قال الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة مساعد وزير الآثار السابق، إن الإسلام عرف طريقه إلى الصين عن طريق التجار والدعاة القادمين من الغرب، ويبلغ عدد المسلمين الصينيين حوالى 18 مليون نسمة من طوائف وعرقيات مختلفة أكبرها طائفة الأويغور وهم يتوزعون فى مدن وقرى عديدة بما فيها تايوان التى استقلت حاليًا عن الصين.
جاء ذلك في معرض تصريحات الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة، لـ"صدى البلد"، حول تاريخ وقصة مسجد نيوجيه فى الصين، مشيرا إلى أنه كان من المهم وجود مساجد للمسلمين فى الصين، ويبلغ عددها حوالى 30 ألفا بعضها يعتبر من روائع الآثار الإسلامية الصينية.
وأضاف الدكتور محمد عبد اللطيف أن أول مسجد ظهر إلى حيز الوجود فى الصين كان فى عهد أسرة تانج (618 – 907 م)، وهو مسجد ايشينج الذى يعنى الحسنين إلى النبى، ويقال إنه شيد على يد أحد المسلمين العرب الذين جاءوا إلى الصين للدعوة للإسلام، وكان الصينيون فى أواخر عهد أسرة تانج وأوائل عهد أســرة سونج (960 – 1279م) يسمون المسجد لى تانج الذى يعنى قاعة الاجتماع، ثم أطلقوا عليه اسم "لى باى تانج" الذى يعنى قاعة الصلاة.
أما عن مسجد نيوجيه، فقال أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة المنصورة، إنه يعتبر من أقدم المساجد فى شمال الصين وقد بنى سنة 996 ميلادية، على يد شخص يدعى ناصر الدين وذلك فى ضاحية بكين الجنوبية (أى ناحية نيوجيه اليوم)، وذلك بأمر من الإمبراطور.
وأوضح أن مسجد نيوجيه تم ترميمه عام 1696م على حساب البلاط الإمبراطورى، ولذلك وضع لوح كتب عليه "دار الصلاة الإمبراطورية"، وكان فى بدايته صغير الحجم ثم تمت توسعته مرات عديدة فى عهد أسرتى مينج وتشينج عام 1911م.
وأشار الدكتور محمد عبد اللطيف إلى أن مسجد نيوجيه تبلغ مساحة حوالى 3 آلاف متربع، ومبانيه لا تختلف عن القصور الكلاسيكية الصينية شكلًا وتوزيعًا إلا أنها مميزة بالزخارف الإسلامية الطراز.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949م، خصصت الحكومة مبلغًا لترميم مسجد نيوجيه ترميمًا شاملًا وفى عام 1679م أعيد ترميمه مرة أخرى على نطاق واسع أعاد إليه رونقه وبهاؤه.