الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحج والأضاحي.. أسباب دفعت المصريين للامتناع عن شراء الذهب في العيد

شراء الذهب
شراء الذهب

يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، ففي الوقت الذي يعد فيه عيد الأضحى، موسما لبيع المصوغات الذهبية، تعود الفترات العجاف التي تصيب فيها الأسواق حالة ركود، ها هو الوضع قد اختلف ولم يعد كما كان من ذي قبل، وعلى ما يبدو أيضا أن توقعات ارتفاع الأسعار التي كانت تدفع بالمصريين لشراء الذهب وادخاره، لم تعد شفيعا لزيادة نسبة المبيعات خلال الموسم الحالي.

وقال بيتر عجايبي، أحد أصحاب محلات الذهب في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن الركود أصاب السوق وأصاب التجار بخيبة أمل، مشيرا الى أنه على مايبدو فقد أصبح شراء الذهب بين المواطنين شيئا من الكماليات بيومهم، ولم يعد أساسيا كما كان من ذي قبل.

وأضاف البائع، أن ارتفاع الأسعار "على الشاشة" –عالميا- خلال الأسبوع الذي سبق العيد، وأيضا كون ذلك العيد به أولوية لدى المصريين وهو شراء الأضاحي والسفر لأداء مناسك الحج، أصاب ذلك السوق بحالة من التراجع في نسبة المبيعات.

وأوضح "عجايبي" أن حالة الركود لا تصيب عمليات الشراء فقط، وإنما البيع أيضا، فتغيير الأسعار المفاجئ يجعل الزبائن يتذبذبون كثيرا في أخذ القرار، سواء بالبيع أو الشراء، فمثلا إذا كنت تنتوي بيع مصوغاتك، وتجد السعر يرتفع حوالي 25 جنيها لكل جرام خلال أسبوع، فقد يدفعك ذلك للبيع قبل تراجع الأسعار مجددا، وأيضا قد يدفعك للانتظار أملا في ارتفاع جديد.

وأشار صاحب محل المجوهرات، الى أن المصريين أيضا رغم كل ذلك، قد تجدهم يتوافدون بكثرة للشراء والبيع دون أي مقدمات، وهذا ما يأمله تجاز الذهب حاليا.

وحققت أسعار الذهب ارتفاعات قياسية خلال تداولات الأسبوع المنقضي لتقفز من مستويات 1400 دولار إلى 1500، مسجلا المعدن الأصفر أعلى مستوياته منذ 6 سنوات وسط مخاوف عالمية من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

محمد زيدان كبير محللي الأسواق لدى ثينك ماركتس الشرق الأوسط، كشف في تصريح لـ صدى البلد، عن 3 أسباب وراء صعود الذهب إلى مستويات قياسية جديدة وسط توقعات بتسجيل المزيد من الارتفاعات على المستوى طويل الاجل.

وأرجع زيدان ارتفاعات الذهب إلى بدء البنوك المركزية دورة جديدة من السياسات التحفيزية وخفض أسعار الفائدة وهو ما يعزز من هروب السيولة نحو الذهب بالإضافة إلى الاضطرابات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين والتي تلعب دورا رئيسيا في اتجاهات أسعار الذهب.

وأشار إلى عوائد السندات عالميا بعد اتجاه رؤوس الأموال لها وتحول 15 تريليون دولار من السندات إلى عوائد سالبة بالإضافة إلى ضعف الدولار لتتجه تلك الأموال نحو الذهب للتحوط.

وأكد زيدان لـ صدى البلد، أن الاتجاه العام للذهب صاعد مستهدفا مستويات 1550 دولارا - 1555 دولارا بنهاية العام، إلا أنه بعد الارتفاعات القوية من مستويات 1400 دولار قرب مستوى 1500 دولار في أقل من أسبوع، قد تتحقق بعض الموجات التصحيحية قصيرة الأجل إذا لم يتجاوز الذهب مستويات 1510 دولارات خلال تداولات الأسبوع المقبل.

وأشار محمد زيدان، إلى أن سيناريو الهبوط مؤقت وقصير الأجل لتكوين مراكز شراء جديدة يواصل الذهب بعدها اتجاهه الصاعد على الآجل الطويل، لافتا إلى أن المخالطر كلها تتوقف على خطة ترامب ومواقفه اتجاه الصين وتغريداته التي تحدد مسار المعدن الأصفر.

فيما توقع سمير رؤوف خبير أسواق المال، أن يشهد الذهب ارتفاعا محليا تزامنا مع توقعات الارتفاع العالمية، مشيرا إلى أن جميع التوقعات العالمية تتجه نحو استمرار صعود الذهب لتسجيل قمة 2008 عند مستوى 1800 دولار للأونصة.

كما توقع رؤوف في تصريحات لـ صدى البلد، أن يواصل الدولار الأمريكي تراجعه أمام الجنيه المصري حتى مطلع العام المقبل 2020، مشيرا إلى أن تراجع الدولار الأمريكي أمام الجنيه يعود بالأساس إلى تعافي مؤشرات الاقتصاد المصري وليس ضعفا في أداء العملة الأمريكية.

وتابع: أن قيمة التراجع في الدولار الأمريكي أمام الجنيه لن تعوق مسيرة صعود الذهب محليا بسبب توقعات الزيادة العالمية التي تصل إلى 300 دولار في الأونصة، موضحا أن التوقعات المحلية تقترب بـ جرام الذهب من مستويات 900 جنيه.