عزومة كل جمعة.. الموسيقار هاني مهنا يكشف أسرار الأيام الأخيرة في حياة فاروق الفيشاوي

حالة من الحزن يعيشها الموسيقار هاني مهنا بعد وفاة النجم فاروق الفيشاوي، خاصة أنه كان الصديق المقرب له، تحدثنا إليه وفتح قلبه لموقع "صدى البلد" للحديث عن كواليس أيام الفيشاوي الأخيرة معه والوصية التي أوصى بها له قبل وفاته.

وقال الموسيقار هاني مهنا إن بداية معرفته بالفنان الراحل فاروق الفيشاوي كانت عام 1979، حيث جمعه به عمل فني وسافر الثنائي إلى أستراليا.

وأضاف هاني مهنا لـ "صدى البلد" أنه خلال هذه الفترة أصبح هو وفاروق الفيشاوي صديقين لا يتركان بعضهما أبدا، وأصبح فاروق الفيشاوي صديق عمره، مؤكدا أنه كان إنسانا عطوفا ورجلا بمعنى الكلمة.

وأوضح هاني مهنا أن الراحل النجم فاروق الفيشاوي من أجمل الشخصيات التي قابلها في حياته.

وتابع: "أنا تعلمت منه أشياء كثيرة أبرزها الكرم، فعندما كتبت على صفحتي الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الصديق بقي عملة نادرة ميحسهاش غير اللي عرف حد زي فاروق الفيشاوي ربنا يغمرك بحسناته بقدر حب الناس ليك إلى اللقاء يا صاحب عمري"، كان نابعا من قلبي، فمن الممكن أن يكون لديك أصدقاء كثيرون ولكن يستمر معك صديق كل هذه الفترة معاك على المر قبل الحلو فهذا نادر في هذا الزمن".

وصرح الموسيقار هاني مهنا بأن الراحل فاروق الفيشاوي على المستوي المهني موهوب وقال: "تعاملت معه في أكثر من عمل فني ومن أفضل الأفلام السينمائية لا أتذكر اسمه، ولكن كان فيلما من بطولته وشاركته الفنانة إلهام شاهين ومن إنتاج عادل حسني".

وأضاف: "من أفضل أماكن السفر التي لا أنساها عندما سافرنا إلى البحر المتوسط لمدة أسبوعين، فهناك مثل شهير أؤمن به "المعادن تظهر في السفر"، وهو الفيشاوي كان نعم الأشخاص".

وأكد الموسيقار هاني مهنا أن "النجم الراحل فاروق على المستوى الشخصي كان رجلا بمعنى الكلمة لا يترك أصدقاءه في المحن، فعلى الرغم من الظروف المرضية الصعبة التي كان يمر بها، إلا أنه كان يحرص على حضور العزاء بداية من الدفنة حتى تلقى العزاء، فمن المعروف أنه كان يعيش في الصحراوي، فمسافة طويلة يقطعها من أجل نزوله إلى القاهرة ولكن شخصيته وتربيته لم تمنعه من أداء الواجب".

وأوضح هاني مهنا أنه كان يتحدث معه ويقول إن هناك مصاعب للمجيء بسبب الازدحام، وكان يقول له عبارة لا أستطيع أن أنساها: "لا يا هاني مش هقدر ضميري"، وأيضا لا أستطيع أن أنسى عزومة كل يوم جمعة، حيث كان حريصا على أن يجمع أصدقاءه ويقدم لهم كل ما يملكه فكان شخصا كريما لأقصى درجة.

وكشف الموسيقار هاني مهنا عن التفاصيل الأخيرة لحياة الراحل فاروق الفيشاوي، خاصة أنه كان قريبا منه.

وقال إن "الفترة الأخيرة في حياة الفيشاوي كنت لا أتركه فكان يذهب إلى المستشفى يوميًا ثم يعود إلى المنزل وكان لا يفضل أن يشاهده أحد في فترة مرضه".

وأوضح هاني مهنا أنه كان صبورا ومؤمنا ومتفائل للحياة المرض كان من الصعب علاجه، لأن جزءا منه كان تليفا في الكبد نتيجة الالتهابات الفيروسية والورم الكبدي وعلى الرغم من كل هذا كان يوميا يقدم دوره في مسرحية "الملك لير" أمام النجم يحيى الفخراني ويبتسم أمام الجميع ويقوم بالتقاط الصور مع محبيه ثم يذهب إلى غرفته يبكي من شدة الألم.

كما قال الموسيقار هاني مهنا إن الراحل فاروق الفيشاوي أوصاه قبل وفاته بألا يترك أبناءه الفنان أحمد وعمر الفيشاوي.

وأضاف: "وكان دائما يقول لي، الحمد الله أنا اتطمنت على أحمد فأصبح فنانا كبيرا ومشهورا ويتمتع بموهبة وتزوج ويعيش في استقرار، كل قلقي على عمرو لأنه مريض في المخ ويحتاج إلى الرعاية، لا تتركه يا هاني واطمن عليه، فأريد أن أوضح أمرا هاما فاروق ترك لأولاده أموالا تجعلهم يعيشون حياة مستقرة".

وتوفي الفنان فاروق الفيشاوي فجر يوم الخميس 25 يوليو، بعد صراع مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 67 عامًا.

وعانى فاروق الفيشاوي من أزمة كبيرة على خلفية مرض السرطان الذي أصابه، ومكث في أحد المستشفيات بمنطقة المهندسين، وكانت حالته متدهورة للغاية.

وُشيع جثمان فاروق الفيشاوي من مسجد مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، إلى مثواه الأخير، وذلك عقب صلاة الظهر يوم الخميس 25 يوليو، لتتجه الجنازة بعد ذلك إلى محافظة المنوفية حيث مسقط رأس الفنان الراحل.