية الإسلام بعد الزواج ليصبح إسمها"أم حبيبة" ويسبق إسمها بالبيجوم لتعيش حياة أسطورية مع أمير شرقي هام بها لتتحول من فتاة كانت تبيع الزهور وإختيرت ملكة لجمال فرنسا إلي أميرة لُقبت بعد ذلك بأم " الإسماعيليين.
المثير في تلك القصة هي نهايتها وقد مرض اغاخان علي نحو صار لايقدر علي الحركة إلا بواسطة كرسي متحرك وقد نصحة الأطباء في عام 1957 بالبقاء في أسوان في الشتاء لطقسها الرائع وقد ظل يداوم علي قضاء الشتاء في أسوان وفي إحدي السنوات نصحه البعض بالإستعانة بأحد شيوخ "النوبة" العارفين بأمور الطب لينصحه هذا الشيخ" النوبي" بأن علاجه لايتأتي إلا بأن يضع نصفه السفلي في رمال أسوان لمدة ثلاثة ساعات أسبوعيًا وسط سخرية من أشهر اطباء العالم المصاحبين لأغاخان .
وتحققت المعجزة ليتحقق الشفاء لأغاخان علي يد الشيخ النوبي بعد أسبوع من دفن" نصف" جسده بثري أسوان ليغادر مكان العلاج في الرمال إلي الفندق "سائرًا" علي قدميه, وقتها قرر شراء كامل قطعة الأرض الواقعة علي نيل أسوان و التي شهدت شفاؤه من عدم القدرة علي السير ليشيد بها قصرا منيفا ومقبرة علي الطراز الإسلامي .
وماهي إلا شهور حتي يلقي أغاخان ربه وكان ذلك في عام 1959 ليدفن في المقبرة, وهنا تأتي الإثارة حيث وفاء الحبيبة"أم حبيبة" وقد ظلت تدوام علي قضاء الشتاء في أسوان بقصر أغاخان وفي كل صباح تذهب للمقبرة لتضع علي القبر"وردة" حمراء داخل كأس من الفضة وقد أوصت حراسها بدوام وضع تلك الوردة يوميا عندما تفارق أسوان إلي أن لقيت ربها في يوليو سنة 2000 وقد اوصت عند موتها بأن تُدفن بجوار حبيبها أغاخان وتحقق مبتغاها وقد ماتت خارج مصر ليُحضر ابناء اغاخان الجثمان لمصر ليواري الثري في" أسوان" بالمقبرة التي أضحت مزارا" للعشاق" شاهدة علي قصة حب رائعة بدأت في القاهرة وكتب لها الخلود" بأسوان" وقد فارق الحبيبان الدنيا ليضمهما " قبرًا" واحدًا بجنوب مصر.
مصر إذا في القلب بشهادة من كل من يدركون كنهها مصريين وغير مصريين . تلك رسالة حب من ثري مصر الطاهر تحتاج دوما للتذكير بها تأكيدا...لمعاني راسخة للأبد مفادها أن مصر "دوما"... في القلب .