الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب ابتدت.. الصين تنتقم من ترامب وتضحي باليوان.. وأمريكا تهدد برد قاس.. ومحللون: بكين ستواجه هروب المستثمرين

اليوان - الدولار
اليوان - الدولار

- خفض اليوان.. سلاح الصين الأول في الحرب التجارية ضد ترامب
- ترامب يتهم بكين بالتلاعب بعملتها وتعمد التسبب في انهيار الأسواق
- محللون: الصين ستواجه هروب المستثمرين
- تراجع أسواق الأسهم في طوكيو وهونج كونج متأثرة بهبوط الرينمبي


في اتجاه مغاير للقرار الأمريكي بشأن رفع أسعار الرسوم على الواردات الصينية، ناورت بكين البيت الأبيض في محاولة منها للتأثير في الحرب التجارية التي سنتها واشنطن بدلا من الجلوس كالدمية لتشاهد وتتأثر، ووصف ترامب في وقت متأخر الصين بأنها «تتلاعب بالعملة».

بعد قرار البنك المركزي الصيني بخفض معدل صرف اليوان مقابل الدولار ليكافئ الدولار أكثر من 7 يوان بعد أن غرد ترامب بأن الولايات المتحدة سوف ترفع الرسوم الجمركية على الصين بنسبة 10 ٪ إضافية، ما زاد من تفاقم الوضع المتوتر بالفعل بين القوتين العظميين.

وسمحت الصين لليوان بالسقوط، الأمر الذي أدى بدوره إلى أسوأ يوم تمر به اسواق المال في 2019.

وليست تلك المرة الأولى التي يصف فيها ترامب القوة الاقتصادية بأنها تتلاعب بالعملة، ففي يوليو الماضي، فعل الرئيس الأمريكي نفس الشيء، حيث ضرب أوروبا والصين، وكتب على تويتر: «الصين وأوروبا تتلعبان بالعملة وتضخان الأموال في نظامهما من أجل التنافس مع الولايات المتحدة».

في ذلك الوقت، أراد ترامب أن يلعب نفس اللعبة التي يتهم بها البنك المركزي الأوروبي وبنك الشعب الصيني، حين قال «يجب أن نلعب، أو أن نستمر في أن نكون دمى تجلس وتشاهد بأدب بينما تواصل البلدان الأخرى اللعب بألعابها - كما فعلوا لسنوات عديدة

وقال نيل ويلسون، كبير محللي اسواق المال في الولايات المتحدة لـ بيزنس انسايدر، إن السوق ترتبط السياسة التجارية والعملة ارتباطًا لا ينفصم، ولم يكن متوقعا ان تترك الصين عملتها تهوى الى هذا الحد

وأضاف: تتاثر العملات كما تتأثر الأسهم - تتأثر أسعارها النسبية بالعرض والطلب، وبشكل عام، يولد الاقتصاد القوي عملة قوية، واحدة تزيد قيمتها.

وتابع: كما سوف تتسبب الأخبار الاقتصادية السلبية في سحب الناس لأموالهم من اقتصاد السوق الذي تعاني عملته من فقد قيمتها

وتقليديا، فإن بلدان القوى في العالم تتلاعب بعملاتها - تعمل على تعزيز أو خفض قوة عملاتها بشكل مصطنع عن طريق شراء أو بيع كميات هائلة منها عبر بنوكها المركزية - ولم يكن الامر مفاجئ في خفض اليوان مع فرض الولايات المتحدة تعريفة على سلعها الدولية.

وكانت بكين تدافع عن اليوان - عن طريق استخدام احتياطياتها من العملات الأجنبية لشراءه- وأبقتها أعلى من عتبة 7 وحادات مقابل الدولار، ولكن كما يقول ويلسون، لولا النقرة الأخيرة وهي التعرفة المضافة التي أعلن عنها ترامب بنسبة 10 ٪ في الأسبوع الماضي.

وبمجرد أن غرد ترامب تويتر، قالت الصين إنها سترد، ولم يكن أحد متأكدًا من ذلك، لكن يوم الاثنين بدأ اليوان في الهبوط.

وقال ويلسون إن «سلاح الصين الأول، في حالة تصاعد الحرب التجارية، هو عدم القيام بأي شيء والسماح لليوان بالهبوط»

وأضاف «هذا بالفعل ما يحدث؛ لقد انخفض اليوان بشكل حاد منذ أواخر الأسبوع الماضي، ولكن إذا أراد ترامب اللعب بطريقة قاسية، وهو ما يبدو أنه يفعله، فلن يكون أمام الصين سوى خيار ضئيل »

واتهمت الصين، وفقا لما نشرته صحيفة الشعب اليومية الصينية، الولايات المتحدة بتدمير النظام العالمي عمدًا.

وقال روس مولد، مدير الاستثمار في أيه جيه بيل، «لا شك في أن اليوان لا يطفو بحرية في الأسواق الدولية، وأن الصين تدير عملتها عن توجيه، لكن أمريكا ليست في وضع يسمح لها بالتظاهر بأنها وراء هذتا التراجع».

ووفقًا لبيانات الاحتياطي الفيدرالي، فقد الدولار الأمريكي حوالي 96٪ من قوته الشرائية منذ إنشاء البنك المركزي في عام 1913 وخسر 85٪ منذ أن خلع الرئيس ريتشارد نيكسون أمريكا من معيار الذهب في عام 1971، وبالتالي تمكنت الولايات المتحدة من تمويل فيتنام وبرامج الرعاية الاجتماعية.

