الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق تحول عز الدين ذو الفقار من يوزباشى فى الجيش لـ مخرج سينمائي.. وأسرار زواجه سرا من فاتن حمامة وعلاقاته ببطلات أفلامه وكواليس مزاملته جمال عبد الناصر

عز الدين ذو الفقار
عز الدين ذو الفقار بصحبة زوجته فاتن حمامة

فى محافظة القاهرة وتحديدًا في 17 شارع البرازيل امتداد حسن صبرى الزمالك، عاش المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 28/10/1919 مكان الميلاد: القاهرة، وتاريخ الوفاة 01/07/1963. 

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث. 

ولد عز الدين ذو الفقار في العباسية عام 1919 وعاش في كنف أسرة ميسورة الحال، وهو الشقيق الأوسط للفنانين محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار، التحق عز الدين بالكلية الحربية ليتخرج منها ضابطًا، وهو دفعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واستكمل مسيرته العسكرية في الجيش المصري حتى وصل إلى رتبة يوزباشي (نقيب)، ولكنه اتجه فيما بعد إلى السينما بعد محاولات من صديقيه المخرج كمال سليم والمخرج محمد عبد الجواد لإقناعه لخوض هذا المجال. 

ينتمي المخرج السينمائي عز الدين ذو الفقار لعائلة أنجبت ضباطًا اتجهوا إلى الفن فهو الشقيق الأوسط لكل من محمود ذو الفقار وصلاح ذو الفقار، فلقد كان ضابطًا في الحربية واستقال ليتجه إلى الفن وهو برتبة يوزباشي وهو شاعر السينما المصرية وفارس الرومانسية وترك وراءه أكثر من ثلاثين فيلمًا أصطبغ كثير منها بطابع الرومانسية، ومن أشهرها "الشموع السوداء" و"نهر الحب" و"بين الأطلال"، وتوفى وله من العمر 44 عامًا. 

عمل في البداية مساعدًا للمخرج محمد عبد الجواد في بعض الأفلام منها "الدنيا بخير" و"أزهار وأشواك"، ثم اتجه بعد ذلك إلى العمل كمخرج وكاتب سيناريو، وأنتج وأخرج أول أفلامه (أسير الظلام) عام 1947 الذي اشترك في كتابة الحوار معه الشاعر أحمد رامى، وأخرج وشارك في كتابة سيناريو العديد من الأفلام البارزة في تاريخ السينما المصرية منها الشموع السوداء، وشارع الحب، ورد قلبي، وإنى راحلة، وموعد مع السعادة، وغيرها وغيرها من الأفلام، وكان عز الدين يتميز بالقدرة على تقديم أفلام تجمع بين المستوى الفنى الجيد وقادرة على تحقيق النجاح الجماهيري، وكان أيضًا من أعلى المخرجين أجرًا في جيله.

تزوج عز الدين ذو الفقار من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، حيث نشأت قصة حب بينه وبين سيدة الشاشة في الأسبوع الأول من تصوير فيلم "خلود" حيث كان الزواج سريا فى بدايته بسبب اعتراض أسرة فاتن حمامة.
 
قدم عز الدين ذو الفقار مع فاتن حمامة "دويتو" سينمائى نتج عنه مجموعة كبيرة من الأفلام المهمة بداية من فيلم "أبو زيد الهلالي" عام 1947، حتى فيلم "نهر الحب" عام 1960، وانتهت العلاقة بالطلاق عام 1956، وأثمر زواجهما عن ابنتهما نادية ذو الفقار. 

وعن الطلاق بينهما يقول عز الدين ذو الفقار فى مذكراته : بدأت الوقيعة بيني وبينها حين أسندت بطولة فيلم إلى فنانة أخرى، فتفسر فاتن العناية بالعمل على أنها عناية بالبطلة وانتهينا إلى الطلاق وكان قرارًا سليمًا لم تطلق فيه رصاصة واحدة على سمعة أي طرف منا.. وذهب ما توهمته حبًا وبقي بيني وبين فاتن الشيء الخالد الصداقة.

فيما كشفت الفنانة الراحلة فاتن حمامة، في حوار سابق، عن سبب انفصالهما، نافية ما تردد أن عمر الشريف وراء إصرارها على قرار الطلاق، مؤكدة أن زواجها من ذو الفقار كان فاشلا في الأساس بسبب فارق العمر بينهما لأن علاقتهما كانت تشبه علاقة التلميذة بأستاذها. 

وأكدت فاتن حمامة أنها كانت تشعر بالملل في كثير من الأحيان بسبب انشغال ذو الفقار طوال الوقت بأفلامه، مصرحة: "سألت نفسي هل أنا سعيدة.. ولم أجد إجابة تريح قلبي لهذا السبب أبلغته بقرار الانفصال لأن حياتنا كانت مليئة بالملل والخلاف والصدام المستمر". 

تزوج عز الدين ذو الفقار مرة أخرى من الفنانة كوثر شفيق عام 1954، وانجب ابنته دينا، وكوثر شفيق يمكن حصر مشاهدها على أصابع اليد الواحدة لكنها مؤثرة وحاضرة وبقوة، ولعل أبرز تلك المشاهد التي أدتها أمام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في فيلم الوسادة الخالية، أثناء أداء العندليب أغنية «تخونوه» وفيه جسدت كوثر شفيق دور إحدى فتيات الليل العاملات في أحد الملاهي الليلية التي تقع في حب صلاح (عبد الحليم حافظ)، بمجرد سماعه يغني.

ويصف المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار كوثر شفيق، في مذكراته عام 1963 قائلًا: «أظنها الوحيدة التي بإمكانها أن تتحملني وأنا لا أتصور أن أكرهها ولا أستطيع أن أبتعد عنها باقي حياتي».

جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.