الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحاجة أم الاختراع .. تطبيق فلسطيني يساعد السائقين على تفادي نقاط التفتيش الإسرائيلية

نقطة تفتيش إسرائيلية
نقطة تفتيش إسرائيلية

طور فلسطينيون تطبيقا جديدا يساعد السائقين في الضفة الغربية المحتلة على‭ ‬تجنب نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية واكتشاف طرق‭ ‬إلى البلدات الفلسطينية غالبا ما تغفلها التطبيقات الرئيسية المعروفة.

وصمم الفلسطينيون التطبيق الذي بدأ تشغيله في يونيو حزيران باسم دروب ويوفر معلومات عن الطرق المغلقة والحالة المرورية من خلال المستخدمين.

ويهدف التطبيق إلى إيجاد بديل لتطبيقات مثل خرائط جوجل وويز التي نادرا ما توضح القيود الإسرائيلية ومشاق السفر بين المدن الفلسطينية.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب عام 1967 وتقول إن مخاوفها الأمنية هي سبب إقامة نقاط التفتيش. لكن الحواجز على الطرق تحد من قدرة الفلسطينيين على الحركة وتلحق الضرر بالاقتصاد الفلسطيني كما يقول البنك الدولي.

وبعض نقاط التفتيش موجودة منذ وقت طويل عند مداخل القرى والمدن الفلسطينية لكن نقاط تفتيش أخرى تقام عندما يثور التوتر.

وقال محمد عبد الحليم الرئيس التنفيذي لدروب تكنولوجيز إنه توصل إلى أن الفلسطينيين يحتاجون إلى طريقة جديدة للوصول إلى الأماكن التي يقصدونها بعد أن قادته رحلة باستخدام خرائط جوجل بين مدينتي بيت لحم ورام الله في الضفة الغربية إلى منطقة نائية.

وقال عبد الحليم (39 عاما) قبل أن يستخدم التطبيق للمرور من نقطة تفتيش تفصل بين رام الله ومستوطنة بيت إيل القريبة "موضوع المطالبة لجوجل إنه تحدث الخرائط عنا وتتفهم الوضع أكثر، يعني هذا هو اللي دفعني، دفعني انه أبني التطبيق، مفيش داعي انه نروح نطالب أكثر شركات عالمية تيجي تتفهم وضعنا وتعمل شيء بيخصنا بقدر ما انه إحنا ممكن إحنا نحل مشاكلنا والمشاكل اللي لها علاقة بالوضع الخاص فينا".

وأضاف "انه بدنا نعطي درجة الأمان الممكنة المتاحة لكل الفلسطينيين اللي بدهم يتحركوا بين المدن في الضفة بدون ما يكون فيه إمكانية انه يضيع ، مثلا يدخل على طريق مستوطنات، وبالتالي ممكن يشكل خطر على حياته، ممكن يشكل مثلا حتى نوع من أنواع المخالفات أو الاحتجاز اللي بيصير وهيك، فهاي هي كمان بُعد في التطبيق بيستثني كل الشوارع اللي إحنا بنشوفها بالعين بس عمليا ممنوع نمر منها، ممنوع نمشي فيها، ممنوع نكون جنبها في بعض الأحيان".

وتمول التطبيق، الذي اشترك فيه 22 ألف مستخدم خلال شهرين، شركة أيديال وهي شركة لبرامج التشغيل الآلي والنقل مقرها في رام الله ويرأسها عبد الحليم أيضا. ويقول عبد الحليم إنه يأمل في تحويل التطبيق إلى مصدر دخل مالي في المستقبل من خلال نظام توزيع بشكل جزئي.

وتنتشر المستوطنات والقواعد العسكرية والحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية. وتقول إسرائيل إن هذه الموانع تحول دون وقوع هجمات فلسطينية لكن الفلسطينيين يقولون إنها وسائل‭ ‬للاستيلاء على أراض.

ويعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية يجاورهم نحو 450 ألف مستوطن يمكنهم بشكل عام التنقل دون قيود كبيرة باستخدام ما يسمى "الطرق الالتفافية" التي أُقيمت لتجنب المرور بالبلدات الفلسطينية.

وتتكون المعادلات الخاصة بتطبيق دروب من تقارير من المستخدمين مع عمليات إدخال يدوية يقوم بها طاقم هندسي لمساعدة السائقين على تجنب المرور في نقاط التفتيش المعوقة للحركة والابتعاد عن المستوطنات التي تمنع معظم السيارات الفلسطينية من دخولها.

ويقول عبد الحليم إن التطبيق متاح أيضا في قطاع غزة لكن معظم المستخدمين النشطين له موجودون في الضفة الغربية.

وتقول تالا القواسمي، وهي مديرة نظام المعلومات الجغرافية "طبيعة شغلي بتعتمد على الخرائط، بنرسم الشوارع من خلال الصورة الجوية، اعتمادنا الكبير هو على الصورة الجوية طبعا، بيكون رسم لشوارع، بعد هيك بنعمل تصنيف لشوارع. بعد هيك بنعمل تصنيف لشوارع، يعني الشوارع بيمروا بمرحلة معالجة، بنصنفهم بناء على احتياجات المستخدم، بناء على طبيعة الشوارع برضه الموجودة عندنا وباعتماد على زي شيء اسمه الدليل الفيزيائي للتخطيط في فلسطين بيصنفوا فيه الشوارع، فاعتمدنا على جزء من التصنيف وعملنا تصنيف بما يتناسب مع الحاجة يعني".

ويشيع استخدام تطبيق ويز بين الإسرائيليين لكن كثيرا من الفلسطينيين يقولون إنه يوجههم إلى طرق ممنوع عليهم المرور فيها.

وقال نيكولاس حرامي (31 عاما) الذي يستخدم التطبيق في القيادة من منزله في القدس الشرقية إلى رام الله والمدن الفلسطينية الأخرى "أول شيء دروب هو إنتاج فلسطيني، وثاني شيء دروب بيساعد بالتنقل داخل فلسطين، منه بيتجنب مناطق الاستيطان أو المناطق الإسرائيلية، فبكثير من المرات لما يبقى معي حدا من أصدقائي مثلا اللي ما بيقدروا يدخلوا، اللي معهم هويات ضفة مثلا وما بيقدروا يدخلوا المستوطنات أو المناطق الإسرائيلية، باقي الأبلكيشنز ما بتعطيك الطرق هاي".

وفي السابق كان الفلسطينيون يعتمدون على مجموعات في فيسبوك والتخاطب للتعرف على الأحوال المرورية وإجراءات الإغلاق في الضفة الغربية.