تعرضت العملة الصينية اليوان اليوم لأكبر تراجع في تاريخها منذ 11 عاما لتتخطى حاجز 7 وحدات مقابل الدولار، وهي خطوة تعكس الخطورة المتزايدة للحرب التجارية مع الولايات المتحدة والتي يمكن أن تشير إلى رغبة بكين المتزايدة في إيجاد طرق للانتقام من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية والتي أبرزت اليوم الثلاثاء التراجع الكبير الذي أصاب العملة الصينية، مشيرة إلى أنه تم تداول الدولار الواحد في الصين، صباح الاثنين، عند حوالي 7.02 يوان، في زيادة من 6.88 يوان وهو المستوى الذي تم التداول عنده في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي.

ويمثل المستوى الحالي أعلى تراجع تسجله العملة الصينية منذ آخر مرة كانت فيها عملة الصين تكافئ 7 وحدات مقابل الدولار في عام 2008، مع تصاعد الأزمة المالية.

ووفقا للصحيفة الأمريكية فإن التراجع يمكن أن يمثل مرحلة جديدة في الصراع الاقتصادي بين البلدين.

وينتقد المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم ترامب، بكين لفترة طويلة لتلاعب عملتها لمساعدة مصدريها.

وإذا استمرت العملة في الضعف، فمن المرجح أن ترى إدارة ترامب أن ذلك الإجراء يعد انتقامًا كبيرًا من الإدارة الأمريكية بسبب التعريفات المتزايدة التي فرضها البيت الأبيض على رسوم الواردات الصينية.

وقال فريزر هاوي، المحلل المالي عن النظام المالي في الصين: «يمكن بسهولة اعتبار هذا بمثابة محاولة لتخفيف ضغط الحرب التجارية».

ولكن هزت هذه الخطوة المستثمرين إذ أن تحريك البنك المركزي الصيني للعملة قد يفتح جبهة جديدة في الحرب التجارية، إذ تراجعت أسواق الأسهم في طوكيو وهونج كونج، المدينة التي تأثرت فيها الأسهم أيضًا بالتوقف عن العمل يوم الاثنين، بأكثر من 2 في المائة.

وأشارت أسواق العقود المستقبلية إلى أن وول ستريت ستفتح على الأرجح أيضًا.

وعلي البنك المركزي الصيني، الاثنين، على القرار إن تحرك الرنمينبي - اليوان كان ردًا على تدابير أحادية وخطوة حمائية ضد فرض زيادة الرسوم الجمركية على الصين، لكنه أكد أن العملة الصينية سوف تظل مستقرة.

وأضاف البنك في بيانه «بنك الشعب الصيني يتمتع بالخبرة والثقة والقدرة على الحفاظ على سعر صرف العملة مستقرا الوطنية بشكل أساسي عند مستوى معقول ومتوازن»

وتابع «تسيطر الحكومة الصينية بإحكام على قيمة الرنمينبي» موضحا أن قيمته تتقلب في نطاق ضيق يرتكز إلى نقطة وسط يحددها بنك الشعب الصيني يوميًا.

وحدد البنك المركزي الصيني نقطة الوسط هذه عند مستوى 6.9225 يوان للدولار الواحد.

وإذا استمر المركزي الصيني في تحريك نقطة المنتصف بشكل يضعف العملة المحلية، فإن ذلك من شأنه أن يعطي مجالًا للرنمينبي لكي يضعف أكثر، وفقا للصحيفة الامريكية

في حين أن المستوى الجديد للرنمينبي - اليوان مقابل الدولار لا يغير المشهد بشكل جذري مقارنة مع كان عند 6.9 من الدولار، ولكن البيئة سوف تتغير إلى حد كبير إذا ضعف الرنمينبي إلى 7.5 أو 8 للدولار.

وقال أندرو كولير، المدير الإداري لشركة أورينت كابيتال ريسيرش ومقرها هونج كونج: «إذا بقيت الدولار أقل من 7 يوان ليوم آخر، فهذه علامة على أن بكين سلّحت عملتها كأداة لتحسين الصادرات أثناء الحرب التجارية

وأضاف: لكن العملة الصينية في الواقع تساعد المصانع على تحمل تكاليف ارتفاع الرسوم الجمركية، وفي حالة تراجعها أكثر، يمكن أن تستجيب إدارة ترامب لأسعار تعريفة أعلى لمواصلة الضغط على بكين للتوصل إلى اتفاق تجاري، محذرا من ان بكين سوف تواجه بعض المخاطر إذا استمرت في إضعاف عملتها، وقد تؤدي دفع الصينيين الأثرياء إلى تحويل أموالهم إلى خارج البلاد، حيث لا أحد يريد الاحتفاظ باستثمارات بعملة تفقد قيمتها.

وتابع: يمكن أن تضعف القدرة الشرائية للمستهلكين الصينيين في وقت تحتاج فيه بكين إلى الاستمرار في الشراء لتعزيز النمو الاقتصادي، وسيؤدي ذلك إلى الضغط على الشركات المحلية والأجنبية في الصين التي لديها ديون مقومة بالدولار الأمريكي، كما سيؤثر على الشركات الصينية مثل شركات الطيران التي تشتري النفط بالدولار.